|
سيد قاسم الحلو في هذه الأيام تصادف الذكرى الرابعة لاستشهاد المجاهد الوطني العراقي عبد الزهراء عثمان محمد (عزالدين سليم)؛ هذا الرجل الذي لم يعرف عنه العراقيون إلا الشيء القليل، لأنه لم يبقى في العراق إلا سنة واحدة فقط. لا أريد هنا أن أتحدث عن شخصية هذا الرجل وعلمه ووطنيته... الخ بل أريد أن أتحدث عن مرحلة مجلس الحكم ولماذا اختير هذا الرجل ليشغل هذا المنصب المهم؟ وهو أعلى سلطة يتسلمها شخص من أهل هذه المناطق النائية على مر تاريخ العراق... لم يكن اختيار عز الدين سليم بضغط من قوة خارجية سواء أكانت أمريكية أم إيرانية؛ لأن الإيرانيين قد طردوا عز الدين سليم من بلادهم بعد دخول القوات الأمريكية إلى العراق، ولم يكن صديقاً للأمريكيين لا من قريب ولا من بعيد كما يبيّن ذلك الأمريكان من خلال كتاب (مذكرات بريمر).. ولم تتأسف لاستشهاده كثيراً تلك الدولتان.. لقد استطاعت القوات الأمريكية أن تجمع تشكيلة مجلس الحكم الذي كان مبنياً على المحاصصة الطائفية بين الشيعة والسنة والأكراد وبقية الطوائف، وخصصت مقاعد مجلس الحكم بما يتناسب وتلك التركيبة الاجتماعية ـ وإن بقيت هذه التركيبة سارية بعد ما أجريت الانتخابات التشريعية، وكأن الأمريكان أسسوا لنظام من الصعب على القوة السياسية العراقية التخلي عنه ـ وقد عُني تسعة أشخاص ليشغلوا رئاسة مجلس الحكم بمدة تسعة أشهر، وبعد نهاية التسعة أشهر ولم يكمل مجلس الحكم مهامه، اضطروا إلى انتخاب شخص آخر من بينهم كي يكمل الشهر العاشر؛ وأجريت الانتخابات بين الأعضاء الـ25 دون تأثير من أي جهة كانت، وهنا حظي (عز الدين سليم) بأكثر الأصوات في ذلك المجلس واختير رئيساً لمجلس الحكم بالانتخاب وهو أول رئيس عراقي يتم اختياره بهذه الصورة في تاريخ العراق المعاصر.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |