هذوله أحنه
محمد علي محيي الدين
abu.zahid1@yahoo.com
من منا لم يقرأ هذه القصيدة ويتفاعل معها بنشيج وجداني ،ويعيد ويستذكر..ويعيش عبق الذكرى والماضي والغد الجميل البسام..أنها رثائية من نوع خاص أمتزج فيها الزهو والبطولة والحزن والأمل والترقب،والذكريات العبقة بأيام النضال الزاهية،يوم كان الشيوعيين العراقيين يمسكون بأزمة من حديد بركاب النضال الوطني،يتقدمون الصفوف في الدفاع عن شعبهم ووطنهم،ألهبوا قلوب الناس بشجاعتهم ومبدئيتهم العالية التي لا زالوا عليها رغم تغيير العهود والأزمان،ويوم أغلق الكثيرين أبواب بيوتهم،كانت أبواب الشيوعيين مشرعة وصدورهم دريئة لرصاص الاستعمار وأعوانه والزمر البعثية الجبانة،يوم كان البعض يأكلون (القوزي) وسمك البني ،والرز العنبر والدهن الحر ودجاج العرب ،كان الشيوعيين يأكلون من حشائش البر،وقصاع السجون التي لا تصلح لدواجن سادات تلك الأيام،هكذا سطر الشيوعيين تاريخهم بمداد من دم،ومداد من نور،يحملون القلم بيد والأخرى توجه السياط لأقفية الاستعمار وأعداء الوطن،هكذا كنا،وكذلك سنكون ،لن تغيرنا الأيام ،أو تمنعنا الظروف عن تأدية رسالتنا الكبيرة،رسالة الحياة الحرة ،رسالة الإنسانية التي تربى عليها الشيوعيين العراقيين منذ أن وجدوا على أرض العراق،ولا زالوا يناضلون من أجل الوطن الحر والشعب السعيد،هذا الشعار الذي اثبت جدواه وجديته في كل زمان ومكان،أنه المطلب الملح الذي لا يمكن تحقيقه إلا بسواعد الشيوعيين.
شاعر القصيدة هو كامل العامري ،أبن الفرات الأوسط ومدينته الديوانية،التي كانت سواعدها تقاوم المدافع البريطانية بالفالة والمكوار،تربى ونشأ في هذه المدينة ذات التاريخ الوطني الزاهر،المدينة التي أنجبت محمد الخضري المرثي بها،نستذكرها اليوم لأن شاعرها غادرنا بصمت دون أن يتذكره أحد،بعد أن كان يستذكر من غادرنا بشعره وقوافيه الرائعة،غادرنا في الشهر الماضي،بعد معانات مع المرض،والقصيدة نشرها في العدد (14) من الثقافة الجديدة في رثاء الشهيد الشيوعي محمد أحمد الخضري الذي اغتالته العصابات البعثية في22/3/1970،اغتالته لأنه كان شوكة تفقأ عيونها،وقتلته بحقد ونذالة ووجدت جثته بالقرب من مدينة بلد وقد اخترقتها أكثر من أربعون أطلاقة،لماذا قتل الخضري،ذلك ما لم يكشف النقاب عنه لحد الآن،من قتل الخضري،ذلك ما طمسته الأيام وأخفاه أذناب النظام،،ورأيت نشرها لأنها تشكل فاصلة في الشعر الشعبي،ومأثرة لقائد شيوعي قاد الفرق الأنصارية لمقاومة الحرس القومي بعد انقلاب شباط 1963،بعد أن هرب في يوم الانقلاب من سجن الكوت قاطعا الجزيرة ماشيا على قدميه ليلتحق بأنصار الحزب في قلعة الشامية،شامية العنبر العراقي،الذي أصبح للأجانب ونحن نأكل(التايلندي) ،ولأن الكثيرون يحفظون مقاطع منها لما حوت من صور رائعة عن بطولات الشيوعيين العراقيين ومآثرهم التي سجلها التاريخ بمداد من نور.
إلى شهيد
"إليك يا من سافرت بلا شكوى...
لقد كنت بيننا...
وستبقى حتى نمد لك أشرعة النصر من جديد"
بجينه وما بجينه عليك
ياجلمه بحلك تاريخ
دكت فوك وجنات الزمان بدور
بجينه بدم...سرج مهره..
كبل ما ياخذ بثاره ويبشر أور
بجينه شنعتذر لو عاتبت بابل..
بجينه شنعتذر لو عاتبت آشور
بجينه...
وما بجينه عليك...
ندريبك عدل والموت ..بيك الموت..وأنته الموت
فنه الموت يمحمد عليك أيفوت
يلخطيت بجروحك درب ثوار
يلشكيت من هام السمه للكاع سجة نار
يمحمد...
حمامات السجن يتنشدن ظلن
يمحمد..كطايات الشلب حنن
دكلي شنعتذر للماي واطراف السعف والهور لو عتبن
يمحمد بيارغنه وضحايانه..
تمد فوك الحياة جسور
موش احنه شمس
وافكارنه بدرب الكواين والزمان اتنور
موش احنه حلم ريان
ويرفرف على جفون الصبح رايه
موش احنه نبع ..
يطلك على دموع الحزن مايه
موش احنه شتلنه ارواحنه ابهذا الدرب ثاية
ما نبجي على ذاك الفاج ماي الموت
واتعنه الوفه وما ذلن ايامه
ما نبجي على ذاك الفارس الما عثرن اجداده
ما نبجيك..هنيالك والف هنيال..
كلمن شال زاد العمر بجفوفه
ما نبجيك هنيالك والف هنيال ...كل خيال ..
ما هد الرسن مره وطفح خوفه
ما نبجيك..لو ندري البواجي تفيد
ما خلينه من ماي الدمع كطره
ما نبجيك.. لو دمع البواجي يفيد
جا فاد الفرات و(حسن) رد عمره
وجا ظلت ازغار كبار..
بلجن يرجع حسين وجمال وعادل وجبار
وجا دجله بكت تنحب...
ثلث توكات...يوم بيوم
بلجن يرد من تنحب عمر (ستار)
ندريبك خذت صوغه ورحت طارش
تودي اخبارنه الحازم
تودي اخبارنه الصارم
ولكلمن شتل كلبه وطرش كبلك
تودي اخبارنه الكلمن
بهذا الدرب حط رجله
يا نفحة ورد نيسان..
يا شيلة الراس وهيبة الديوان
فهد يتنطرك يمحمد ويتنطر أخبارك
دكله احنه هذوله احنه بعدنه احنه
ترف راياتنه ونمشي بضوه افكارك
يمحمد دكله أحنه هذوله أحنه
زلم خشنين تدرينه
نرش أجروحنه بماي وملح
ما يوم ذلينه
نفك ليل الحزن بالدم ..ولا نهتم..
يشامت روح دور
كل تواريخ النضال وشوف أسامينه
يشامت فوگ هامات النجم والغيم تلگينه
يشامت روح وأنشد ثورة أكتوبر
وأنشد كل كتر بالصين
وأنشد صوفيا وبرلين
وأنشد سچة الغابات
تلگه بكل شبر منها يشع فوگ العشب دمنه
حبــــــال الصلب تتباهه گَلايد فوگ ركبتنه
يشامت روح وأنشــد عالجسر تذكار وثبتنه
هذوله أحنه ... بعدنه أحنه
خضيري الهور يتغنه بسوالفنه
ومد الماي بينه يفيض لو رفت شفايفنه
وحگ بيرغ حزبنه ... وهامت الطيبين..
تشهد بينه مــــــن ذاك الوكت لليوم دنيتنه
أبد ما ردت أجدام العزم بينه
ولا خفتت مواگدنه
وهاي الشمس تضوي بنور چلمتنه
بگول وفعل ذوله أحنه...
تشبه صفة الفالات صفتنه
يمحمد شوصفك والوصف يكص
ومهر الصوت يمحمد...
على أشفاف الدهر يعثر
يمحمد شوصف بيك
وانته على الوصف تكبر
يلعمرك نبع تاريخ
ولد الولد لو مرت يفيض الزود بيك أكثر
يلمديت روحك للفجر معبر
يمحمد بجينه وما بجيسنه عليك
يا شمعة عرس يلدمك زوامه
يمحمد بجينه بجفن الموادع
وكل أحنه على هذه الدرب نتلاكه
يمحمد يريت أردود
لينه تعود
وشمن كل كتر..بيه نامن جروحك وأشمنك
وأشهك حيل ... حيل الحيل
ريت أنه والف يا ريت
عيني توجد أجدامك وتبعنك
العودة الى الصفحة الرئيسية
في بنت الرافدينفي الويب