محمد علي الشبيبي/ السويد

alshibiby45@hotmail.com

تناولت الحلقة: دراسة وثيقة التقييم، عدم الأنضباط الحزبي والتسريبات ،  لقائي بلتخ في براغ. سفرتي الى سورية ومرض ام نورس. محاولاتي لتمديد إقامة زوجتي. قراري لمغادرة بولونية للسويد.   

الأرتياحات الشخصية والأستخفاف بالتقاليد المبدئية الصادقة وجه آخر لعدم الحرص في تقديم الأفضل للحزب وسبب مهم في تخلف هيئاته. وقد كان ذلك سبباً في حرمان الرفيق (ع.غ) من الأطلاع على مسودة وثيقة التقييم التي قدمت للمؤتمر الرابع للحزب لأقرارها. حيث أقتصر توزيع مسودة التقييم على أعضاء اللجنة فقط، بينما حرم من الأطلاع عليها الرفيق (ع.غ)، وهو رفيق قديم ومن مندوبي المؤتمر الثالث للحزب، وكان أختياره كمندوب للمؤتمر تثميناً لدوره بقيادة منظمة بولونية في السبعينات. حيث قاد اللجنة بهدوئه وشفافيته وطيبته المعهودة لسنوات من دون أن تثار في فترته حساسيات ومشاكل جانبية تؤثر على عمل المنظمة أو تسيء لرفاقه بأية طريقة كانت. ومن خلال متابعاتي (كنت أحد أعضاء اللجنة الحزبية في بولونية أثناء مسؤولية ع.غ عن المنظمة في السبعينات) أكاد أن أجزم أن فترة قيادته للمنظمة من الفترات المتميزة بنشاطاتها الأيجابية المتنوعة وخاصة في المجال الديمقراطي، كما تميزت فترته بالأنسجام النسبي بين رفاقها وأستقرارها بالرغم من بعض الحساسيات البسيطة التي لم تؤثر على عمل المنظمة. ولو كان الرفيق (ك) سكرتير المنظمة حريصا على تطوير وثيقة التقييم، وهذا هو هدف الحزب، لما أهمل رفيقاً ذا تجربة وخبرة لا يستهان بها ، وله شرف المساهمة في مؤتمر الحزب الثالث. ومن المثير للدهشة أن يطلع على الوثيقة رفاق تجربتهم الحزبية لاتتعد الأربع سنوات، بينما يحرم الرفيق (ع.غ) من مسودة التقييم من قبل الرفيق (ك) سكرتير المنظمة الحزبية بحجة أن توجيه الحزب يقتضي توزيعها على رفاق اللجنة فقط! بينما أحد الأصدقاء من الأحزاب الكردية الصديقة يبعث للرفيق (ع.غ) بمسودة التقييم للأطلاع عليها!. فهل يعقل أن تصل وثيقة التقييم لأصدقاء من أحزاب أخرى ولا تصل لرفيق له خبرته الحزبية التي لايستهان بها؟ اليس هذا تحجر في فهم توجيهات الحزب، أم أنها مجرد عذر لحرمان هذا الرفيق من متابعة مايجري داخل الحزب؟ 

وبعد المؤتمر الرابع للحزب وأقرار وثيقة التقييم، لم يكن هناك أي أهتمام بالتثقيف بوثائق المؤتمر وخاصة بالتقييم، وكنت الوحيد من المنظمة الذي قدم ملاحظات تفصيلية عن التقييم والمؤتمر ومازلت أحتفظ بصورة منها. ونبهت الرفيق (ك) سكرتير اللجنة لهذه الروح اللاأبالية من قبل جميع رفاق المنظمة، وكنت أطمح أن تدرس ملاحظاتي وملاحظات الآخرين إن وجدت لتحريك الجو الفكري في المنظمة، وللأسف كان الموقف سلبيا وكان أملي أن تنتبه لتخ لهذا الصمت والخمول الفكري من قبل رفاق المنظمة، ولكن لتخ لم تبد أي أهتمام لملاحظاتي وأحسست حينها ان جلوسي لساعات لدراسة التقييم والبحث في المصادر من أجل تقديم الأفضل كان عبثياً، وربما ملاحظاتي هي الأخرى أصبحت منسية في مكان ما. ولا غرابة من ذلك فعلى عموم الحزب رافقت عملية دراسة مسودات التقييم المعدة للمؤتمر الرابع بعض السلبيات والممارسات الخاطئة.    

تناقل بعض رفاق اللجنة أحاديث تشير الى وجود تسريبات من بعض الرفاق لأصدقاء!. ورغم قناعتي بوجود مثل هذه الخروقات لضعف الأنضباط الحزبي لكني كنت غير واثق من تشخيصات هؤلاء الرفاق لهذه الخروقات ومصادر تسريبها، لأني كنت أشم منها رائحة المواقف الشخصية والكيدية وليست المبدئية. في أحد الأيام أستدعيت لأحد أجتماعات مكتب اللجنة، ووجه لي (ك) سكرتير اللجنة إتهاماً خطيراً بخروقات للضبط الحزبي وتسريب معلومات عن اللجنة للرفيق (هـ) وهو أحدا الرفاق في هيئة لوبلين التي أشرف على مسؤوليتها!. كان إلأتهام باطلاً ويمس إخلاصي في العمل الحزبي ولايمكنني تقبله أو السكوت عنه دون معرفة حقائقه والبحث عن مصادره. وبعد نقاش وبناء على مقترحي ساندني فيه الرفيقان (ع) و (ز) تقرر أجراء تحقيق من قبل اللجنة.  وأصررنا في الأجتماع على إجراء التحقيق بينما حاول سكرتير اللجنة التراجع من خلال  تبسيط الموضوع لتلافي التحقيق!. ساهم بالتحقيق الرفيقان (ع) و (ز) من اللجنة وتوصلا الى نتيجة مشتركة بعدم صحة أتهامات السكرتير وأنما العكس هو الصحيح!. فالسكرتير أستغل جلسات سمر مع صديقه الرفيق (هـ) وهو رفيق يرتبط معي تنظيمياً، وأستدرجه ليتناول طبيعة علاقتي التنظيمية معه وملاحظاته عن عملي وعمل المنظمة، ومن ثم ممارسة ضغطه الشخصي عليه مستغلا صداقته للكتابة عني سلباً الى لتخ!. وتساءل الرفيق (هـ) وهو من أصدقاء السكرتير خلال الأشراف الحزبي عن هدف السكرتير ودوافعه وعن طبيعة الرسالة التي يطالبه بإلحاح بكتابتها من خلال تلفوناته المتكررة، وهل العلاقة معي غير مرغوبة أو أن المنظمة لها ملاحظات سلبية عني؟!

وكشف الأشراف عدم مصداقية السكرتير وأسلوبه الغير مبدئي في علاقاته مع أحد أصدقائه وهو رفيق في خلية قاعدية لاتربطه أية صلة تنظيمية به، وأستغلال صداقته له وموقعه الحزبي المعروف كسكرتير للمنظمة لأستدراجه في الحديث وأبداء ملاحظاته عن العمل التنظيمي للأساءة لرفيقه الذي يعمل معه في نفس اللجنة. كان الأجدر بالسكرتير أن لايدع (هـ) يسترسل في حديثه عن العمل التنظيمي ويعطيه مثلا في الضبط الحزبي وأن يطرح خروقات (هـ) وتسيبه في أول أجتماع لللجنة، لآ أن يستدرجه ويستغل رفيق له في خلية قاعدية للإيقاع برفاقه. نسي الرفيق (ك) سكرتير اللجنة أن مواصلة الحديث في جلسة سمر مع الرفيق (هـ) بمسائل تنظيمية والأتصال التلفوني المتكرر معه والضغط عليه لكتابة رسالة الى لتخ هو التسيب عينه وعدم الأنضباط الحزبي.  وأقترحت على لتخ أن تقوم هي بالأشراف، على عمل المنظمة وكشف مصادر التسريبات وعدم الأنضباط الحزبي، لأن اللجنة بما فيها السكرتير أصبحت متهمة بالتسريب، أضافة لشكوكنا المستمرة من أن هناك بعض التسريبات من بعض الهيئات. وجاء جواب لتخ مخيباً، فهي لم تر في كل ذلك أي خلل تنظيمي وبررت تصرف السكرتير بما معناه: يمكن أن يتم أحياناً الحديث في جلسات السمر وتناول قضايا تنظيمية بين الأصدقاء! ونست لتخ مهمتها في تربية الرفاق على أحد أهم مباديء التنظيم ( الضبط الحديدي) والأسلوب الغير مبدئي والبعيد عن الأخلاق الشيوعية والرفاقية الذي حاول ممارسته السكرتير لأستغلال هذه الأحاديث كوسيلة للإيقاع بالرفاق الآخرين. 

خلال سنتين لم تبادر فيها لتخ الى أي أشراف مباشر على منظمتنا، إضافة الى ضعف متابعتها وقصور ردودها، ووجدت من الواجب الكتابة اليها لتوضيح بعض الأمور. لهذا كتبت رسالتين الى لتخ أشرح فيها بعض الممارسات الخاطئة وتأثيرها السلبي على عمل المنظمة والعلاقات الأجتماعية بين رفاقها. ولآ أخفي أنني كنت أحمل تلك الأخطاء والممارسات لسكرتير اللجنة ولضعف دور بعض رفاقها. وكنت أتقصد في تسليم رسائلي مفتوحة لسكرتير اللجنة ليطلع عليها ويبن رأيه فيها وأخبرته بعدم ممانعتي في قراءة رسائلي في أجتماع اللجنة لمناقشتها ولو أن معظم أفكارها كنت أطرحها في الأجتماعات، لكنه تجاهل الفكرة. للأسف لم أستلم أي رد أو ملاحظة من لتخ لا أيجابا ولا سلباً وكأني لم أرسل لهم أية رسالة. بعد أن وجدت لتخ غير مهتمة في متابعة عمل اللجنة لا بالأشراف المباشر ولا حتى بالغير مباشر، وتجنبها في توضيح وتصحيح الممارسات الخاطئة في عملنا، قررت السفر الى براغ وطرح ملاحظاتي على لتخ والتي سبق وأن دونتها بالرسالتين ولم ترد عليها. وفي براغ التقيت الرفيق (أبو سرود) طيب الله ثراه، وتحدثت معه طويلا مستعرضا الكثير من النواقص والسلبيات في عمل المنظمة وسكرتير اللجنة. أستمع لحديثي وكنت أراقب تعابير وجهه وكأنه في عالم آخر، فربما كانت هناك مشكلة أكبر تشغل فكره أو أني ألتقيته بالوقت الغير مناسب. سألني فجأة لماذا لم أكتب عن هذا؟  أستغربت من سؤاله لأني منذ بداية حديثي حدثته عن رسائلي وتقصير لتخ وعدم إشارتها لأستلام رسائلي ورأيها بماطرحته فيها، لكن الرفيق كان شارد الذهن. أعدت عليه توضيحاتي وأني كتبت رسالتين وأرى أن لتخ مقصرة في ردودها وبمتابعة المنظمة. لم يناقشني بما طرحته من مشاكل وملاحظات، وأجابني بجملة غريبة وباللهجة الشعبية (أي رفيق  من نگول الواحد گع گع راح يوگع، أحنا نريدك تسند الرفيق سكرتير اللجنة)! فكرت حينها أن الرفيق بجوابه هذا لم يطلع على رسائلي ومحاولاتي الجادة في تصحيح الوضع في المنظمة، وأنه قابلني وهو يحمل توصية وحيدة من لتخ لاتقبل النقاش تتلخص بفلسفة گع گع!.  وضحت للرفيق محاولاتي في اللجنة لتصحيح الأخطاء والممارسات الخاطئة لكن ضعف تركيبة اللجنة وشعور بعض أعضائها بالأمتنان لسكرتيرها وليس للحزب في تقديمهم والبقاء في اللجنة يؤثر سلباً على عملنا وتتحول الملاحظات الجادة وكأنها مواقف شخصية. وهدفي من كل ذلك أسناد الرفيق في عمله الجيد وتطوير عمل المنظمة، لكن أذا استمرت الأخطاء لايمكنني التساهل معها وخاصة عندما أرى أصراره على ذلك مستغلاً تركيبة اللجنة. وللأسف أن لتخ لم تتناول في ردودها كل ملاحظاتنا والأخطاء والمعالجات التي تكون محل نقاش في اللجنة، كما أن معظم ردود لتخ غير شاملة وكأنها لم تطلع على تفاصيل محاضرنا.

تركت الرفيق (أبو سرود) وقد تضاعف أحباطي، وتذكرت موقفه عندما أشرف على خليتنا قبل أكثر من عشر سنوات، وكانت هناك مشاكل وملاحظات حول عمل سكرتير الخلية، وعندما أستمع لجميع رفاق الخلية وكانت ملاحظاتهم تتفق لحد ما مع ملاحظاتي التي كانت السبب الرئيسي للأشراف، ماعدا الرفيق (ي) وكان جديداً على الخلية (كانت مشاركته في الأجتماعات الثانية) وقال عكس جميع الرفاق مادحا سكرتير الخلية ونفى كل السلبيات التي ذكرها رفاقه، فرد عليه أبو سرود بسؤاله: هل ستقول نفس الكلام أذا لم يكن سكرتير الخلية موجوداً! وواضح ان أبا سرود فهم تملق هذا الرفيق للسكرتير، فشتان بين الموقفين والدورين، وعلى مايظهر أنه في تلك المرة لم تكن فلسفة گع گع شائعة، كما للعمر وكثرة المهام وتعقدها حقوقها.      

في شباط 1987 أضطررت للسفر الى دمشق لمعالجة مشكلة عائلية، تاركاً زوجتي حاملا في أسابيعها الأخيرة، على أمل أن أعود بعد اسبوع. وفي دمشق بمكتب الحزب التقيت بالرفيق كاظم حبيب عضو المكتب السياسي الذي أشرف على لجنتنا في بولونيه عند وصولي، وعاتبته على أهمال لتخ لمنظمتنا وعدم اشرافها خلال الفترة المنصرمة التي تجاوزت السنتين والنقص في الردود على محاضرنا وتجنب لتخ من الخوض في الكثير من النقاط المهمة المثارة في أجتماعاتنا والتي تعكس خللا في إدارة العمل التنظيمي، وأوعدني بالاستجابة لملاحظاتي حول الأشراف، وقد وفى فعلاً بوعده.

