|
جلال جرمكا/ كاتب وصحفي عراقي/ سويسرا عضوألأتحاد الدولي للصحافة وعضومنظمة العفوالدولية قبل الدخول في صلب الموضوع لابد من أعترف وأني بكامل قواي العقلية والذهنية بأن : الرئيس ألأيراني الدكتور / محمود أحمد نجاد شخص عصامي ومكافح أستطاع بجهوده الفردية وأيمانه بأفكاره أن يصل الى قمة الهرم في الجمهورية ألأسلامية ألأيرانية !!... بالتأكيد مايحمله من أفكار وأهداف ( وطنية مخلصة!!) والتي لابد منها وبالتالي القيام بالمغامرات والسهر والتعب وألأبداع والتفنن والمراوغة في كل خطوة ( لأستمرار بقاء المتشددون في حكم أيران ) يعتبرها الطرف ألأخر العكس ( أرهاب وبلطجة !!) وهذه في كل المسائل وألأمور.. هكذا كانت الدنيا ، لابد من طرفان متناقضان !!. أنه كان ولايزال من عائلة فقيرة..
فوز / نجاد في رئاسة أيران كانت صدمة كبيرة لأمريكا وألأسرائليون .. والدليل على ذلك هذا التقرير القصير : أبرز ما نُشر في الإعلام ألأسرائيلي في هذا الإطار تعليق المراسل العسكري لصحيفة (يديعوت أحرونوت) "اليكس فيشمان" الأحد 26/6/ 2005م تحت عنوان "صعود أحمدي نجاد في إيران مدعاة للقلق والمفاجأة"؛ حيث قال: "صعود محمود أحمدي نجاد المفاجئ لعرش الرئاسة في إيران، كان دليلاً سيئًا على أننا لسنا مطَّلعين كفاية حول ما يحدث بالفعل في إيران"، ويضيف "فيشمان"- وهو أيضًا من الصحفيين المتابعين للشأن الإيراني-: "مجرد المفاجأة، هذا شيء مقلق، فإيران هي الخطر الإستراتيجي المركزي على دولة (إسرائيل)، ومن غير المعقول أن يتم انتخاب رئيسٍ لدولة كهذه بينما الجميع في أمريكا و(إسرائيل) متفاجئون"!. وألقى "فيشمان" باللائمة على أجهزة الاستخبارات ومراكز الأبحاثألأسرائلية، متهمًا إياها بالإخفاق في توقع فوز نجاد، وموضحًا: [صحيح أنَّ كل الخبراء في المؤسسة الاستخبارية وفي المراكز الأكاديمية الإسرائيلية، توقعوا أن تقضي الانتخابات على مرحلة "الإصلاحيين"، وأنَّ المحافظين سيسيطرون على كل أذرع السلطة، لكن هم أيضًا لم يتوقعوا مدى التأييد الذي سيحظى به شخص غير معروف، محافظ متطرف، الذي يريد إعادة إيران إلى أيام الثورة الخمينية الأولى ومحو كل رمز لليبرالية في الدولة، شخص يمثل خطًا يعتبر إسرائيل "شيطان صغير" يجب تدميره، وعلى العكس من رافسنجاني، فإنه لا يخفي ذلك]. وفيما يتعلق بمستقبل علاقة حزب الله بإيران وتأثير ذلك على الوضع على الحدود مع لبنان يرى "فيشمان" أن : استمرار الدعم الإيراني لحزب الله هو شيء متوقع، لكنَّ التيار المتطرف في حزب الله على الجبهة الشمالية سيكون فعَّالاً أكثر، أجهزة مثل "حرس الثورة" ستدعمه أكثر، قد لا يحدث هذا صباح غد، لكن هذا هو الاتجاه!!!!!!!!. مقابل أراء المحللون السيسيون والعسكريون والمسؤلون الكبار في أسرائيل ..قال / نجاد جملة واحدة وكانت بمثابة قنبلة حيث قال: { يجب محو أسرائيل من الوجود ..!!! }. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الى هنا كلها مسائل عامة وصفحات واضحة من حياته.. ولكن الذي أقصده صفحات غير معلومة ـ مخفية ـ من حياة هذا الرجل الهادىء والغامض في آن واحد .
في العام / 1986 يترأس وفد من الخبراء والفنيين لأستطلاع المنطقة حول أمكانية توجيه ضربة قوية الى مصادر البترول العراقي وأشعال الحرائق فيها لتعطيل عمليات التصدير حيث الشريان الرئيسي لثروات العراق والسند القوي لأستمرار الحرب مع أيران أنذاك . وكان يرافقه أحد ألأشخاص المعروفين أيضاً ويدعى ( محمد جعفري سحراوردي ) . تتجه الجماعة المشكلة للأستطلع بشكل سري للغاية وبتسهيل ومساعدة حزب كردي في المنطقة . وفعلاً يرفع تقريره بالأيجاب.. نعم ممكن وفي حالة التسهيلات اللازمة من هذا الحزب المعارض للحكومة العراقية أن تنجح الضربة بشكل لايصدق !!!. وفعلاً بعد فترة تبدأ ألأستعدادات لتلك العملية الصعبة والشاقة حيث نقل أسلحة ثقيلة على ظهور البغال عبر الجبال الوعرة والمياه سريعة الجريان.. وخزنها في الكهوف والمغارات ومن ثم نقلها ليلاً بواسطة سيارات حمل وساحبات ـ تراكتورات ـ الى قرية قريبة من مدينة كركوك / قرية مورخوارد . نعم في ليلة 10 / 10 / 1986 وفي تمام الثانية عشر ليلاً وجهوا نيرانهم من هاونات ثقيلة وراجمات وصواريخ / كاتيوشا أحرقوا وأتلفوا العديد من ألأبار في أهم الحقول النفطية في المنطقة ... وتعود المجموعة الى أيران بعد مكوثهم لأيام داخل المناطق الواقعة تحت نفوذ ذلك الحزب الكوردي في منطقة كوردستان .
الى هنا والمسألة تخلو من المفاجئات.. ولكن المفاجئة الكبرى أن السيد الرئيس ـ الحالي ـ كان هو العقل المدبر للتخطيط لعملية أغتيال الدكتور / قاسملو ورفيقه العراقي / فاضل ملامحمود في أحدى الشقق في العاصمة النمساوية / فينا . وتم تكليف أحمدي نجاد من قبل الحرسي / محمد جعفر صحرارودي وهو قائد مقر رمضان في حينه,بالمشاركة في العملية وبالتحديد في 13 / 7 / 1989 ، وقاد العملية الحرسي صحرا رودي وقد اصيب بجروح خلال ارتكابه الجريمة, غير ان السلطات النمساوية أعادت صحرارودي والمشاركين معه في العملية إلى طهران. وخلال هذه العملية الإجرامية, كان أحمدي نجاد يتولى قيادة إحدى المجموعتين المنفذتين في حين كان صحرا رودي نفسه يتولى قيادة مجموعة التنفيذ الأولى. وتسلم أحمدي نجاد الأسلحة والذخيرة اللازمة لتنفيذ الإغتيال من السفارة ألأيرانية في فيننا وقام بتوزيعها بين عناصر المجموعتين.
نعم بعد كل هذا يصل الدكتور / نجاد الى القصر الرئاسي ألأيراني ويقود الجماعات المتطرفة من رجال دين وشباب وبرلمانيون للسيطرة على الحكم ولكن بقبضة فولاذية !!!. جزء من حياة الرئيس الأيراني.. هنالك جزء أخر بعونه تعالى ... --------------------------------------------- المصادر / ــ حول ضربة / حقول نفط كركوك : كتاب ـ دوران داخل حلقة ـ للقيادي الكوردي / نوشيروان مصطفى الشخص الثاني في ألأتحاد الوطني الكوردستاني بعد الرئيس / جلال طالباني ـ قبل أستقالته ـ ..الصفحات 110 و111 و112 ... يتحدث عن العملية بالتفصيل الممل . ــ المجلس الوطني للمقاومة ألأيرانية . ــ أدبيات الحزب الديمقراطي الكوردستاني ألأيراني . ــ الصورة من / لفين بريس
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |