|
خرج الإمام علي من الجامع بعد أن أنهى صلاته فيه فصادفه رجل أمام باب الجامع فقال للإمام"أنا رجل يشهد الله إني لا احبك ولا اصلي خلفك ولا أجاهد معك"فقال له الإمام"وأنا لست أجبرك على شيء تكرهه مادام المسلمون في مأمن منك" الحساسية مرض يُعرْفها علماء الطب بأنها"حالة من التغييرات الكيميائية التي تحدث نتيجة تعرض الجسم إلى مؤثرات خارجية أو داخلية تؤدي إلى طفح جلدي أو بثور أو فقاقيع أو تسلخات بالجلد ومصحوبة بالحكة أو بأعراض أخرى تعتمد على المكان الذي حدث به ذلك المؤثر" ويضيف علماء الطب الأسباب والمؤثرات التي تسبب الحساسية بالقول"يمكن أن يؤدي أي مؤثر داخلي أو خارجي إلى ظهور مرض الحساسية.وفي بعض الأحيان لا يمكن تحديد المسبب، فقد يضني معرفة ذلك الطبيب والمريض معاً، رغم إجراء العديد من الفحوصات المخبرية أو إختبارات الحساسية المختلفة.وتجاوزاً يمكن القول "بأن كل ما تحت الشمس بما فيها الشمس قد يكون سببا لأمراض الحساسية". البعض من الإسلامويون والقومجية لديهم نوع من الحساسية الخاصة اتجاه الكورد وقضيتهم التي ناضلوا ومازالوا يناضلون من اجلها طوال عقود من الزمن،وكلما جاء ذكر الكورد أُصيب المتغرغرون بالمقاومة بالتشنج القومجي والتعصب الإسلاموي من خلال خروجهم من على بعض الفضائيات اللامستقلة.وهذا ليس غريباً على فئة ماتزال تؤمن بأنها شعب الله المختار وغيرهم شعب الله المحتار. من بين هولاء الشيخ حارث الضاري والذي وقف اتجاه القيادات الكورديةموقفاص عجيباً كما يقول المثل العراقي الشعبي"باكَه لا تحلين..خبزه لا تثلمين.. اكلي لمن تشبعين". من حق الشيخ الضاري ان يحب وان يكره ولكن ليس من حقه التهجم بصورة لا أخلاقية اتجاه القيادات العراقية التي ناضلت من اجل حرية واستقلال العراق وبناء عراق ديمقراطي تعددي فيدرالي جديد ينعم أبناءه بالحريات كافه. نحن لا نلوم الشيخ الصاري لانه وبمختصر العبارة رجل المتناقضات،ففي الوقت الذي كان يهاجم فيه القيادات الشيعية ومن بينها التيار الصدري متهماً إياه بقتل اهل السنة في العراق ،خرج ليعلن تضامنه مع هذا التيار؟؟ الشيخ الضاري منزعج من القيادات الكوردية لأنها كانت مرتمية في أحضان إيران الصفوية أبان حقبة النضال ضد الصنمية البعثية الشوفينية أما اليوم فالكورد يشربون من كاس الاحتلال الأمريكي الكافر لبان الحب؟مع ان تلك القيادات منحت الضاري باقات من الورد في الحوار أما هو فقد اتخذ من القاعدة "الطنطل"الذي يهدد فيه العراق والعراقيين دون استثناء لأنهم خرجوا عن طاعة الامير وفرقوا الجماعة. أي عقلية وأي فكر أم أي حقد يحمله الشيخ الضاري اتجاه أبناء وطنه؟وأي ازدواجية إسلاموية يحملها؟يكفر من يتعامل مع الأمريكان ويبشر قاتل أطفال العراق بالجنان والنعيم. إن الذين يناصبون العراق وقياداته العداء تحت أسماء قومجية ومسميات إسلاموية يتغرغرون بها إنما يرفضون ان يرتقوا الى مستواه. العجيب ان بعض القومجية مازالوا يعيشون الأجواء الكلاسيكية في تفكيرهم اتجاه أطراف هي بالأصل تشكل الجزء المهم في حياة الامم..فمتى يفهم القومجية الإسلامويون ان القيادات الكوردية قد صرحت تكراراً ومراراً بانها جزء لا يتجزء من هذا العراق وهذا ماصرح به قادة تلك القيادات في مواطن كثيرة..ولو ارادت تلك القيادات ان تعلن انفصالها عن العراق لنفصلت منذ اليوم الاول لسقوط النظام المقبور ولكنها تحملت مسؤولية كبرى وتسابقت في موج كل مشكلة تحدث في العراق لتضع لها الحلول المرضية لكل الأطراف حتى حضيت باحترام وتقدير العراقيين ومنها احترام مرجعيتين السنية والشيعية. ان الكورد ليسوا اقواما غريبة عن الوجود العراقي وإنما هي تفاعل مع المكونات الاخرى يقول ابراهيم دريش في مقاله(مسيرة الأخوة العربية - الكردية ودور الدعوات القومية في تعثرها) "وهكذا بمرور الزمن اختلط الدم العربي والكردي في ساحات الوغى،وحدثت عمليات مصاهرة بين الشعبين؛ فوالدة الخليفة الأموي مروان بن محمد كانت كردية،وكان الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور متزوجاً هو الآخر من كردية، كما امتزج مداد علماء الكرد والعرب في سبيل الترقي بالعلوم الإسلامية، فقد خدم علماء الكرد اللغة العربية من نحوٍ وصرفٍ وبلاغة أكثر مما خدمها العرب أنفسهم في بعض الأحيان" ويضيف دريش"إذ كان للكرد القدح المعلّى في مضمار علوم الآلة (النحو والصرف والبيان) على حساب العلوم الأخرى من فقة وتفسير وحديث. ولكن هذا لا يقلل من جهود علماء الكرد الذين عالجوا هذا الخلل كابن الصلاح الشهرزوري في مجال علوم الحديث الشريف، والحافظ العراقي في مجال السنة النبوية، وأبو السعود العمادي شيخ الإسلام في الدولة العثمانية في مجال التفسير" ولعل الجهود الجبارة التي بذلها الكورد في سبيل المحافظة على اللغة العربية هي خير دليل على انصهار علمائهم مع العرب يقول الدكتور دلدار غفور حمد أمين البالكي في بحثة(منزلة اللغة العربية عند غير الناطقين بها:الكُرد مثالا)"خدم الكورد هذه اللغة خدمات جليلة من خلال مساهمات ابن قتيبة(ت276هـ)والآمدي(ت631هـ)وابن صلاح(643هـ)وابن الحاجب(ت646هـ)من المتقدمين،والبيتوشي(ت1210هـ)،والنودهي(ت1254هـ) -من المتأخرين- وغيرهم، ولا يزال الكورد مهتمين بهذه اللغة، بل"حظيت الثقافة العربية الاسلامية بمكانة سامية لدى الشعب الكردي، فبذلوا عظيم جهدهم في نشرها، وتوسيع رقعتها، وتثبيت أركانها، ورفدها بأسباب الديمومة والتواصل" وحري بهولاء الإسلامويون والقومجية ان يطالعوا بحث الأستاذ الدكتور احمد الخليل (مشاهير الكرد في التاريخ)فقد تمذهب فيه أي تمذهب وغار في بحار التاريخ ليلتقط الدر والياقوت لعل داء الحساسية يذهب وينتهي.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |