رسالة عاجلة الى الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ستيفان دي مستورا حول تدخلاته الغير القانونية والدستورية في قضية كركوك .. (مثال صارخ على الأنحياز السافر)

 

قيس علي البياتي

 iraqi_marsad@yahoo.com

لاتزال الفرصة أمامكم ياممثل الأمم المتحدة في العراق ستيفان دي مستروا لتحافظ على سمعة منظمة الأمم المتحدة وتحافظ على حياديتها وعلى ما تبقى لكم من أحترام في نفوس العراقيين عامة وأهالي كركوك خاصة قبل فوات الأوان بعدما شهدت الفترة الأخيرة أحداث ومواقف كثيرة دللت على إنحيازكم المقيت لصالح الأكراد

ونطالبكم بالتوقف من التدخل في قضية كركوك وسحب مقترحاتكم المسمومة بأعتماد نتائج الإنتخابات البرلمانية المزورة التي أجريت عام 2005 أساسا لتحديد المناطق المتنازع عليها، أو الأخذ بنتائج الأحصاء السكاني الذي أجري عام 1957، أو إلإستناد الى قرارات مجلس قيادة الثورة المنحل الخاصة بسياسة التطهير العرقي في تلك المناطق أو تمديد المادة وتعيين مندوبا روسيا في كركوك ممكن شراؤه بأرخص الأثمان .. جميعها تصب في مصلحة الأكراد جملة وتفصيلا الذين خرقوا كل القوانين والأعراف الدولية بتغييرهم الواقع الديموغرافي والسكاني للمدينة الذي أثبته أعتراف رئيس لجنة مايسمى بالمادة 140 المنتهية دستوريا والساقطة أمام البرلمان العراقي بتاريخ 2/12/2007 بتجاوز العوائل الكردية القاطنة في ملعب كركوك وتأكيده على أن نسبة 25 % فقط من مجموع 400 عائلة كردية هم من المرحلين والبقية جيء بهم بغرض تغيير واقع المدينة وهذا يكفي لتقديم المسؤولين عن هذه الحالة الى المحاكمة إستنادا الى ممارسة سياسة الصهر القومي للتركمان في كركوك بالذات من قبل القوى الكردية الشوفينية، والقضاء على ثقافتهم وحضارتهم التأريخية والقومية، وتدمير البيئة الطبيعية التي يعيشون فيها والتي تتساوى تماما مع جرائم الإبادة الجماعية للجنس البشري، [ الجينوسايد) وتتناقض مع المادة الثانية من لائحة حقوق الأنسان التي أصدرتها منظمتكم... منظمة الأمم المتحدة عام 1948 حيث جاء فيها ان الجينوسايد هو( كل عمل يهدف الى الأبادة الكلية أوالجزئية لمجموعة قومية اودينية. وتعتبر الأمم المتحدة الجينوسايد من الجرائم الكبرى الموجهة ضد البشرية وتدينها الحضارة الأنسانية مع ضرورة إدانة مرتكبيها من قبل الجماعة الدولية، وكما هو متعارف عليه في علم السياسة أن تعاد صياغة النتائج بزوال واضعها خاصة اذا كانت تلك النتائج والأفرازات قسرية وفرضت بقوة السلاح ورهبة السلطات الدكتاتورية الجديدة

لقد آن الاوان لوضع النقاط على الحروف والقول أن الأوضاع في كركوك تسير الى هوة سحيقة لا يعلم مداها بفضل السياسات الكردية المملوءة غلا وحقدا على كل أبناء القوميات من غير الأكراد في كركوك حيث جولة تفقدية صغيرة وقصيرة لكم فيها تثبت لكم حجم التجاوزات وحجم الكارثه الذي سببه قدوم مئات الألاف من الغرباء النازحين والمستوطنين الجدد الى كركوك علماً أن مجموع نسمة سكان كركوك قبل سقوط الطاغية كانت 803000 ألف نسمة وحسب إحصاءات البطاقة التموينية في وزارة التجارة في بغداد واليوم تبلغ أكثر من 1609000 مليون نسمة ) وجموع المرحلين وحسب المعلومات الأخيرة التي توصلت أليها لجنة التطبيع في الأسبوع الماضي تؤكد الرقم 13000 مرحل فقط.

ياممثل الأمم المتحدة في العراق

لا ريب من أن إثنان لايختلفان على أن الوحدة الوطنية الحقيقية لا تقام إلاّ على أساس الرغبة المشتركة لأطرافها في العيش المشترك تحت ظل دستور واحد ( وعادل ) وعلى أساس المساواة وإحترام إرادة الجميع مع انتفاء الأضطهادين القومي والطائفي وإحترام الحقوق المشروعة للمكونات المتعددة للشعب.

فإذا شعر طرف من أنه يضطهد ويعامل بعنصرية وقساوة ويرى بأم عينه أناسا غرباء يتم توطينهم فيه بغرض تغيير التركيبة السكانية والديموغرافية وأن حقوقه تنتهك فهو بطبيعة الأمر لن يشعر بالمساواة بل يئن من آلام الأضطهاد القومي ويعاني من مظالمه وبالتالي تكون تلك المآسي ملغومة قابلة للأنفجار في أية لحظة. فضلا عن إنها تحمل بذور العداء والكراهية بين المواطنين في دفتها. ثم كيف تصان وتعزز وحدة تقوم على إغتصاب ملك المواطنين والدولة وأضطهادهم وقمعهم ومحاربتهم وتصفيتهم في أرض الآباء وسكن الاجداد ؟

السيد ستيفان دي مستورا

إن ما تراه القيادة القومية الكردية ، من أن كركوك هي (قدس كردستان)، هو أسوأ مما يراه اليهود. فاذا كان لليهود شيء من التأريخ القديم في قدس فلسطين، فليس للأكراد شيء من كركوك في تأريخها ، إلا بعد ان زورت هويتها بعد عام 2003. ولو أخذنا بالمنطق الصهيوني ، فالتأريخ مع الأشوريين إذا أدعوا ان كركوك مدينتهم ، لأنها كانت أشورية قديما، مثلما كانت دهوك واربيل ، والحق مع المسيحيين ، أحفاد آشور، أن تكون كركوك مسيحية لأنها كانت مركزا للتبشسير المسيحي لقرون طويلة، والأنصاف مع التركمان اذا أعتبروا كركوك قلبهم النابض، وقلعتهم الحصينة لأنها تركمانية حقا، ولقرون طويلة. والحق الشرعي والعادل مع أهل كركوك الأصليين من المسيحيين والتركمان والعرب والأكراد، أن تكون كركوك مسقط راسهم وموطنهم الآمن ، بعيدا عن فوهة البندقية، وإدارة المليشيات الكردية، التي بدأت تتوافد الى كركوك مع تنامي أهمية النفط الأقتصادية

ومثلما يتطلب المشروع الصهيوني التوسعي، تشجيع ودعم هجرة اليهود من دول العالم الى اسرائيل، و تضييق الخناق على الفلسطينيين في أراضيهم وديارهم لأجبارهم على تركها ، يتطلب المشروع الكردي التوسعي نفس الأسلوب. فهناك التسهيلات المصرفية المدعومة من قبل جهات مشبوهة لآعطاء القروض الرخيصة للأكراد القادمين، وتشجيعهم لشراء العقارات في كركوك بأعلى الأسعار. ويتم تسجيل الولادات الجديدة، وتزوير شهادات الوفيات القديمة في سجلات نفوس كركوك المستحدثة، لأعتبار الأموات الأكراد من سكنة كركوك القديمة، بغية دعم تزوير تركيبة المدينة السكانية. وفي المقابل يستمر تشديد الخناق على المناطق غير الكردية لأشاعة مظاهر الرعب والخوف ويتعرض أهلها وخاصة الوجهاء لعمليات الخطف والأغتيالات ، لغرض إخلاء المدن من اهلها الأصليين، وتركها للأكراد الوافدين .
نحن التركمان أصحاب الأرض في كركوك نكاد نجزم أن في العراق من الرجال الذين يميزون الحق عن الباطل ببصيرة وتأن ويعرفون جيدا أن عملية تطبيع الأوضاع في كركوك التي كانوا يرجونها قد وصلت الى طريق مسدود ووصلت الى مفترق الطريق كونها تجاوزت سقفها الزمني والمحدد في (31) كانون الاول من العام الماضي(2007)، وان هذه اللجنة تعتبر لاغية وغير قانونية وغير دستورية ولا يحق لأية منظمة أو حزب أو لبرلمان كردستان أو البرلمان العراقي إجراء تمديد لهذه المادة أو أن يتم التعديل من خلال حذف التأريخ القديم وإضافة تاريخ جديد والجدل في قانونيتها..

لقد كان الأجدر بكم ياسيد ديمستروا أن يكشف التجاوزارات والخروقات الكردية في المدينة حتى يثبت مصداقية وحيادية منظمة الأمم المتحدة في العمل المهني وخاصة بعد تقرير منظمة الأزمات الدولية فيما يخص كركوك وتقرير بيكر هاملتون وزيارة الدكتوره كوندليزا رايس الى المدينة وتصريحاتها حول الأزمة فيها

