ارادت الدول الاستعماريه بعد نكبة فلسطين ان تغلف جرائمها بحق العرب في فلسطين من خلال سلسله من الوعود ولكن هذه الوعود منحت للضعفاءالذين لايمتلكون ما يستطيعون اجبار امريكا وبريطانيا واسرائيل على تحويله الى واقع ولكن المشكله لاتكمن في عدم تنفيذ الغرب المتصهين لوعوده الكاذبه بل عملوا العكس حيث اصدروا قرارات حرمت عودة اللاجئين في حالة قيام ما يسمونها دوله فلسطينيه اضافه الى قرارت اخرى كثيرة تنهال على الفلسطينيين دون ان تتمكن الامم المتحده اصدار أي قرار يمكن ان يحفظ للمظلومين حتى ابسط حقوقهم ....هذه الحاله اريد لها ان تتكرر في العراق لاسيما وان بعض الأطراف عراقية لاتزال تتعاطى مع قضية احتلال العراق من زوايا ضيقة جداً لاتستبعد تكرار ما حدث في فلسطين سابقا الأمر الذي يضيق الخناق بدوره على تلمس خطوات سليمة لعملية جلاء القوات المحتلة فهذه الأطراف وبسبب قصر نظرها المتعمد أو غير المتعمد تنظر لكل ما حصل ويحصل من خروقات قانونية وشرعية وأخلاقية وإنسانية في العراق على أساس النتائج دون النظر إلى المسببات وفق منطلق الأمر الواقع الذي فرضه الاحتلال على المشهد العراقي ويبدو أن مصطلح الأمر الواقع أصبح منهج تفرضه القوى الامبريالية والصهيونية بالقوة لترتب خارطة سياسية وجغرافية تعتبر هي الأساس لتثبيت ما هو قادم في الوضع الدولي وهنا نلاحظ أن كل ما حدث لاسيما في إطار التحالف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني فيما يتعلق بالصراع العربي الصهيوني المتجذر هو عبارة عن غزو مسلح صهيوني مدعوم من أمريكا والغرب ومصحوب بتآمر وخيانة من أنظمة عربية بعينها تؤدي بالنتيجة إلى قيام واقع جديد يتم التعاطي معه دون النظر إلى ما سبقه من أسباب أو واقع قديم يفترض العودة إليه وإزالة كل ما هو طارئ عليه.

ولكي نوضح هذه النقطة لأنها هي الأساس فيما يحدث في الوطن العربي من مهازل وتراجع ونكوص وتخاذل نعود إلى ما حدث في قضية فلسطين وهذه مسألة مهمة ربما لم يدركها لحد الآن كثيرين ففي عام 1947 وما لحقها كانت الأنظمة العربية (وخشية من شعوبها) تشارك ظاهراً في عمل عسكري ضد (إسرائيل) لاستعادة أرض فلسطين التي اغتصبت بمؤامرة دولية وخيانة الأنظمة العربية ولذلك كان الجميع يتحدث عن تحرير فلسطين (قولاً) ولا يولي هذا الإدعاء حقه (عملاً) وحصل ما حصل 1948 ولأن الصهاينة يدركون حقيقة ما يختزن في نفوس الحكام العرب وأغلبهم لا هّم له سوى الاحتفاظ بالكرسي وما يدر عليه من جاه ومال و...و.... الخ فقد أدرك هؤلاء المجرمون (الصهاينة) أن أفضل طريق ليتخلصوا من أية حالة إجماع أو شبه إجماع عربي يستهدفهم هو الانتقال من سياسة الدفاع عما أنجزوه إلى الهجوم لنقل المعركة إلى أرض الدول التي كانت تصرخ أكثر من غيرها (إعلامياً) بالمطالبة بفلسطين وكانت أول عملية جس نبض في هذا الإطار هو عدوان 1956 على مصر وإذا أردنا أن نقول شيء عنه فإننا نخلص بالقول إلى أن مصلحة الغرب هي مصلحة إسرائيل والعكس صحيح جداً ومعروف للجميع أن ظروف 1956 كانت لا تسمح كلياً بتحقيق نتائج باهرة للمعتدين بحكم طبيعة وتعقيدات الوضع الدولي ووجود قوى فعالة لا يمكن إلا وأخذها بعين الاعتبار وبالذات الاتحاد السوفيتي أما أمريكا فكان موقفها تكتيكي تحاول أن تستفيد من نتائج ما يحصل وتوظفه لصالحها لاحقاً.

إن عملية جس النبض الصهيونية (الغربية) مع النظام المصري (وكان في أوج مده الوطني والقومي) أعطت لأصحاب المشروع الصهيوني الانطباع الذي كانوا يبتغونه والذي تأسس عليه جانب مهم مما حدث في 5 حزيران 1967 أي أن القيادة الصهيونية كانت تدرك مبكراً أنها لكي تؤمن جانبها عليها ليس فقط الاستيلاء على كل أراضي فلسطين (كانت أغلب هذه الأراضي الفلسطينية بيد الأردن ومصر وهذا ما يثير تساؤل مهم هو لماذا لم تعمل هاتان الدولتان على قيام دولة فلسطينية قبل حزيران 1967؟؟ وكانت الأرض بيد عربية والآن الكل يصرخ لقيام دولة فلسطينية والأرض بيد إسرائيل)

ومن هنا كانت أهداف خطة اليمامة 1958 والتي نفذتها (إسرائيل) في حزيران 1967 بدعم غربي كبير تهدف إلى احتلال أراضي تعود للدول المحيطة بفلسطين فتعود به أنظمة هذه الدول إلى العمل على إعادة هذه الأراضي وإن كان ذلك على حساب إنهاء قضية فلسطين وتحريرها وهذا ما حدث ولا يزال منذ 1967 وسيستمر إلى أن يستفيق الفلسطينيين أولاً وتتغير هذه الأنظمة ثانياً لكي تتحرر الأمة العربية ومن خلالها فلسطين أو بالعكس وهما عمليتان متلازمتان لا انفصام بينهما والغريب في هذا الأمر أن هذه الأنظمة العربية لم تستطع لحد الآن من إنجاز مهمة تحرير أراضيها لأسباب معروفة أما مصر فإنها وللأسف وبسبب انزلاق نظامها في مستنقع الاستسلام قد أخسرها الكثير مثلما خسر الأمة العربية وقضية فلسطين الكثير أيضاً ولا تزال.

إن غالبية من يعنيهم الأمر لا يفكر اليوم إلا بطريقة بحتة تخدم النظام الذي يحكمه وإن تحدث هؤلاء عن فلسطين كأنما يتحدثون بطريقة إسقاط الفرض أكثر من كونهم يعنون ذلك بجدية حقيقية وأخطر ما في الموضوع والذي أشرنا إليه هو أن الحديث في المفاوضات يدور حول الأمر الواقع الذي رتبه الاحتلال الصهيوني لفلسطين والأرض العربية وليس عملية التحرير وهذا لا يعني أننا نقف ضد أي إنجاز يتحقق بهذا الاتجاه من خلال التفاوض ولكن التجارب السابقة علمتنا وبوضوح تام حقيقيين الأولى أن الصهاينة لا يفهمون هم والغرب غير لغة واحدة هي القوة وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة والثانية أن (إسرائيل) لا يمكن أن تتنازل عن أي شبر من الأرض دون أن تُجبر على ذلك لأن وجودها على هذه الأراضي والتفكير بتوسيعها هو جزء من مخططها لإنشاء (إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل) رغم أنها حققت جوانب مهمة من هذا المخطط؟؟!

وتأسيساً على هذا الكلام وانطلاقاً منه يمكن أن نتلمس الطريقة التي تتعامل بها الأنظمة العربية ليس فقط مع ما حصل في فلسطين بل ومع ما حدث ويحدث في العراق.

فالولايات المتحدة الأمريكية تعمل في العراق بذات الأسلوب الذي تعمل به (إسرائيل) في فلسطين والإدارة الأمريكية لا تقيم وزناً للأنظمة العربية إن لم يكن أكثر من ذلك لأنها أي الإدارة الأمريكية أدركت أن هذه الأنظمة لا تفكر إلا بنفسها (كأنظمة) وكيف تحمي كراسيها ولذلك انبطح أغلبها أمام (حذاء الجندي الأمريكي) ويسهم أغلب هؤلاء اليوم في تنفيذ المشروع الأمريكي بكل أخطائه وتداعياته وما آل إليه من نتائج خطيرة جداً ليس على العراق بل والمنطقة كلها ومن منطلق (الواقع المتحقق الآن) أي أن المحتلين أوجدوا واقع جديد في العراق وليس على هذه الأنظمة سوى الإسهام بإعطائه الشرعية وتثبيته رغم أن دور هؤلاء هو دور ذيلي تنفيذي مخزي وهؤلاء وللأسف رموا كل الأوراق التي لديهم في صالح المشروع الأمريكي بدون وعي أو قراءة صحيحة لما يحدث على أرض الواقع في العراق فهذا الواقع الذي رسمته قوات الاحتلال وعملائها الذين جاؤوا خلفها فيه صورتان واحدة سلبية وهي ما ترتب في العراق من وضع مأساوي ووجود حكومة مصطنعة وأدوار تؤديها هذه الحكومة لخدمة الاحتلال الأمريكي ولخدمة (إسرائيل) وخدمة إيران وتحاول هذه الأنظمة إهمال الصورة الثانية المشرفة التي ستفرض نفسها آجلاً أم عاجلاً على كل المشهد العراقي وهي صورة الشعب العراقي الرافض لهذا الواقع ومقاومته الباسلة التي أصبح لها الباع واليد الطولى في كسر شوكة الاحتلال وتدمير كل أدواته الخائبة.

ومن هنا فإن النظرة الموضوعية لجميع الأطراف داخل العراق أو خارجه لابد وأن تنطلق من حقيقة مفادها أن معالجة الوضع العراقي لا تصح عليه الوصفة الطبية التي استخدمت في قضية فلسطين والدول العربية التي احتلت (إسرائيل) قسم من أراضيها وهيئتها للقبول بالأمر الواقع والانطلاق منه إلى ترتيب الوضع القادم وذلك لأن الوضع في العراق وبفضل مقاومة الشعب العراقي البطولية للاحتلال لا يمكن أن يؤسس مستقبله على ما حاولت قوى الاحتلال فرضه بالقوة على الواقع ولذلك فإن أي طرف عراقي (حسن النية) أو عربي (مخلص) أو طرف دولي (محايد) إذا أراد أن يؤكد صحة تعاطيه مع قضية العراق فعلية أولاً أن يعود إلى النقطة الأساس أو المربع الأول وهو العدوان على العراق واحتلاله غير الشرعي وقتل واعتقال مئات الآلاف من أبنائه وتدمير دولته وإقصاء نظامه الوطني الشرعي بالقوة وسرقة ثرواته وخيراته وأثاره وموجوداته المالية داخل العراق وخارجه... وبدون هذه النظرة الموضوعية والرؤيا الصائبة لن يتمكن أحد (عدا المقاومة العراقية) أن يتلمس الطريق لحل قضية العراق وستذهب جهود أي طرف أدراج الرياح إن لم تنطلق من أساس القضية وهي الاحتلال.

والمسألة التي يجب على سعاة إيجاد حلول للقضية العراقية إدراكها أن كل يوم يمر على وجود الاحتلال في العراق يعني تفاقم في المشاكل وفرصة أكبر لمعادي السياسة الأمريكية لان يثبتوا أقدامهم في كل المنطقة وتتاح لهم الفرص الذهبية لإيقاع أكبر الخسائر بالوجود الامبريالي الأمريكي فيها فالأمريكيين أصبحوا (والحمد لله) يتفننون في خلق الأعداء لهم وبالذات بين العرب والمسلمين بالدرجة الأولى وهؤلاء وبحكم عقيدتهم الإسلامية الصلبة مستعدين للتضحية بأنفسهم ليس في العراق والوطن العربي فحسب بل وحتى داخل أمريكا ومن يقف معها في أوروبا واليابان وسيشهد العالم زيادة في انتشار سلاح بشري وهو الاستشهاديين وهؤلاء سيكون لهم تأثير على أمريكا وحلفائها وعملائها أكبر من أسلحة الدمار الشامل التي تستخدمها هي وحلفائها ضد العرب والمسلمين والعالم ومن هنا فإن من يدعي أنه جاد ومخلص وحسن النية أياً كانت جنسيته لابد وأن يعي هذه الحقيقة مثلما يجب أن يعيها المسئولين الأمريكيين والبريطانيين والأنظمة العربية الغارقة ببحور الظلام فالأيام تمضي بعكس ما تشتهيه الإدارة الأمريكية وحليفاتها فالمقاومة العراقية تشتد وتقوى والمستفيد من تدهور الأوضاع هو إيران وإسرائيل وأياً كانت مدة بقاء الأمريكيين (أن ركبوا رؤوسهم المريضة وأصروا على خطأهم) فإن نهاية واحدة لا يمكن أن يتحقق غيرها في العراق وهي انتصار الشعب العراقي ومقاومته وزوال الاحتلال وعملائه و كلما تحقق ذلك بشكل أسرع كلما كان ذلك أفضل ليس لمصلحة الشعب العراقي فقط بل و الأكثر لمصلحة الشعب الأمريكي ولا أقول لمصلحة الإدارة الأمريكية لأن من يموت في العراق هم أبناء الشعوب الأمريكية ومن يدفع الضرائب لتمويل آلة الحرب والعدوان الأمريكية هم تلك الشعوب هذا عدا أن رئيس الإدارة الأمريكية والثلة التي معه يربحون ويثرون أكثر كذلك شركات النفط والسلاح وغيرها من استمرار احتلالهم للعراق. وتبقى المسألة الأكثر أهمية هي أن على الجميع (عراقيون، فلسطينيون، عرب، أجانب) إدراك أن أي من النتائج السيئة في أوضاع العراق وفلسطين لن تجد لها حلول ناجحة بدون معالجة الأسباب التي أدت إليها وهي الاحتلال فهل من عقلاء يدركون ذلك؟

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com