جاسم محمد جعفر/ وزير الشباب والرياضة

informationiraq_2005@yahoo.com

الاحتراف: هو الاكتساب أي أنه حرفة الكسب ، وهو كل ما اشتغل به الانسان وتميز به . وفي مصطلح الرياضة يراد به أمتهان الرياضة وفق سوق العرض والطلب وما تبتغيه مؤسسات التسويق الرياضي. وقد ظهر الاحتراف في مؤسسات التسويق الرياضي منذ مدة ليست بالبعيدة إلا إنه أخذ مداه الواسع في أوائل التسعينات من القرن الماضي، ولا سيما في أندية الدول الأوربية معتمداً على الأمكانات البشرية في دول أمريكا الجنوبية وأفريقيا وأخيراً آسيا مما ألقى بظلاله على النتائج في تلك الأندية وقد أمتهن سماسرة الرياضة في اوربا هذه الظاهرة حتى تمكنوا منها وحولوها من بيع وشراء في اللاعبين الى مديات ابعد من ذلك في الترويج الاعلامي وأحتكار حقوق البث التلفزيوني في العالم . وفي مجتمعاتنا العربية فقد تأخر الخوض في هذا الموضوع الى مدة قريبة جداً لا سيما دول شمال افريقيا العربية ودول الخليج العربي التي أسهمت في تطور هذا المفهوم . الظروف والامكانات المادية الكبيرة ومما الجأهم الى ذلك هو أنحسار القاعدة الرياضية املاً في خلق تطور نوعي للألعاب الرياضيةلا سيما كرة القدم وقد كان سعي أندية دول الخليج العربي نحو الاحتراف بهدف :

1.  ترغيب اللاعبين الاجانب في الاحتراف ومن ثم التجنس لغرض زجهم في منتخباتهم الوطنية لتحقيق الأنجازات عربياً وقارياً وعالمياً.

2.    كسب أموال للأندية عبر ممارسة نشاط تجاري وأعلامي عن طريق عملية الأحتراف .

3.    تعويض ما فقدوه من أنحسار قاعدتهم الرياضية .

 وقد خاب هذا الأتجاه لعدم وجود آلية منظمة تبنى عن طريقها قاعدة رياضية واسعة كما أن الأختيار لم يكن دقيقاً في الجوانب الفنية للاعب الاجنبي لا سيما أن الغالبية من المحترفين من كبار السن الذين نضب عطاءهم .

وفي المؤسسة الرياضية العراقية التي فرضت عليها ظروف العراق الخاصة حالة هجرة الكثير من اللاعبين للانضمام في أندية عربية لم تراعَ فيها ضوابط الحفاظ على الحالة الأعتبارية والفنية للاعب العراقي إذا ما قيس بغيره من لاعبي البلدان الاخرى .

إذ كانت أجور لاعبينا زهيدة ولا تتناسب وإمكاناتهم ، ولم تتمكن أندية العراق من التعاقد مع أي لاعب من خارج البلد لأسباب منها :

1.    سعة للقاعدة الرياضية وتنوع المهارات أقفلت الباب بوجه الوافدين .

2.  ما يمتلكه الرياضي العراقي من إرادة وعزيمة لا تجدها عند الآخرين مما جعل خيار الأعتماد على اللاعب العراقي هو الأنفع .

3.    عدم وجود آلية منظمة في العراق لصياغة شكل الأحتراف ومحدداته .

4.  غريزة حب الأنتماء للوطن وتقديس ترابه تركت أثرها في نفوس الرياضيين للسعي بجد لنيل شرف تمثيل الوطن .

5.    طبيعة الشخصية العراقية لا تسمح بأن يرتدي العراقي قميص بلد آخر ويتحول الى سلعة تباع وتشترى .

 ولهذه الاسباب فإن الأحتراف محكوم عليه بالأنحسار في أنديتنا ومؤسساتنا الرياضية ويبقى الرافد الأول والأخير هو ما تنجبه أرض العراق من موارد وأمكانات بشرية واعدة ترقى على شعوب وأمم أخرى في المنطقة وغيرها من شعوب العالم لتنهض لنا برياضة إنجاز ووفق رعاية خاصة ومنظمة من قبل الدولة ممثلة بوزارة الشباب والرياضة ، عن طريق آليات مرسومة مسبقاً تتلخص بــــ :

1.    رعاية الخامات الرياضية الموهوبة وتهيئة مستلزمات وانجاح عملية الأعداد لهم .

2.    الأهتمام بالرياضيين بتأمين مستواهم المعيشي وضمان ذلك بعد اعتزالهم .

3.    إعادة هيبة الرياضة في العراق وفق أسس منهجية رصينة .

4.    بناء مؤسسات رياضية ذات مواصفات عالمية تلبي طموحات اللاعبين والمدربين .

5.  وضع آلية لتنظيم عملية الأحتراف بما يكفل الحفاظ على مستوى اللاعبين وتطور ذلك نحو الأحسن ومراعاة أجور العقود بما يتناسب مع أقرانه من البلدان الاخرى .

6.  دعوة الاكاديميين والمختصين لرسم سياسة رياضة شاملة بعيدة عن الارتجال تستند الى المقومات الفعلية والمنطقية في تطوير اسس وأساليب الرياضة .

 من أجل تحقيق رياضة عراقية إنجازية واعدة تتوفر لها عوامل النجاح من بنى تحتية ارتكازية ومستلزمات مالية تتوافق مع حجم ومسؤولية العراق كدولة متقدمة .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com