|
ما الفرق بين مستشار أمننا الوطني " معالي الدكتور موفق الربيعي " وبين باصات مصلحة نقل الركاب ؟ قد يبدو السؤال نكتة سياسية فجّـة ... لكن جواب السؤال لا يخلو من تشخيص صحيح للفرق بين صاحب المعالي وأي باص ٍ من باصات مصلحة نقل الركاب في بغداد .. الفرق، هو : إن لباصات مصلحة نقل الركاب مواقف ثابتة ... أما معالي مستشار أمننا الوطني، فليس له موقف ثابت ـ والأدلة كثيرة ... منها مثلا ً تصريحه الذي أعلن فيه عن أسماء مجموعة من الإرهابيين الذين سيطالب منظمة الشرطة الدولية " الإنتربول " بإلقاء القبض عليهم وتسليمهم إلى العراق، بينهم القاص " علي السوداني " .. حتى إذا أثار تصريحه سخرية واستهـزاء الكثيرين ممن يعرفون حقيقة أن القاص " علي السوداني " لا يمتلك الجرأة لذبح دجاجة أو جرح جناح عصفور، خرج معالي المستشار بتصريحيتننصّـل فيه مما قاله .... وقبل أيام قال معاليه : " إن إيران تتدخل في الشأن العراقي وتساعد وتسلح جماعات خارجة على القانون " ولم يمرّ غير يوم واحد على تصريحه حتى خرج عبر التلفاز بتصريح ينقض فيه ما صرح به بالأمس فـيعـلن : " ليس لدينا دليل مؤكد على أن إيران تتدخل في شؤوننا الداخلية " ... فأيا ً من تصريحاته نصدّق ؟ وبأيٍّ من مواقفه نستدلّ ؟ فالربيعي يمثل أعلى شخصية أمنية في العراق باعتباره مستشار الأمن الوطني .. هو وزير الأمن الوطني وليس شرطيا ً عاديّـا ً من شرطة التبليغات في محكمة من محاكمنا الشرعية ... ألا يدلل تسـنمه هذا المنصب الهام على غـياب مبدأ " الشخص المناسب في المكان المناسـب " في ما يُـزعَـم بأنه " العراق الجديد " ؟ قد يكون السيد الربيعي ممن يحبون تسـليط الأضواء عليهم ـ وهذا حقٌّ مشروع، وبخاصة بالنسبة للذين أمضوا فترة طويلة في الظل ... لكن، أليس المفروض به التأكد من معلوماته وأدلته قبل التصريح بها عبر وسائل الإعلام وليس بين نداماه وجلسائه داخل أسوار المنطقة الخضراء ؟ يا معالي المستشار، نريد مواقف ثابتة كمواقف باصات مصلحة نقـل الركاب ـ لا مواقف متغيرة كمواقف سيارات " الـرفّ " العاملة على خط " علاوي الحلة ـ الباب الشرقي " .. أو سيارات " دك النجف " العاملة على خط باب المعظم ـ الجوادر ...!!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |