جلال جرمكا/ كاتب وصحفي عراقي/ سويسرا

عضوألأتحاد الدولي للصحافة وعضومنظمة العفوالدولية

tcharmaga@hotmail.com

قبل الدخول في صلب الموضوع لابد من أعترف وأني بكامل قواي العقلية والذهنية بأن :

 الرئيس ألأيراني الدكتور / محمود أحمد نجاد  شخص عصامي ومكافح أستطاع بجهوده الفردية وأيمانه بأفكاره أن يصل الى قمة الهرم في الجمهورية ألأسلامية ألأيرانية !!... بالتأكيد مايحمله من أفكار وأهداف ( وطنية مخلصة!!) والتي لابد منها وبالتالي القيام بالمغامرات والسهر والتعب وألأبداع والتفنن والمراوغة في كل خطوة ( لأستمرار بقاء المتشددون في حكم أيران ) يعتبرها الطرف ألأخر العكس ( أرهاب وبلطجة !!)  وهذه في كل المسائل وألأمور.. هكذا كانت الدنيا ، لابد من طرفان متناقضان !!.

أنه كان ولايزال من عائلة فقيرة..

  • ولد الدكتور / محمود أحمد نجاد عام / 1957 في قضاء / كرمسار وكان تسلسله الرابع بين أشقائه .

  • والده كان حداداً في المدينة .

  • في العام / 1958 تتحول العائلة الى العاصمة / طهران .

  • عام / 1997 يحصل الطالب / محمود نجاد على شهادة الدكتوراه في الهندسة .

  • أبان الثورة ألأيرانية / 1979 وعودة السيد الخميني الى أيران ، يبرز الشاب / نجاد ويصبح قائداً من قادة شباب الثورة ألأيرانية .

  • عند أندلاع الحرب العراقية ألأيرانية ، كان / نجاد من ألأوائل الذين يكونون في طليعة ألأنظمام الى الحرس الثوري .

  • في العام / 1986 ينظم الى/ الجيش السادس في الحرس وباضبط في المدن الكوردستانية .

  • لمدة أربعة سنوات يشغل منصب نائب قائدالمنطقة لأقضية / خوي ، ماكو .

  • سنتان مستشارا لمحافظ / سنة ـ سنندج ـ .

  • يستلم منصب محافظ محافظة / أردبيل .. كانت محافظة جديدة ، خلال بقائه في ذلك المنصب أستطاع أن تحتل محافظته المركز ألأول من بين محافظات أيران ومن كافة النواحي !!.

  • عام / 2004 يصبح أمين العاصمة .. أمين عاصمة طهران .

  • بعدها يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية أمام / هاشمي رفسنجاني.. ويفوز فوزاً ساحقاً وبكل سهولة .

  • لأول مرة يدخل فرد من أفراد / الحرس الثوري الى قصر الرئاسة من دون ـ جبة وعمامة وعبائة ـ !!.

  • يعيش الرئيس ألأيراني حاله حال أي موظف حكومي حيث يعتمد على راتبه كأستاذ جامعي وليس كرئيس دولة !!!... أنه بسيط في كل أمور الحياة في مأكله وملبسه وتنقله ومنامه وغيرها ... أذكر هذه النقاط للتأريخ.. الرجل هكذا ..

فوز / نجاد في رئاسة أيران كانت صدمة كبيرة لأمريكا وألأسرائليون .. والدليل على ذلك هذا التقرير القصير :

أبرز ما نُشر في الإعلام ألأسرائيلي في هذا الإطار تعليق المراسل العسكري لصحيفة (يديعوت أحرونوت) "اليكس فيشمان" الأحد 26/6/ 2005م تحت عنوان "صعود أحمدي نجاد في إيران مدعاة للقلق والمفاجأة"؛ حيث قال:

 "صعود محمود أحمدي نجاد المفاجئ لعرش الرئاسة في إيران، كان دليلاً سيئًا على أننا لسنا مطَّلعين كفاية حول ما يحدث بالفعل في إيران"، ويضيف "فيشمان"- وهو أيضًا من الصحفيين المتابعين للشأن الإيراني-:

"مجرد المفاجأة، هذا شيء مقلق، فإيران هي الخطر الإستراتيجي المركزي على دولة (إسرائيل)، ومن غير المعقول أن يتم انتخاب رئيسٍ لدولة كهذه بينما الجميع في أمريكا و(إسرائيل) متفاجئون"!.

