|
بعد سقوط النظام البائد بيد الاحتلال الامريكي تغيرت امور كثيرة في حياتنا الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية حتى شمل التغير مفهوم الديمقراطية الغربية التي جلبها الاحتلال الامريكي الينا وحتى مفهوم حقوق الانسان . وخير دليل على ماذهبت اليه قاعدة أخلاقية نعرفها جميعا ونطبقه في حياتنا اليومية ، حيث تخص هذه القاعدة وتنظم اصول الضيافة ، وحسب هذه القاعدة الاخلاقية العالمية أن يكون المضيف (صاحب الدار ) حاضرا وبثقله ليقوم بواجبه تجاه الضيوف! فلقد اقيم قبل أيام مؤتمرا لاعمار كركوك منع ممثلي الشعب التركماني أصحاب كركوك الحقيقين من حضوره وذلك بامر مباشر من نائب رئيس الوزراء الكردي (الذي يمثل الاكراد فقط ) الدكتور برهم صالح ، حيث قام السيد محافظ كركوك والسادة اعضاء الكتلة الكردية في المحافظة بتنفيذ امره ! ان هذه الفضيحة الاخلاقية - السياسية دليل قوي على انه هناك مؤامرات تحاك باستمرار ودون ملل ضد شعبنا التركماني وذلك لا لتهميشه فقط بل امحائه حتى في محافظته التركمانية الا وهي محافظة كركوك. ان هذه المؤمرات ليست وليدة اليوم او الامس بل ولدت بعد سقوط الامبراطورية العثمانية الاسلامية بيد الصليبين وبدعم من الطابور الخامس المحلي تحت الزعامة الصهيونية ، متعاقبة من اول تشكيل الدولة العراقية برئاسة الملك الفيصل الاول وصولا الى حكم صدام حسين. وبعد سقوط النظام البائد اخذت هذه المؤامرة (مؤامرة التهميش ) شكلا وبعدا اخر، هذا البعد الجديد بدأ يتمثل في محاولة امحاء الوجود التركماني في اقليم توركمن ايلي وفي قلبه كركوك . ( ان الشيئ المحزن في هذه المؤامرة الهادفة لابادة التركمان لاسامح الله بيد الاحزاب الكردية والمدعومة من قبل الولايات المتحدة الامريكية هو سكوت بل وحتى بمباركة دول الجوار بدون استثناء رضوخا لمبدأ المصالح الدولية والاقليمية والحسابات القصيرة المدى ). وهنا اقول للدكتور محمد جاسم جعفر وزير الرياضة والشباب الذي حضر هذا المؤتمر بمفرده وفي مدينته التركمانية ولم يدعي احدا من اخوته التركمان لحضور هذا المؤتمر ليشاركوا فيه ويبينوا ارائهم الوطنية خدمة لبلدهم ومدينتهم : "ياسيادة الدكتور محمد جاسم كان المفروض بك ان تترك القاعة احتجاجا لعدم حضور التركمان في هذا المؤتمر وانت تشغل هذا المنصب باسمهم أي باسم الشعب التركماني عملا بالحديث النبوي الشريف : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فان لم يستطع فبلسانه ، فان لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان " اخي العزيز: اني اولا اود نصيحتك، كأخ يكبرك عمرا ان تراجع مقالاتي السابقة التي لاتتكلم الا بلغة الصدق والامانة حيث سجلت الحوار الذي جرى بين المرحوم العقيد نافذ جلال وزير الزراعة في سبعينات القرن الماضي مع صدام حسين ، حيث صرح صدام حسين بعظمة لسانه بعد الحوار والجدال الذي جرى بين الرجلين بأن المرحوم نافذ جلال قال له بالحرف الواحد "انك ياسيادة النائب ( كان صدام حسين نائبا لمجلس قيادة الثورة ) لم تعيني وزيرا للزراعة بل عينني الملا مصطفى البارزاني!" وبعد ذلك اخذ حقيبته وغادر الى الشمال . اما ثانيا انك لابد ان سمعت بالمؤتمر التركماني الذي عقد تحت اسم (مؤتمر التنسيق التركماني) وانبثقت منه (هيئة التنسيق التركماني) . لقد كنا نتوقع من سيادتك ان تكون السباق في تنفيذ ما ورد في بنود هذا المؤتمر لا ان تخرقه وتمزقه قبل ان ينشف حبره على أوراقه . واقول لك أخيرا : ياسيادة وزير الشباب لماذا لاتاخذ درسا من المرحوم العقيد نافذ جلال ! فاذا كان ذلك الرجل قد حاجج شخصا مرعبا مثل صدام حسين بشرعية استمدها من شخص واحد ، فشرعيتك وهبك اياها أمة عريقة بكاملها ، فلماذا الخوف! اما اذا كنت تخاف على منصبك او حياتك لان مصير السياسيين في الدول النامية من الرئاسة الى المشنقة ومن المشنقة الى الرئاسة كما رأينا مثل هذه الحالات واخرها صدام حسين فنصيحتي لك ان تترك السياسة لمن لايخاف!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |