|
الديمقراطية(3) .. وخيم عواقب خارطة طريق الاستبداد .... هلال ال فخر الدين منذو فجر التاريخ و ولعصرنا الحاضروالاستبداد ظاهرة ملازمة لكافة الانظمة الاسرية والحكومات الفرعونية والامبراطورية ولاتنفك عن الاستعباد وان اختلفت النظريات والاساليب والاليات ..ويعد ظهور الاسلام بحق نقلة نوعية عظيمة في تفكيك اسس افة الاستبداد و تحرير مسارالانسان من عبوديات البشر ومنحه حقوقه واطلاق حرية ارادته وفكره من خلال حزمة من التشريعات والتطبيقات ..لكن البحث اسع جدا في ماحصل من نكوص عن تلك القيم العظيمة بل سحقها وبمجرد ارتحال الرسول (ص) الى الرفيق الاعلى ولحد الان ..ومن خلال اكداس من التصرفات الاستبدادية وما يدعمها من الموضوعات (الفتاوى)التي اصبحت ترقى الى مستوى النص المقدس واكثر وكل ما اقوم به هوالقاء الاضواء على مسارات اساسية لتلك الثورة ومفاصل الحركة المظادة (الانقلاب على الاعقاب) ..وهنا اود ان اشير الى مطالب يستلزمها بحث الاستبداد في الاسلام وذلك لخطورة هذا البحث من جهة ولاهميته من جهة اخرى لما يتخذ منه وسيلة لاتهام الرسالة بتشجيعه وما يستلزمه من التخلف والارهاب ولتشعبه في مضان مواضيع لايمكن تجاهلها لشديد ارتباطها به كنشوء المذاهب والتعصب الطائفي وتزييف النصوص وحتى طمسها واختراع اليات لتبريرلاستبداد وكون مجتمعاتنا لازالت الى الان غارقة في مستنقعاته وان تذرعت الدول بلبوس متعددة لنفيه عنها لكنه اصبح ثقافة سائدة وحاولت ان اجمع بين الاصالة والتوثيق وبين الحداثة والتحليل والاختصارغير المخل ماستطعت الى ذلك سبيلا وتعمدت ان لا استعين بغير المصادر السنية لكونهم الحكام للعالم الاسلامي في طول تاريخه ومنهم شيوخ فتاوى الاستبداد والمعارضون .. ولا اقول اني احطت بهذا البحث الواسع والشائك او افيت البحث حقه حيث لاتعدوا الا محاولة جهد المقل من القاء اضواء على مطالب اساسية (الاستبداد والشورى والديمقراطية ) والعذرمن القصور والتقصيروما التوفيق الا منه سبحانه. تصدي النبي للانحراف والزيغ من الواضح ان الاسلام جاء كحركة تصحيحية لما طراء على الديانات السابقة من انسلاخ عن ثوابت النصوص وانحراف في التفسير والتأويل وبعدا من مفاهيم ومباديء الرسالات على ايدي الاحبار والرهبان وبمان ان الرسالات السماوية ختمت بنبوة النبي محمد(ص) المبعوث لكافة الناس ..فكان لزاما ان يؤكد على قدسية النصوص وعدم الخروج عليها بذرائع الاجتهاد او دعاوى المصالح ودرء المفاسد ..لذلك نلاحظ ان ما اولاه الاسلام لهذا الجانب المهم والخطير (نظام الحكم)ما يستحقه من العناية والحرص خوفا من الانزلاق في متهات الزيغ ومن ثم نعرات الهوى وما يصاحبها من الاستبدادوالظلم وما يصيب الرسالة مقتلا حال ماحصل لسواها من الاديان السماوية قبلها من طمس وتنكر وانحراف والتي كشف القران وبكل وضوح عن ملفاتها. لذلك كان (ص) ينكر اشد النكيرعلى مايؤخذ من اهل الكتاب من الاخبار والاساطير وينهى اصحابه من التعاطي بالاسرائيليات بحجج العلم والمعرفة ذلك لعلمه (ص) بظلال وانحراف وبدع وخرافات اولئك الاقوام حتى لايختلط بما جاء به من الحق هوالموافق للناموس الصالح للبشريه جمعا في سعادتها دنيا واخرة . فقد ذكر المؤرخون واصحاب الصحاح و السنن والمسانيد ان عمر ابن الخطاب كثيرما يتردد على مدارس اليهود في المدينه ويحضر فيها وياخذ من احبارها . وقد اصاب منهم صحيفه فجاء بها الى رسول الله (ص) وهو في المسجد وحدثه بان عنده صحيفه من اليهود فيها علم كثير فغضب رسول الله (ص) وبان الغضب في وجهه وصعد المنبر وقال :مالكم تتهوكون لا تتهوكون هلك المتهوكون ما بال اقوام ياخذون من الذين غضب الله عليهم ثم اقسم وقال :( والله لقد جئتكم ببيضاء نقية والله لوجاء موسى ما وسعهوا الا ان يصلي خلفي ومزق تلك الصحيفه ونهى عمر من مقاربه الايهود ولاخذ منهم ) اخرجه اصحاب الصحاح والسنن .وجاء في تفسير القاسمي ج6 ص243 في سبب نزول :(يايها الذين أمنوا لا تتخذوااليهود والنصارى أولياء..) المائدة 51 قال عكرمة نزلت في ابي لبابة بن عبد المنذر حين بعثه رسول الله(ص) الى بني قريضة فسألوه :ماذا هو صانع بنا _اي رسول الله_ ؟ فأشار بيده الى حلقه اي:انه الذبح رواه ابن جرير في تفسيره برقم 12160 ومما يلفت النظر هو كثرة وعمق روابط المسلمين مع اليهود لدرجة اتخاذهم (اولياء) روى ابن جرير عن عالم دولة بني امية (الزهري) قال :لما أنهزم اهل بدر قال المسلمون لاوليائهم من اليهود ... والنقطة الثانية : ان مجتمع الجزيرة كان مجتمعا مغلقا متخلفا فكان يثير اعجابه وانبهاره كل ما يسمع به او يشاهده من حضارات ونمط انظمة ظالمة سائدة اوامبراطوريات مستبدة يتوق لها او الاحتذاء بها وهذا ما كان يستنكره صاحب الرسالة (ص) يذكر كبير علماء السنة ابن حبان في ثقاته ج2 ص 87 و84 قال :دخل عمر ابن الخطاب بيت رسول الله (ص) عندما نزل الذكر الحكيم في تقريع عائشة وحفصة -لتأمرهما على رسول الله (ص)في قضية مشهورة تذكرها جل تفاسير السنة - :(ان تتوبا فقد صغت قلوبكما) حسب رواية ابن عباس قال عمر:فجلست فرفعت راسى في البيت فوالله ما رأيت شيء يرد البصر الا أهبة ثلاث فقلت :يارسول الله لو الله ان يوسع على امتك فقد وسع الله على فارس والروم وهم لايعبدونه قال:فستوى النبي جالسا ثم قال :أوفي شك أنت يابن الخطاب ..؟!أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا فقلت:استغفرلي يارسول الله .! ثالثا: ان القران يشدد النكير على الاختلاف من بعد ان من الله على المسلمين بالشريعه الكامله السمحاء النقيه قال سبحانه :(ولا تكونو كالذين اختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات واؤلئك لهم عذاب عظيم ) العمران 105 وديدن الاعراب هذا ( ويقولون امنا بالله وبالرسول واطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما اولئك بالمؤمنين ) النور 47 لذلك يؤكد الباري سبحانه لنبيه الكريم (انك لاتهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء )القصص 56 و(انما تنذر من تبع الذكر وخشى الرحمان بالغيب..) يس 11ومن يريد الله ان يضله يجعل صدره ضيقا كانما يصعد في السماء ولكن النفوس المريض تابى الا النفاق والكيد والدس والافتراء (انما يفترى الكذب الذين لايؤمنون بايات الله ) النحل 105 ولا ت حين مناص ( ويوم يعض ا لظالم عي يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ...)جاء في اعلام الوقعين ج1 ص47 لابن الجوزي (قال الله فإن لم يستجيبوا لك فاعلم انما يتبعون اهواءهم ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ؟ ان الله لايهدي القوم الظالمين ) تبيان كل شيء وكما وان الرسول قد ابان واعذر وحذر وانذر فما على الامة الا الاتباع والتسليم ان ارادة الهدى والاستقامة والنجاة جاء في الترغيب والترهيب للمنذري عن ابن عباس قال : خطب رسول الله (ص) فقال :( ان الله قد عطى كل ذي حق حقه الا ان الله قد فرض فرائض وسن سننا وحدد حدودا واحل حراما وشرع الدين فجعله سهلا واسعا ولم يجعله ضيقا الا انه لا ايمان لمن لا امنة له ولا دين لمن لا عهد له ومن نكث ذمة الله طلبه ومن نكث ذمتي خاصمته ومن خاصمته فلجته عليه ومن نكث ذمتي لم ينل شفاعتي ولم يرد علي الحوض )رواه الطبراني في الكبير وجاء في الترغيب والترهيب للمنذري ج1 ص88 عن العرباض بن ساريه قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : (لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنهاالا هالك )رواه ابن عاصم في كتاب السنه وله شرح وافي في الترغيب للمحقق ضرورة التمسك بالسنة : لعل النبي (ص) كان على علم بما سيحدث بعده من الاحداث في الدين والانقلاب على الاعقاب وكثرة الكذبة عليه اسوة بما حدث في الرسالات السابقة (انكم للتبعن سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة والنعل بالنعل فلو دخلو حجر ضب لدخلتموه) وحيث قال (ص):( ستكثر علي الكذبة فمن كذب علي فليتبوء مقعده من النار) وهذا ماروته الصحاح لان الكذ عليه حصل في حياته وتخلفهم عن اوامره كما في سرية اسامة حتى قال (لعن الله من تخلف عن بعث اسامة ) وفيهم كبار الصحابة وروى مسلم في صحيحه عن رسول الله(ص) قوله :( ما من نبي بعثه الله في امه قبلي الا كان له من امته حواريون واصحاب ياخذون بسنته ويقتدون بامره ثم انها تخلف من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ليس وراء ذلك من ايمان حبه خردل ) غير ماذكر عن الثورات الكبرى التي لايمكن تجاهلا والتي دونت في العصور العباسيه حتى هذه زوروا وقائعها وطمسوا معالمها وشوهوا اهدافها اسوتا بواقعنا الحالي المعاش وهنا ننقل نتف من الاحاديث الصحية عند العامة من التمسك بالسنة النبوية الشريفة والاعتصام بها من الحيرة والتردي والهلاك في اجواء الاهواء والفتن والانحراف وجاء في الترغيب والترهيب للمنذري ج1 ص80 عن ابن عباس عن النبي (ص) قال:( من تمسك بسنتي عند فساد امتي فله اجر مائه شهيد ) رفع عقيرة النكير للبدع وجاء في الترغيب ج1 ص 83 عن جابر قال :رسول الله (ص) (اما بعد فان خير الهدي هدي محمد وشرالامورمحدثاتها وكل بدعه ضلاله ) رواه ابن حبان في صحيحه وجاء في الترغيب ج1 ص84 عن عائشه عن رسول الله (ص) قال :( سته لعنتهم ولعنهم الله وكل نبي الزائد في كتاب الله عز وجل والكذب بقدر الله والمتسلط على امتي بالجبروت ليذل من اعزه الله ويعز من اذله الله والمستحل من عترتي ما حرم الله والتارك لسنتي ) رواه الحاكم في المستدرك زابم حبان في صحيحه والطبري في الكبير وهذ الحديث والذي بعده يعطي دلاله واضحه على حدوث التلاعب بالسنه و يؤكد حدوث البدع والضلالات وان رسول الله (ص) يدعوا ويطلب من الامة ان تحي سنته من بعده لكثرة الكذب والتزوير فيها . الترغيب ج1 ص91 عن رسول الله (ص) قال : ( من احيا سنة من سنتي قد اميتت بعدي كان له من الاجر مثل من عمل بها من غيران يترك من اجورهم شيئا ومن ابتدع بدعه ضلالة لا يرضاها الله ورسوله كان عليه مثل اثام من عمل بها لاينقص ذلك من اوزار الناس شئا ) الترغيب ج1 ص 90 قال : رسول الله (ص) ( من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها من بعده من غير ان ينقص من اجورهم شيئ ومن سن في الاسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير ان ينقص من اوزارهم شيئ ) رواه مسلم في صحيحه والنسائي وابن ماجه والترمذي وجاء في اعلام الموقعين لابن قيم الجوزية ج4 ص 150 قال عبد الله بن مسعود:اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وقال ايضا :انا لغير الدجال اخوف عليكم من الدجال امور تكون من كلائكم
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |