يعبر المانش من أجل سلامة الأطفال  

في عالم تكاد أن تكون الغلبة فيه لأصوات المدافع دون زقزقة العصافير ..

في عالم يكاد أن يكون كل شئ فيه سائرا ً في ركاب قطارات الموت اليومي نتيجة الفقر والمرض والدمار والحروب ..

في عالم لم يعد فيه ثمن لحياة البشر من المعدمين والمهمشين ممن أنهكتهم أمراض العصر التي ما انفكت تنخر الأجساد وتسلب الأرواح دون حساب ..

في عالم أصبح التسابق فيه يحسم لصالح القوي قبل أن يبدأ السباق ..

في عالم أصبحت فيه عتمة الحياة أكثر من نورها ..

في عالم أمتلأت فضاءاته بآهات الألم والمعاناة . . .

في مثل ظلمة هذا العالم، يطلّ علينا قيس أسطيفان، بمثابة قنديل بهجة ..!

 في رحلتهم الطويلة، منذ أن غادروا أرض الوطن مجبرين بحثاً عن الأمان والإستقرار وبعيداً عن أرض العذاب الدائم، وصلوا أرض أستراليا، الوطن الجديد، بلد الحرية والأمان والإستقرار المنشود. وبعد أن أستقرت العائلة الصغيرة، بدأت رحلة ثانية ومن نوع آخر، رحلة خدمة الجالية وإسنادها ودعم نشاطاتها من أجل بناء مستقبل أفضل ليس للعائلة الصغيرة فحسب بل وللجالية كلها.

في العام 1992، كان للجالية العراقية موعد مع الفخر والنجاح حين لمع إسم قيس سعيد أسطيفان بتفوقه المتميز في نتائج الدراسة الإعدادية بمعدل 99.4% على الرغم من حداثة تواجده في أستراليا الذي لم يتعدَ الثلاث سنوات. التقيناه في حينه لتقديم تهاني الجالية له ولعائلته نيابة عن الجمعية الثقافية العراقية الأسترالية في حينه.

في أجتماع عقدته بعض وجوه الجالية قبل أسبوعين، حضره قيس سعيد أسطيفان ليعلن عن قراره المتميز بعبور بحر المانش سباحة في العاشر من شهر تموز – يوليو 2008، في حملة تستهدف جمع تبرعات لصالح أبحاث السرطان في مستشفى الأطفال في ويستميد – سدني. هذه الخطوة التي أستحسنها الحضور كونها مدعاة فخر ليس فقط لعائلة اسطيفان أنما للجالية العراقية بأجمعها.

يقول قيس اسطيفان، إن الفكرة قد راودته منذ سنتين عندما كان يزور قريبا له في مستشفى الأطفال في ويستميد حيث كان يرقد قريبه الطفل الذي لم يتجاوز الأثني عشر ربيعاً،  نتيجة إصابته بمرض اللوكيميا. وأردف قائلاً : حينها شعرت بأن من واجبي ليس فقط ارضاءً لمشاعري وضميري أنما لقناعتي بأن من واجبي أن أقوم بعمل ما لإسناد تلك المؤسسة الصحية الرائدة، ولما كنت من هواة السباحة وممارسيها منذ طفولتي فقد أخترت عبور بحر المانش قاطعاً المسافة بين فرنسا وإنكلترا التي يبلغ طولها خمسة وثلاثين كيلومتراً والتي سأقطعها خلال مدة خمسة عشر ساعة أو أكثر.

وعن إستعداداته، يقول قيس إنه يتمرن يومياً منذ مدة طويلة على سباحة المسافات الطويلة . تدريباته تصل في بعض الأحيان حد السباحة لمسافات تقارب أو تكاد مسافة بحر المانش.

قيس، متزوج، وموظف يعمل بدوام كامل، ومع ذلك فإنه يقتطع من الأوقات المخصصة لراحته ليقوم ببعض التمارين. يستيقظ في الرابعة صباحاً ويتدرب لساعتين قبل الدوام، يعقبه تدريب آخر في الوقت المخصص للغداء ظهراً ثم لمرة ومرتين بعد أنتهاء العمل.

 يقول قيس، إن لوالديه وزوجته وعائلته والجالية المحيطة به دوراً في إلتزامه بتحقيق هذا الهدف السامي والخير. فلدعمهم ووقوفهم معي وتشجيعهم الدائم والمستمر وتهيئة الظروف المناسبة لي للتمرين والدعم أثر كبير في إستمراريتي ومواظبتي على القيام بمزيد من التمارين.

وعن التبرعات التي تم جمعها لحد الآن يقول قيس إنها ربما قد الستون ألف دولار، لكنني أطمح بالمزيد. إن دعمنا لهذه المؤسسات الصحية يعني محاربتنا لعدو غير منظور ينهش في أجساد الأطفال الأبرياء. ويؤكد قيس أن التبرعات ستذهب مباشرة لتلك المؤسسة الصحية وهي معفية من ضريبة الدخل حيث ستقوم المستشفى بإرسال وصولات رسمية للمتبرعين.

 بإمكان الراغبين بالتبرع أن يتصلوا بهاتف رقم : 122 770 1800 أو زيارة الموقع التالي على الشبكة العنكبوتية:

 www.channelcrossingforlife.com

 وضمن نشاطات هذه الحملة الخيرية، تقيم الجمعية الآشورية الأسترالية وبالتعاون مع نادي نينوى الرياضي والإجتماعي حفلاً ساهراُ على قاعة النادي المذكور في الساعة الثامنة مساء من يوم السبت المصادف 24 أيار الجاري.                           

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com