هناك مثل شعبي يقول(فلان راضع ويا إبليس مصه) وتقول جدتي عندما تلاحظ على أحدهم (لواته زايده) أو سريع البديهية ويمتلك القابلية على التحايل والغش(هذا ما منطي لبليس مصه) والمصة هي (ألرضعه) لمن لا يعرف المص أو الكص أو الردس والرص،وهذا الأمر ينطبق على البعض ممن تسلقوا الهرم السياسي وأصبحوا في غفلة من الزمن ساسة يديرون الأمور،فالجميع يعلم حجم الفساد الهائل الذي يغرق فيه العراق،ومعلوم للجميع من هم الفاسدين والمفسدين فجميع الأمور مكشوفة (وعين الشمس لا تغطى بغربيل) وعندما صرح بعض المسئولين أن مجلس النواب بسبيل رفع الحصانة البرلمانية عن بعض النواب المفسدين استبشرنا خيرا،وخال لنا أن السلطة القضائية ستضرب بيد من حديد لقطع دابر الفساد والإفساد،وأن الكثير من الرؤوس قد أينعت وحان قطافها،وستسقط البراقع عن الوجوه المغطاة بابراد الفضيلة والنزاهة ليكشف الفاسدون،ويطهر العراق من أدران هذا الداء الخبيث،ولكن فوجئنا بتصريح للأستاذ مفيد الجزائري يوضح فيه أسباب رفع الحصانة عنه وأنه أستدعي للشهادة،ويا ليتها كشهادة رفاقه الشيوعيين عندما تسلقوا أرجوحة الأبطال،ليغنوا وطنهم على أعوادها وأعطوا درسا للآخرين كيف يكون الاستشهاد دفاعا عن العقيدة والمبادئ،ولكنها شهادة من نوع آخر،فقد أستدعي لإثبات واقعة فساد ليس طرفا فيها،يقول(إن هيئة النزاهة، يوم كان القاضي راضي الراضي رئيسا لها، أصرت على ذلك رغم إن الأمر لم يتعد تسجيل إفادته كشاهد، ورغم انه توجه بنفسه آنئذٍ الى مقر المحكمة الجنائية الخاصة وعرض الإدلاء بالشهادة المطلوبة منه. فيما لم تـُقنع حجج هيئة النزاهة رئاسة مجلس النواب بالحاجة الى عرض الطلب أمام المجلس. ) ولنا أن نتساءل لماذا اختير هذا الوقت بالذات لإثارة الموضوع،وهل هو أمر دبر بليل،و جواب لتساؤلات العراقيين بمختلف أديانهم ومذاهبهم وقومياتهم عن أسباب تحلي الشيوعيين بالنزاهة،رغم أنهم في أعراف ذوي العقول (الناضجة) كفار،ولماذا تكون المسائلة موقوتة قبل انتخابات مجالس المحافظات،وهل هي دعاية من نوع جديد للتشويش على اختيارات الناس،أما أنها لإثبات عدم نزاهة العراقيين،لأن الموصوفين في النزاهة كانوا في أول قائمة المطلوب استجوابهم،والسوآل الكبير هل حوسب كافة الفاسدين في وزارات النفط والمالية والصحة والتربية والبلديات ,..و.. حتى تكون وزارة الثقافة في أول القائمة،ولماذا هذه الدعوى المؤجلة طيلة هذه السنين تثار اليوم،وإذا كان ذلك لأهمية وزارة الثقافة،لأن ميزانيتها أكثر من 40 مليار دولار فلماذا لم يقدم الى المحاكمة الوزير القاتل والبرلماني الإرهابي،واللص الحقيقي الذي يسرق في وضح النهار،أسئلة كثيرة وأخرى غيرها يتعذر علينا إيرادها والخوض فيها لأننا لسنا معنيين بهذا الأمر،ولظروف ذاتية وموضوعية كما يقول المتحذلقون اضطررنا لعدم وضع النقاط على الحروف بانتظار من يملكون الحبر الكافي لوضعها،ولكن لنا أن نقول،سيبقى الشيوعيون ما بقيت الأرض شرفاء نزهاء وسينقلب السحر على الساحر ولو بعد حين.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com