عزالدين سليم اسم راود الكبار والصغار بمختلف الأجواء السياسية في المهجر وأرض الوطن. حيث أن هذا الشهيد بقدر ما كان متجهاً نحو السياسة كان اتجاهه دينياً وثقافياً، حيث يعدُّ من الشخصيات الدينية المهمة والمحبوبة في الأوساط السياسية العراقية، بسبب اعتداله وابتعاده عن كل ما كان يلوح بالأفق من بذور طائفية وعداء وإبراز الحقد الدفين الذي كاد أن يؤدي بالعراق إلى الهاوية، لو لا وجود بعض الشخصيات المشابهة لمسيرة الشهيد عزالدين سليم (عبدالزهراء عثمان محمد) وتدخل العناية الربانية. فكان معروفاً باحتوائه معظم الكتل السياسية حين دخوله معتركاتها.

وقد عرف هذا الشهيد العظيم بمعارضته السياسية لنظام البعث البائد حيث أكثر من مرة تجشم عناء الهجرة القسرية لمدة 24 عاماً.

إنه وليد الأزمات في عقد الأربعينيات، حيث أنه نشأ من خلف الحطام في عام 1943 من ناحية فقيرة في أطراف البصرة، لكي يثبت للجميع من أن العراق بلد ولاّد لكل ما هو سامي من مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والدينية والثقافية والفنية و... كما أنه امتداد من امتدادات الشهيد العظيم محمد باقر الصدر و...

لقد مارس هذا الرجل عمله السياسي حينما كان أحد أفراد حزب الدعوة الإسلامية المهمين، وكذلك بعد تشكيله حركة الدعوة الإسلامية، ودخوله للمجلس الأعلى في المهجر، والكلام يطول في مسيرته السياسية لعشرات السنين، لكنه لم يكن داعية سياسية بقدر ما كان داعية دينية حيث اقتصرت معظم مؤلفاته على المنهاج الديني، فكانت أهم مؤلفاته (الزهراء فاطمة بنت محمد) و(أبو طالب الصحابي المفترى عليه، ومحمد رسول الله) و(علي ابن أبي طالب) و(علي يتحدث عن نفسه) و...

كما احتوى حياته على الكثير من الندوات والمحاضرات في الوعي الديني والثقافي.

كذلك مواقفه مشهودة في المهجر لأبناء جلدته كان مميزاً باحتوائه أغلب شرائح المجتمع، يتمتع بالبساطة والتسامح والصدق بين أقرانه في المجتمع.

فكما كان امتداداً للنهج الرسالي الصحيح وحاملاً لراية أهل البيت عليهم السلام في حياته، كذلك كان امتداداً لكل من أعطى حياته وفاءً لولاية علي عليه السلام، حيث اغتالته الأيدي الآثمة في المنطقة الخضراء حينما شغل منصب رئيس مجلس الحكم في العراق.

اغتاله تنظيم القاعدة بعد شغله ذلك المنصب بأسبوعين لكي يعبر للعالم مدى الإجرام والرذيلة التي يعيشها.

فرحم الله شهيدنا الراحل وتغمده برحمته الطاهرة حيث يموت وحيث يبعث حيا.