إن العقلاء من الساسة التركمان بادروا بطرح مقترحات تصب في صالح سكان المدينة وتصب في أستقرارها وأستقرار العراق بطرح حلول عادلة منها جعلها أقليما خاصا لوحدها ، وأن تكون العاصمة الصيفية للعراق يتقاسم مكوناتها السلطة والأدارة بينهم وكذلك بادروا بأطلاق المشروع الأخير المطروح في مجلس النواب العراقي يوم أمس المصادف 21.05.2007 والذي ينص على تنظيم إنتخابات مجلس محافظة كركوك على أساس أربع دوائر حسب المكونات القومية ويتم تخصيص نسبة 32% من المقاعد لكل من الكرد والتركمان والعرب فيه و4% للكلدان والأشوريين ووافق عليه أغلبية مندوبي الشعب العراقي في البرلمان العراقي بعد توقيع أكثر من 105 نائب على هذا المشروع كخطوة مهمة لحلحلة الوضع ودعم جهود التعايش السلمي والأخوي التي أستمرت ومازالت في هذه المدينة المتعددة الإثنيات ، وستسمر الى مالا نهاية إن رفع اللصوص والمجرمون من الحزبيين الكرديين أياديهم الملوثة بالدماء العراقية الطاهرة منها .. وأهل كركوك معنيون بالتعايش فيما بينهم وهم أهل لذلك .. لا بتحريض وتأجيج وتأزيم ووصايا وتعنت برزاني طالباني لا لشيء إلا لتدويم بقاءهم على صدور الناس والشعب جاثمين وعدم دراستهم وفهمهم الدقيق للواقع العراقي والوضع الأقليمي والدولي وحتى الأقتصادي والنفطي ووضع نهاية لهذا السجال المقرف الذي طال أمده منذ 2003 وسقوط صياصين البعث .. حيث تعب وأشمئز منه أهالي المدينه بسبب عدم رغبتهم الى تحول المدينة الى أزمة تستمر لمئات السنين أسوة بأزمة أقليم كشميربين الهند وباكستان والمناطق الفلسطينية التي ستزعزع الوضع المحلي والأقليمي والدولي وتطلعات الجميع الى إعادة البناء والأعمار والتطور والتقدم وليس الحروب والتهديد والتوعد بالقتل والتهجير بين الحين والآخر ...

أنتم مطالبون بالعمل بحيادية ودراسة واقع المدينة والعراق بشكل عقلاني ومطالبون بعدم الرضوخ لأية جهة متغطرسة والدروس تستخلص من مصير المجرم صدام وماآل اليه مصيره الأسود وكشف مايجري على الأرض من خروقات وتجاوزات خلف الكواليس ومؤامرات وقرارات لاتصب أبدا في مصلحة التركمان والعرب والمسيحين وحسب تطور الأحداث والقرارات المتخذه الأخيرة وسير الرياح العاصفة وحتى كشف السرقات في مجلس محافظة كركوك من قبل الأكراد بعد إنسحاب الكتل التركمانية والعربية منها وإنعدام الخدمات الأساسية والأعمار والبناء

وتقع على عاتقكم ياسيد ديمستروا الأقرار والأعتراف بالرفض التركماني وبقية المكونات العراقية في مدينة كركوك وتوابعها بالرضوخ الى العنجهية الكردية والأنظمام بالأكراه الى الأقليم الكردي وتثبيت حقوقهم السياسية والمدنية والقومية والثقافية داخل الدولة العراقية وإن الأيام القادمة هي أيام إختبار حقيقي لكم في موضوع مصداقية منظمة الأمم المتحدة وحياديتها والمحافظة عليها من الكذب والزيف الكردي التي وصلت الى أعلى المستويات

ربما تتسأل ويتسأل الأحرار وأهل العقل والخبرة حتى من الأخوة الأعزاء الأكراد وكل العراقيين ، ما الحل؟

يكمن الحل في توحيد كل الجهود الخيرة ، الحرة والوطنية لكل العراقيين من كرد، طالبانيين وبرزانيين وفيلية، عرب شيعة وسنة، ومسيحيين كلدوأشوريين وتركمان شيعة وسنة وأزديين وصابئة وشبك وغيرهم ، لبناء الوطن الذي مزقته العصبيات والقبليات والحزبيات التي فقدت جميع حواسها في رؤية صواب ومصلحة الجميع وتغليب المصلحة العليا للبلد على المصالح الفئوية الضيقة المقيتة والبدء بالبناء والأعمار والتطور وتحسين المستوى المعيشي والوظيفي لجميع أطياف الشعب العراقي لا بأطلاق الوعود الكاذبة الحقيرة التي أدت الى سرقة الدولة وأنتشار الفساد الأداري وأهانة كرامة الأنسان العراقي بأذلاله أقتصاديا في ظل أرتفاع أسعار النفط التي وصلت الى مستوى 135 دولارا للبرميل الواحد ولم يتلمس الشعب أية شيء أو تحسن في المستوى المعيشي جراء عائداته التي باتت نقمة وزقوما علينا

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com