في الأسبوع الأول من وصولي دمشق علمت بإدخال زوجتي للمستشفى بسبب تطور سيء ومفاجيء في حملها مشابه لحملها السابق. وقد قاست زوجتي كثيرا وهي وحيدة لولا وقوف بعض الأصدقاء مشكورين الى جانبها وزيارتها للمستشفى. فسلام أهتم برعاية ولدي نورس ذو الخمس سنوات، والدكتور محمد جايجان كان يسعى بين الأطباء والمستشفيات للبحث عن بعض الأدوية الضرورية لها والمفقودة أصلا في الصيدليات والمستشفيات ومتابعة وضعها الصحي وتداعياته. لم يتمكن طبيبها البروفيسور رادومانسكي (Radomanski) من أكتشاف سوء حملها مبكراً بالرغم من مراجعاتها الدورية، حتى تفاجأ في زيارتها له بعد يومين من سفري بتطور غير محمود في حملها فأدخلها المستشفى بسرعة وأحالها الى لجنة طبية قررت أجراء عملية قيصرية دون تأخير وإلا ستكون حياتها في خطر! وللمرة الثانية تفقد زوجتي طفلها ولكن هذه المرة بعد ولادته بنصف ساعة، ليس هذا وحسب بل أن مضاعفات العملية وماسببته لها من ألتهاب رئوي حاد جعل الأطباء في حيرة لمعرفة أسباب هذه المضاعفات. كانت زوجتي وحيدة ولا تعوضها كل الزيارات عن بعدي  عنها وبعد حبيبها وأبنها نورس ، وبطبيعتها الخجولة كأمرأة كانت تتحرج في طلب ماتحتاجه من ملابس، خاصة وأن الصديق سلام هو من أستلم مفتاح غرفتنا في القسم الداخلي. 

ساءت صحة زوجتي بعد العملية، وكاد أن يقضي عليها التهاب الرئة الشديد الذي زاد من نكبتها بوليدها وجعلها تعاني من المرض واليأس والوحدة والكآبة، بينما أبنها الصغير في القسم الداخلي يفتقد حنان الأم والأب وبرعاية صديق وبعض الطالبات البولونيات المتعاطفات مع زوجتي، ومهما كانت رعايتهم لنورس فلا تعوضه عن حنان الأم والأب. وكان موقف مديرة القسم الداخلي السيدة ماجوخا (Maciocha) موقفا أنسانيا رائعا لآيقارن للأسف بموقف بعض (رفاقي) الذين بخلوا ليس في زيارتها وأنما حتى في مكالمتها تلفونياً والشد من أزرها أو بتقديم باقة ورد لها خلال وجودها في المستشفى ولا بعد خروجها. كانت السيدة ماجوخا تتردد على زوجتي للمستشفى وتسألها عن أحتياجاتها، وتلبي الكثير من طلباتها. وبسبب مضاعفات عمليتها وإلتهاب الرئة رقدت في المستشفى أكثر من شهر، وهي تترقب عطف الآخرين في زيارتها ليخففوا عنها قساوة الغربة التي زادتها قسوة جهلها باللغة البولونية.

بعد أن سمعت بمرض زوجتي قررت العودة مبكراً لبولونية قبل أن أنجز حل المشكلة التي جأت من أجلها. حالت شرطة المطار السورية دون سفري بسبب عدم تسجيل إقامتي التي رفضت دائرة الأقامات من تسجيلها لأن إقامتي في سورية كانت قصيرة (أسبوع)، ولم تفلح توسلاتي ومحاولات مسؤول الخطوط السورية بالسماح لي بالسفر. وعدت مهموما بعد منتصف الليل أبحث عن مأوى في الفنادق لأني لم أكن راغبا في أزعاج الآخرين وإقلاقهم بعد منتصف الليل. ولم أتمكن من الحصول على حجز في الأيام القادمة لأكون بجانب زوجتي في أزمتها.

أستفدت من عرقلة سفري، حيث تمكنت حينها من شراء جوازات سفر لي ولزوجتي ولشقيقتي دفعت ثمنها مقدما 2400 دولار أمريكي. وعندما عدت بعد خمسة أسابيع كانت زوجتي ماتزال راقدة في المستشفى لتعالج من إلتهاب الرئة وتعاني من تدهور حالتها النفسية ومن الأحباط والمرارة. وبعد خروجها من المستشفى ومراجعتي معها لدكتور الأختصاص في الأمراض الصدرية وشاهد صورة الأشعة إستغرب من شفائها وتساءل بدهشة، موجها سؤاله لزوجتي: هل هذه الأشعة تخصك، وقد شفيت فعلاً ومازالت على قيد الحياة؟!.

لم تمض سوى أيام معدودة من خروج زوجتي من المستشفى، وهي مازالت تعاني من آثار عمليتها التي أعاقت قدرتها على الحركة ونشاطها المعهود، إضافة لألتهاب الرئة وحالتها النفسية المتدهورة وما سببه حملها من إحباط، وأذا بتلفون صباح أحد الأيام من الرفيق عضو مكتب اللجنة (ع) يرجوني فيها بكتابة كلمة باللغة البولونية تتناول تأريخ حزبنا وسياسته الحالية تلقى في حفل ذكرى تأسيس الحزب المنعقد مساء اليوم ذاته في مدينتنا!. وبرر تأخر هذا التكليف لأعتذار الرفيق (ك) سكرتير اللجنة من عدم أمكانيته لأعداد الكلمة!. من الغريب أن يعتذر السكرتير من أعداده للكلمة في يوم الأحتفال ويطلب من رفاقه تكليف أحدهم لأعدادها في الساعات الأخيرة التي تسبق الحفل!.

كنت مضطراً للأستجابة لرجاء رفيقي لأنجاح الحفل، وذلك لألتزام رفاقي في لوبلين مسؤولية إقامة الحفل. وتركت زوجتي وهي ماتزال تعاني من آثار عمليتها وإلتهاب الرئة بمفردها لتهتم ببعض الضيوف الذين تقاطروا بتوجيه من المنظمة منذ الصباح علينا قادمين من بعض المدن لتقوم بواجب الضيافة، بينما كانت هي بحاجة لنقاهة ضرورية ورعاية جدية تخفف عنها حالة الكآبة وآثار العملية الجراحية ومضاعفات إلتهاب الرئة، وكان أبني بحاجة لحنان أبوين أفتقدهما لأسابيع، ولكنني كنت في تلك السنوات أضع خدمة الحزب فوق كل المشاعر والأحاسيس الأنسانية، وكانت زوجتي بالرغم من عدم إلتزامها حزبياً تشد من عزيمتي وتقف الى جانبي مضحية بصحتها دون أن تتذمر!. لكنها في هذه المرّة سألتني بعتاب ومرارة ساخرة، وكنت أرى كثيراً من الحقيقة المرة في سؤالها: لماذا لم يتذكرني هؤلاء الضيوف ومن بعث بهم من رفاقك في المنظمة عندما رقدت في المستشفى ستة أسابيع، أعاني من الوحدة والكآبة والأحباط وتداعيات العملية التي كادت أن تؤدي بحياتي؟ كنت حينها وبسبب غيابك بأمس الحاجة لكلمة طيبة حتى ولو بالتلفون أو باقة ورد تشد من معنوياتي وتؤآسيني، وتشعرني بأن لك رفاق فعلاً يتمتعون بمشاعر إنسانية تضامنية ويمكن الأعتماد عليهم في الشدائد!.

تمكنت من أعداد الكلمة وترجمتها الى البولونية بالأستعانة بالرفيق (هـ) من هيئة لوبلين وبمساعدة صديقته البولونية لتجنب الأخطاء النحوية أو ركاكة اللغة وكل ذلك تم بعلم (ع) عضو المكتب. والغريب أن هذه الحادثة كانت مثار إتهامات السكرتير لي بتسريب معلومات الى (هـ) الذي وجه نقدا للجنة المنظمة لعدم تهيأتها لكلمة الحفل إلا في الساعات الأخيرة. حيث أعتبر السكرتير ذلك تسريب لأسرار اللجنة، بينما لم يكن الرفيق (هـ) بحاجة لكشف السر أمامه فقد أنتبه كم كانت اللجنة متأخرة في كتابة كلمة الحفل السنوي، بحيث أضطررنا الى تكليفه بالترجمة قبل الحفل بساعات.

بعد نيلي للماجستير رفضت شرطة وارشو تمديد إقامة زوجتي، وأشترطت لتمديدها أن أحصل على موافقة السفارة العراقية، إنسجاماً مع الأتفاق بين الحكومتين!  فالحكومة العراقية نجحت بعقد أتفاق مع الحكومة البولونية على منح إقامة للزوجات المرافقات لأزواجهن خلال دراستهم للدكتوراة. لم تنفع محاولاتي في إقناع شرطة وارشو ولا الوساطات التي أستعنت بها من جامعتي لتمديد إقامة زوجتي. كنت أحس من خلال مراجعاتي لقسم الأقامات أنهم جادين في عدم تمديد إقامة زوجتي هذه المرة. عرضت المشكلة على اللجنة الحزبية على أمل أن تبادر بطريقة ما لحل مشكلتي. أبدى سكرتير المنظمة إستحالة مساعدتي، محاولاً تحميل ذلك لتعسف وتشدد السلطات البولونية.

لم أكن ألوحيد الذي عانى من مشكلة تمديد أقامة زوجته، فالرفيق (ح) من وارشو هو الآخر عانى من تمديد إقامة زوجته الجزائرية المرافقة له. ونجح الرفيق (ح) لحل مشكلة إقامة زوجته الجزائرية المرافقة له مستفيدا من تكليفه الحزبي في العمل الديمقراطي، من خلال حصوله لها على منحة دراسية!. ونجاح رفيقنا (ح) في حصوله على منحة لزوجته لم يغيض سكرتير المنظمة أو سكرتير الجمعية كما أغاضهم الرفيق (م) عندما حول دراسته من حسابه الخاص الى منحة، ولم يحاسبا الرفيق على ذلك مثلما تمت محاسبة (و) في لوبلين. للأسف لم تبادر اللجنة بتكليف رفيقنا المسؤول في المجال الطلابي لبذل الجهود وحل مشكلة إقامة زوجتي بنفس الطريقة التي إتبعها (ح). ولا أريد أن أدخل في تحليل دوافع اللجنة بسكرتيرها وبعض أعضائها في عدم مساعدة زوجتي وغضهم النظر عن الأستفادة من الأمكانيات المتاحة.

بعد أن يأست من إمكانية الحزب في مساعدتي، أبلغت الحزب بنيتي للأستعانة برئيس مجلس السلم علّه يساعدني. أتصلت تلفونياً برئيس مجلس السلم البولوني يوسف تسرينكفيج (Josef Cernkieficz)، وهو عضو لجنة مركزية في حزب العمال البولوني، ومناضل قديم شارك في الحرب الأهلية الأسبانية ونائب لروميش جاندرا رئيس مجلس السلم العالمي. شرحت فيها وضعي كمعارض وأستحالة ترك زوجتي لتعود للعراق بسبب الأرهاب الصدامي، وطلبت مساعدته ومنح زوجتي إقامة لترافقني فترة إنجاز الدكتوراة. أبدى أستغرابه من تصرف شرطة وارشو، وأكد لي بساطة الطلب وأنه بالتأكيد سيحل مشكلة زوجتي وطلب أن أمهله أسبوعين.

خلال فترة الأنتظار وأثناء أجتماع لجنتنا الحزبية، نقل لنا سكرتير اللجنة تذمر ممثل حزب العمال البولوني من محاولة البعض منا في حل مشاكله بالأستعانة بطرق أخرى!. لو كان سكرتير منظمتنا حريص وراغب فعلاً لمعالجة مشكلة زوجتي لما أستسلم بهذه البساطة لتذمر وأعتراض ممثل حزب العمال البولوني. كما أني أشك في مصداقية سكرتير المنظمة في نقل موقف ممثل حزب العمال، فدائما كنا نحل كثير من هذه المشاكل مستعينين بمنظمات طلابية وشبابية وعمالية وغيرها دون أن يتذمر رفاقنا البولون. ولا أخفي تبلور قناعتي بأن رفيقنا سكرتير اللجنة ربما هو العقبة في عرقلة حصول تقدم في حل مشكلة زوجتي.

بعد أسبوعين أتصلت برئيس مجلس السلم وتفاجأت من موقفه، وأعتذر عن عجزه لمساعدة زوجتي!. ربطت موقفه هذا بموقف وتذمر ممثل حزب العمال ولا أبالية سكرتير منظمتنا خلال ثلاثة سنوات في معالجة مشكلة أقامة زوجتي. حاولت مناقشته، فأختصر علي الكلام وسألني: لماذا لم تحاول الأستعانة بمنظمة حزبكم؟ سؤال وجيه ويؤكد أمكانية المنظمة الحزبية في معالجة المشكلة أن توفرت الرغبة الصادقة والجادة. كما كشف لي سؤاله عدم رغبة وجدية سكرتير المنظمة في المساعدة وتعكزه على عدم تجاوب ممثل حزب العمال.

نجح البروفيسور گومولسكي عميد كلية الهندسة في وارشو في إقناع الشرطة لتمديد إقامة زوجتي لمدة ثلاثة أشهر، على أن تغادر بولونية بعد ذلك. كان أمامي خيارين، أولهما البحث عن عمل في أحدى الدول العربية والمجيء الى بولونية في فترات متباعدة لمتابعة ما أنجزه من بحث في الدكتوراة، وثانيهما الألتحاق بالرفاق والأصدقاء الذين سبقوني واللجوء لأحدى الدول الأسكندنافية ومحاولة أكمال دراستي من هناك. رفضت الحل الأخير، وقررت السفر الى ليبيا تاركا زوجتي وأبني في بولونية والبحث عن عمل. طرحت الموضوع على (ك) سكرتير اللجنة بأعتباره الحل الأفضل، وطلبت منه أن يخبر لتخ بذلك ومساعدتي في الأتصال بمنظمة الحزب أو الرفاق في ليبيا لمساعدتي في البحث عن عمل. أستغربت من جوابه المباشر والجاهز والسريع: لاتوجد للحزب هناك منظمة ولا رفاق منتظمين! لم أكن أتوقع منه الكثير فتجربتي معه كافية لأصل الى قناعة بعدم رغبته في المساعدة ومحاولته عرقلة خططي والتضييق على تحركي.

سافرت في أواسط كانون الأول 1987 الى ليبيا، وأجبرتني سلطات المطار الى تصريف مبلغ 500$ في المطار مقابل الموافقة على دخولي بالرغم من حصولي على تأشيرة دخول من السفارة الليبية في وارشو. توجهت من المطار الى الحي الجامعي حيث يسكن الراحل د. صالح زيدان طيب الله ثراه. وبالرغم من عدم معرفتي السابقة بالراحل فقد إستضافني ضيافة مندائية تنم عن الكرم والأخلاق الطيبة.

دون تباطئ وبمساعدة الراحل د.صالح تحركت لمراجعة بعض الشركات والمؤسسات والجامعة لعرض خدماتي عليها. وقد صدمت عندما أكد لي العديد من العاملين العراقيين شبه أستحالة حصولي على عمل في الشركات، ونفس الموقف لاحظته عند مراجعاتي للشركات. حاولت الأتصال بالشركات البولونية، فنصحتني بمراجعة مراكز إدارتها في بولونية. وجدت لآ فائدة من بقائي في ليبيا، فالحياة غالية وخاصة أن المبلغ الذي أستلمته 125 دينار ليبي مقابل 500$ لم يصمد في جيبي أكثر من إسبوع، حيث صرفت معظمه لوسائط النقل (التاكسي) خلال مراجعاتي للدوائر والشركات وأضطراري بسبب مراجعاتي تناول وجبات الطعام خارج البيت. حاولت العودة في الأسبوع الثاني ولم أحصل على حجز بسبب إقتراب رأس السنة الميلادية وكثرة المسافرين. لذلك أضطررت للحجز في الأسبوع الأول بعد عيد الميلاد.

إتصلت بزوجتي تلفونياً، وأخبرتها بعدم توفر فرص العمل بأختصاصي، وأن تأخر عودتي سببه عدم توفر حجز على الخطوط الجوية وطلبت منها أن تتصل بالرفيق (ع) عضو مكتب اللجنة وتخبره بذلك، وأن تخبر بهذا بقية الرفاق إذا ما أتصلوا بها.  

لم أكن أرغب في أن أكون ضيفاً ثقيلاً على الراحل د.صالح، فأتصلت بالصديق الطيب كامل حلاوي (أبو أنصار) في بنغازي، ودعاني لبيته. وكانت هذه فرصة جميلة للقاء صديق عزيز ومن جيلي ومدينتي لنستعيد ذكرياتنا الجميلة عن أصدقائنا ورفاقنا الذين لم يتمكنوا من مغادرة الوطن وبعضهم أستشهد في أقبية البعث الصدامي. كما كانت هذه فرصة لي لمراجعة المؤسسات والشركات الهندسية وحتى الجامعية في بنغازي والمدن المجاورة لها والبحث عن فرص للعمل وللأسف جميع جهودي لم تثمر عن شيء بالرغم من الجهود التي بذلها أبو أنصار مشكوراً.

عندما عدت من ليبيا أوائل كانون الثاني 1988 بعد سفرة قاربة الأربعة أسابيع، قررت عدم اليأس ومراجعة بعض المؤسسات الهندسية البولونية وعرض خدماتي عليهم في ليبيا أو غيرها من الدول العربية. راجعت شركة البودمكس، فعرضت علي العمل في شمال العراق بدل ليبيا ورفضت عرضها، وشركات أخرى عرضت علي العمل مقابل مرتبا منخفضا جداً حتى أقل بكثير من مهندسيها البولون.

عند أتصالي ببعض رفاق اللجنة بعد عودتي، أسف بعضهم من ضياع جهودي، لكنهم فاجأوني من قرار لتخ بسرعة أجرائها ترحيلي تنظيمياً الى ليبيا!. ولما أستوضحت منهم كيف يتم ترحيلي الى ليبيا وأنا مازلت في بولونية، وأن سفرتي الى ليبيا للبحث عن عمل فقط وليس للأقامة، وأن زوجتي أبلغتهم بعدم توفر فرصة العمل وبقراري بالعودة من الأسبوع الأول من وصولي ليبيا!. أخبروني بأن الرفيق (ك) سكرتير اللجنة أخبرهم أثناء أجتماع اللجنة، بأن منظمة الحزب في ليبيا بعثت رسالة الى لتخ تخبرها بحصولي على عمل في ليبيا وتطلب إجراء ترحيلي لها!. وفي إجتماع اللجنة الذي عقد أثناء وجودي في ليبيا أعد السكرتير رسالة الترحيل التي أثارت نقاشاً داخل اللجنة لعدم قناعة بعضهم بأسلوبها.

لم أهتم بطبيعة النقاش حول ترحيلي، بعد أن تأكدت أن هناك طرفاً مارس الكذب والخداع لأبعادي عن اللجنة. فعندما طلبت من سكرتير اللجنة توصية لمنظمتنا ورفاقنا في ليبيا، أجابني بعدم وجود تنظيم لنا هناك. ثم يخبر اللجنة بعد ثلاثة أسابيع من سفري بوصول رسالة من منظمة الحزب في ليبيا الى لتخ تبلغهم بأستقراري للعمل وتطلب ترحيلي لها، وجاء للأجتماع وقد هيأ رسالة الترحيل!. كل ذلك يحدث خلال ثلاثة أسابيع، بينما أنتظرنا في بولونية ترحيل بعض الرفاق أكثر من ستة أشهر وأحياناً لسنة. أي أهتمام هذا وكيف تمت المراسلة في وقت لم يكن حينها أنترنت، لتكتب منظمة ليبيا الى لتخ ولتخ تكتب الى بولونيا ويتم الترحيل بعد ثلاثة أسابيع!. أحسست بالأحباط أن يمارس أحد رفاقك وبأسم الحزب أسلوبا لايختلف عن أسلوب أعدائك في محاربتك ومضايقتك، ناسيا أنك مستعد أن تضحي بحياتك من أجله ومن أجل الحزب والدفاع عن كل رفاقك أذ أقتضت الضرورة. لم أكن أتصور أن يساهم رفيقك في تدمير طموحك في أكمال دراستك وتشويه مواقفك بممارسة الكذب، دون أن يهتم لمصيرك ومصير عائلتك. وبعد كل هذه السنين وأنا أتذكر تلك الأحداث بمرارة، هل تصل الأنانية و(الخلافات الشخصية) بين الرفاق بمحاربة بعضهم البعض الى درجة عدم التورع في تدمير الآخر؟ وهل كانوا يعتبرون ملاحظاتي وكتاباتي ومصارحتي لهم بالسلبيات والممارسات الخاطئة إساءة شخصية لهم؟

أصبحت أمام خيارين لترك بولونية ،الأول الألتحاق بحركة الأنصار والتخلي عن تكملة الدكتوراة ، والثاني طلب اللجوء لأحدى الدول الأسكندافية، والمحاولة من بلد الأقامة لتكملة الدكتوراة. تناقشت مع زوجتي حول الأحتمال الأول، فلم أجد لديها الأستعداد بسبب ماعانته خلال الأشهر الماضية، كما أن علاقات البعض من الرفاق التي زعزعت ثقتها بقدرات وأستعداد الرفاق في حمايتها وأبنها، ومشكلة إقامتها وعدم محاولة منظمة الحزب لمساعدتها إضافة لما سمعته من أحداث غير مشجعة لمعاناة رفاقنا في كردستان وخاصة بعد أحداث بشت أشان وتداعياتها التي أستمرت لسنوات، والتي كان أحد ضحاياها الرفيق سعد مزهر رمضان الذي عاش معنا في البيت كواحد منا لمايقارب السنة، كانت سبباً لمعارضتها وصارحتني بتخوفها من تركها وولدي نورس وحيدة وجزمت لي عدم ثقتها بالمحيطين بها من (رفاق). ومن متابعاتي كانت الأخبار تصلنا عن تدهور الأوضاع في كردستان وأستعدادات السلطة الصدامية لشن هجومها، وأنقطاع طريق أيصال رفاقنا، مما يضطر البعض للأنتظار لأشهر في الشام، وأخيراً كانت كذبة ترحيلي المفبركة بطريقة خبيثة للتخلص من بقائي في اللجنة، هي القشة التي قصمت ظهر البعير لأحدد موقفي النهائي.

عندما غادرت الوطن في شباط 1979 لم يدر بخلدي أنني سأضطر للجوء في أحدى الدول الأسكندنافية، وأنما كنت مصدقا بحسن نية وسذاجة ما أشيع بأن مغادرتنا للوطن وقتية وأننا سنعود بعد حل الأشكالات مع الحلفاء ذوي التوجه الديمقراطي الثوري. لو كنت أفكر في اللجوء لما قررت العودة للوطن في أكتوبر عام 1977 حيث الهجمة الشرسة على الحزب وصلت في أوجها. حتى أنني رفضت عرض الرفيق عادل حبه بالسفر لأكمال دراستي أواخر عام 1978 وأخبرته بأني عدت للبقاء بين صفوف الحزب والعمل في الداخل. ولكن الرياح تجري بما لاتشتهي السفن، وتجبرك التصرفات السيئة والأنانية لبعض (الرفاق) بوعي أو بدون وعي على أتخاذ مواقف لم تكن يوما تراودك ولاتؤمن بها فتغيير من قناعاتك. وهكذا قررت شد الرحال والسفر الى السويد بأعتبارها أقرب دولة لبولونية خاصة أن سكرتير اللجنة لم يبادر ويبلغني لحضور أجتماع اللجنة وكأنه أعتبر ترحيلي أمر منتهي!. 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com