وألقى "فيشمان" باللائمة على أجهزة الاستخبارات ومراكز الأبحاثألأسرائلية، متهمًا إياها بالإخفاق في توقع فوز نجاد، وموضحًا:

 [صحيح أنَّ كل الخبراء في المؤسسة الاستخبارية وفي المراكز الأكاديمية الإسرائيلية، توقعوا أن تقضي الانتخابات على مرحلة "الإصلاحيين"، وأنَّ المحافظين سيسيطرون على كل أذرع السلطة، لكن هم أيضًا لم يتوقعوا مدى التأييد الذي سيحظى به شخص غير معروف، محافظ متطرف، الذي يريد إعادة إيران إلى أيام الثورة الخمينية الأولى ومحو كل رمز لليبرالية في الدولة، شخص يمثل خطًا يعتبر إسرائيل "شيطان صغير" يجب تدميره، وعلى العكس من رافسنجاني، فإنه لا يخفي ذلك].

وفيما يتعلق بمستقبل علاقة حزب الله بإيران وتأثير ذلك على الوضع على الحدود مع لبنان يرى "فيشمان" أن :

استمرار الدعم الإيراني لحزب الله هو شيء متوقع، لكنَّ التيار المتطرف في حزب الله على الجبهة الشمالية سيكون فعَّالاً أكثر، أجهزة مثل "حرس الثورة" ستدعمه أكثر، قد لا يحدث هذا صباح غد، لكن هذا هو الاتجاه!!!!!!!!.

مقابل أراء المحللون السيسيون والعسكريون والمسؤلون الكبار في أسرائيل ..قال / نجاد جملة واحدة وكانت بمثابة قنبلة حيث قال:

 { يجب محو أسرائيل من الوجود ..!!! }.

  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الى هنا كلها مسائل عامة وصفحات واضحة من حياته.. ولكن الذي أقصده صفحات غير معلومة ـ مخفية ـ من حياة هذا الرجل الهادىء والغامض في آن واحد .

  • انه أحد مؤسسي الرابطة الإسلامية للطلبة والتي سميت بعد مدة بمكتب ترسيخ الوحدة في صفوف الطلبة.وكان لهذا المكتب دور واسع في التعرف على الطلبة المعارضيين والقاء القبض عليهم لا سيما انصار المجاهدين في الجامعات وله دور نشط في تطبيق مخطط الانقلاب المسمى بـ (الثورة الثقافية).

  • شارك / نجاد  بصورة مباشرة في عملية تخطيط ومداهمة السفارة الإمريكية في تشرين الثاني (نوفمبر) 1979 بصفته أحد مؤسسي مكتب ترسيخ الوحدة وقد تولى بعد ذلك مسؤولية الأمن للسفارة المحتلة.

  • عندما كان مهندساً عسكريا في / الحرس الثوري قام بأكبر وأخطر مغامرة داخل ألأراضي العراقية وحصراً في منطقة / كَرميان بالقرب من كركوك حيث أغنى وأوفر حقول النفط في عموم العراق !!!.

في العام / 1986 يترأس وفد من الخبراء والفنيين لأستطلاع المنطقة حول أمكانية توجيه ضربة قوية الى مصادر البترول العراقي وأشعال الحرائق فيها لتعطيل عمليات التصدير حيث الشريان الرئيسي لثروات العراق والسند القوي لأستمرار الحرب مع أيران أنذاك .

وكان يرافقه أحد ألأشخاص المعروفين أيضاً ويدعى ( محمد جعفري سحراوردي ) .

تتجه الجماعة المشكلة للأستطلع بشكل سري للغاية وبتسهيل ومساعدة حزب كردي في المنطقة .

وفعلاً يرفع تقريره بالأيجاب.. نعم ممكن وفي حالة التسهيلات اللازمة من هذا الحزب المعارض للحكومة العراقية أن تنجح الضربة بشكل لايصدق !!!.

وفعلاً بعد فترة تبدأ ألأستعدادات لتلك العملية الصعبة والشاقة حيث نقل أسلحة ثقيلة على ظهور البغال عبر الجبال الوعرة والمياه سريعة الجريان.. وخزنها في الكهوف والمغارات ومن ثم نقلها ليلاً بواسطة سيارات حمل وساحبات ـ تراكتورات ـ الى قرية قريبة من مدينة كركوك / قرية مورخوارد .

نعم في ليلة 10 / 10 / 1986 وفي تمام الثانية عشر ليلاً وجهوا نيرانهم من هاونات ثقيلة وراجمات وصواريخ / كاتيوشا أحرقوا وأتلفوا العديد من ألأبار في أهم الحقول النفطية في المنطقة ... وتعود المجموعة الى أيران بعد مكوثهم لأيام داخل المناطق الواقعة تحت نفوذ ذلك الحزب الكوردي في منطقة كوردستان .

  • في العام / 1989 كانت هنالك سلسلة لقاءات بين الحكومة ألأيرانية والحزب الديمقراطي الكوردستاني / ألأيراني والذي كان سكرتيرهم المرحوم / الدكتور عبدالرحمن قاسملو . .. وكان الدكتور / نجاد أحد أبرز المفاوضين من جانب الحكومة .

الى هنا والمسألة تخلو من المفاجئات.. ولكن المفاجئة الكبرى أن السيد الرئيس ـ الحالي ـ كان هو العقل المدبر للتخطيط لعملية أغتيال الدكتور / قاسملو ورفيقه العراقي / فاضل ملامحمود  في أحدى الشقق في العاصمة النمساوية / فينا .

وتم تكليف أحمدي نجاد من قبل الحرسي /  محمد جعفر صحرارودي وهو قائد مقر رمضان في حينه,بالمشاركة في العملية وبالتحديد في 13 / 7 / 1989 ، وقاد العملية الحرسي صحرا رودي وقد اصيب بجروح خلال ارتكابه الجريمة, غير ان السلطات النمساوية أعادت صحرارودي والمشاركين معه في العملية إلى طهران.

 وخلال هذه العملية الإجرامية, كان أحمدي نجاد يتولى قيادة إحدى المجموعتين المنفذتين في حين كان صحرا رودي نفسه يتولى قيادة مجموعة التنفيذ الأولى. وتسلم أحمدي نجاد الأسلحة والذخيرة اللازمة لتنفيذ الإغتيال من السفارة ألأيرانية في فيننا وقام بتوزيعها بين عناصر المجموعتين.

  • وكانت لأحمدي نجاد علاقات وتعاون قريب مع حسين شيخ عطار الذي حكم عليه غيابيًا من قبل محكمة في باريس لكونه أحد الضالعين في اغتيال شاهپور بختيار.

  • ومن موقعه كعمدة عاصمة طهران, كان لأحمدي نجاد دور فعال في تقديم التسهيلات لنشاطات العصابات الإرهابية المسماة « هيئة إمجاد شهداء نهضة الإسلام العالمية» التي اعلنت عن نفسها عام 2003. وخلال الأشهر الماضية قام أحمدي نجاد بحملة تعبوية واسعة في طهران وسائر المدن لتسجيل المتطوعين المستعدين لتنفيذ عمليات انتحارية ضد اهداف تقع خارج إيران خاصة في العراق !!.

نعم بعد كل هذا يصل الدكتور / نجاد الى القصر الرئاسي ألأيراني ويقود الجماعات المتطرفة من رجال دين وشباب وبرلمانيون للسيطرة على الحكم ولكن بقبضة فولاذية !!!.

جزء من حياة الرئيس الأيراني.. هنالك جزء أخر بعونه تعالى ...

---------------------------------------------

المصادر /

 ــ  حول ضربة / حقول نفط كركوك :

 كتاب ـ دوران داخل حلقة ـ للقيادي الكوردي / نوشيروان مصطفى الشخص الثاني في ألأتحاد الوطني الكوردستاني بعد الرئيس / جلال طالباني ـ قبل أستقالته ـ ..الصفحات 110 و111 و112 ... يتحدث عن العملية بالتفصيل الممل .

ــ المجلس الوطني للمقاومة ألأيرانية .

ــ أدبيات الحزب الديمقراطي الكوردستاني ألأيراني .

ــ الصورة من / لفين بريس 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com