|
سناء صالح /هولندا هل يمكن للعراقي البسيط أن يرى النصف المملوء من القدح وهو يقرأ الوضع السياسي في العراق!!بمعنى هل أن العراقي البسيط متفائل في تقييمه لأداء حكومته ومستقبلها, واثق من أن تستطيع هذه الحكومة أن تنهض بأعبائها و أن تصل بالعراق الى بر الأمان والى تحقيق الأمن والاستقرار الذي يمثل مطلبا هاما للعراقيين .حملت هذا التساؤل عبر الهاتف الى مجموعة من الأهل في الداخل يختلفون في درجة قربهم من الأحداث أو من العمل في المجال السياسي . المسيسون منهم حللوا الوضع كالعادة ووسموه رغم الصعوبات بالإيجابية وتوقفوا عند الشارد والوارد بحيث يريدون أن يخلقوا جوا من الثقة والتفاؤل فالأوضاع تسير نحو الأفضل والانفراج بين الكتل بات وشيكا، يلفون ويدورون ليبحثوا ولو عن نقطة ضوء من أنه بالأمكان أن ترسو السفينة على بر الأمان ولكن هذا كله يحتاج الى وقت وتضحية وعلينا أن ننتظر !! . أما البعض الآخر الذي لم تهمه السياسة وتوقعات السياسيين وتحليلاتهم اكتفوا بعبارة ساخرة مفعمة بالألم والمرارة (نحن في نعيم مسعدة وبيتج على الشط) . وبما أن الغالبية العطمى من العراقيين لم تهمهم التحليلات السياسية والوعود البراقة التي شبعوا منها وأصابهم الغثيان من كثرتها وزيفها بأن الغد سيكون مشرقا، فالغد يبقى أمدا مفتوحا قد يكون بعد يوم أو بعد سنوات طويلة تزيد على الثلاثين عاما التي سبق وأن انتظروه بفروغ الصبر، لايهم المواطن العادي بأن فلان المعمم قد خلع عمامته وارتدى الجينز, فيتفاءل فالمواطن يريد ملموسيات وإثباتات, أشياء عادية جدا كأن يفتح الثلاجة فيشرب ماء باردا أو يتمكن بسهولة من ابتياع قنينة غاز من دكان مجاور لبيته دون عناء فهذا يعني له بأن الوضع يسير نحو الأفضل. فماذا يرى الإنسان العادي الذي لم يشغله سوى لقمة العيش والإحساس بالأمان غير صراعات ومعارك تدور رحاها في أماكن مختلفة، وكل بقعة من الوطن يمكن أن يكون بؤرة توتر فبالأمس واليوم وغدا ستستمر وتحصد في عشوائيتها الكثير من الأرواح البريئة, بعد كل هذه الحملات العسكرية ذات المسميات المختلفة واستمرار الإرهاب في عملياته الإجرامية من تفخيخ واغتيالات وتدمير،أضف الى ذلك كله المماطلة والتسويف في تنفيذ مشاريع الأعمار والبطالة وسوء الحالة المعاشية للمواطنين والأزمات الخانقة والغلاء الفاحش وارتفاع الأسعار بشكل لايستطيع المواطن سد احتياجاته، واليتم والترمل، وفوق ذلك كله المحسوبية في التعامل مع الناس،ثقة المواطن بالساسة،وبالوزراء الذين لم يلتحقوا بوزاراتهم لحسابات طائفية أو شخصية وبالبرلمان وبالكلام المعسول الذي لايغني ولا يسمن,الخراب المحيط من كل جانب،أكوام القمامة التي تزكم الأنوف روائحها . بعد كل ماتقدم ترى هل يمكننا أن نقنع ابن الشارع العراقي الخائف من البطش ومن كوابيس الدكتاتورية التي مازالت تؤرقه وهو على هذه الحال التي لايحسد عليها بأن يرى الضوء في نهاية النفق أو يرى الكأس مترعة الى النصف .سؤال مفتوح أوجهه الى المتفائلين!!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |