|
طارق عيسى طه في مطلع القرن العشرين واحتلال العراق من قبل الانكليز وفي احدى جلسات مجلس النواب العراقي ,القى احد النواب خطابا تحدث فيه عن العلاقة التي تربط العراق ببريطانيا العظمى واهميتها بقوله لو لم يوقع المجلس على معاهدة 1930 (ما جان عرفتوا اشجان صار ) وطلب النائب شعلان ابو الجون الكلام, وشعلان ابو الجون معروف بمقارعته الانكليز ولعب دورا كبيرا في قيادة ثورة العشرين التي اصبحت تاريخا يفتخر به كل عراقي شريف , قال شعلان ابو الجون لقد كانت عندي فرسا اصابها المرض ولم اتمكن من علاجها وقالوا لي ان هناك (صلوبي) يستطيع انقاذها فارسلت في طلبه وعرضت عليه الفرس فقال بانه يستطيع علاجها بشرط ان اعطيه ليرتين ,قلت له سوف اعطيك عشرة ليرات اذا استطعت وتمكنت من علاجها,فكواها وماتت وعندما القيت عليه اللوم قال لي انك لا تعرف (ما جان صار) لو الفرس عاشت وهكذا يعيد التاريخ نفسه ويقولون انتوا ما تعرفون اشجان صار لوما يتدخل الامريكان, وينقذوكم يا عراقيين يا ناكرين الجميل ,الا اننا نعرف ما حصل اثناء وبعد الاحتلال من مأسي وتغييرات وانتهاك الكرامات وتبذير الثروات انطلقت العصابات الشريرة التي غذاها الاحتلالين الايراني والامريكي ودول الجوار الطامعة حيث ازدهرت الجريمة ودخلت الميليشيات الى كل مفاصل الدولة باسم الدين تارة وباسم الديمقراطية تارة اخرى ,عصابات قتلت خيرة العلماء من اطباء ومهندسين وعلماء فيزياء وضباطا وطيارين وقضاة لم يسلم منهم احدا حيث استمرت التصفيات واصبح القتل على الهوية والاسم ,اختفت كل الكفاءات والخدمات وابسط ما يمكن ان تقدمه الحكومة لمواطنيها هو جواز سفر يستطيع ان يستعمله متى كانت\ الى ذلك حاجة ,وبدات سلسلة من جوازات السفر بحروف تسقط ما بين الحين والاخر,والمواطن العراقي يبيع أخر قميص يستر به نفسه في سبيل تمكنه من شراء جواز السفر وقد ظهر بان جميع جوازات السفر التي صرفت في الاونة الاخيرة تضمنت اخطاء ان كانت في كتابة الاسم او تاريخ الميلاد واغلبها اخطاء املائية ,السبب هو سياسة المحاصصة والواسطة والرشوات في التعيين في الدوائر الرسمية وكان المفروض اتباع سياسة الرجل الكفوء في المكان المناسب وليس العمامة المناسبة في المكان المناسب
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |