|
اخيراً اعترف احد اركان النظام الايراني الحرسي محسن رضائي باهمية الحرب الايرانية العراقية والتي استمرت ثماني سنوات فقد امدت هذه الحرب بعمر هذا النظام الذي لم يكن يسيطر على اي مدينة ايرانية في مختلف بقاع ايران الشاسعة وهذا ليس كلام افتراضي او من عندياتنا وانما هو نص تصريح سكرتير مجمع تشخيص النظام وهذه الحرب التي دفع بها الانسان العراقي الغالي والنفيس والكثير من التضحيات المادية والبشرية استثمرها هذا النظام لمحاربة عناصر مجاهدي خلق الذين كانوا يتتشرون في عموم المدن الايرانية ولديهم الحضور الواضح على الارض وان هذا النظام لا يمكن له السيطرة على هذه المدن الا بالقضاء على رجال واعضاء هذه المنظمة الوطنية الجماهيرية. الحرب ومن وجهة نظر رضائي كانت نعمة على النظام الايراني ونقمة على المجاهدين والشعب العراقي وها هو اليوم يعود الى نفس الزاوية الضيقة بعد ما يقارب من عشرين عاما حيث تعاون مع امريكا على اسقاط النظام العراقي ليحقق اهدافه في الانتقام من مجاهدي خلق عبر تجيش اعوانه وعملائه في الداخل لمحاربة هذه المنظمة المنزوعة السلاح والتي تتمتع بالحماية الدولية ولكن هذا النظام الارهابي المتطرف لم ينفك يتامر على شعب العراق والسيطرة على ارضه وثرواته وجعله قاعدة انطلاق لتدخلات في مناطق اخرى من الوطن العربي ليضمن استمرار بقاءه اذ ان كلما زادت المشاكل في المنطقة طال عمر هذا النظام الافتراضي اذ ان المجتمع الدولي سوف يكون منشغلا بهذه المشاكل ولا ينظر الى جرائم هذا النظام الارهابي بحق شعبه وشعوب المنطقة. وادرك العالم العربي اليوم خطورة هذا النظام على المنطقة العربية وذلك بتدخله السافر بالشان اللبناني وتجيش حزب الله ومنظمة امل لكل امكاناتهما العسكرية لمواجهة احداث الفتنة في لبنان الا ان حكمة الاطراف الاخرى في العملية السياسية اللبنانية والتدخل العربي السريع احبط المؤامرة الايرانية في تدمير لبنان والحاقة بمشروع الخراب العربي مثلما حدث في العراق وهذا الادراك وان جاء متاخراً بعد اكثر من ثمانية عشر شهراً من نشوب الازمة اللبنانية الا انه جاء في النهاية بالحل العربي المطلوب الذي ابعد شبح الحرب الاهلية عن شوارع لبنان في هذه الايام الا انه لم يبدع هذا الشبح نهائيا لانه لم ينزع سلاح هذه الاحزاب والمنظمات المدعومة ايرانياً والتي وجدت نفسها دولة داخل دولة. وها هي سوريا ايضاً تواجه ضغوطا دولية في فك ارتباطها وحلفها المتين مع ايران وحزب الله في ايران اذا ارادت السلام وعودة الاراضي المحتلة في الجولان والتي يمكن ردها الى سوريا بالمفاوضات السلمية بعد ان عجزت عن استردادها منذ اربعين عاما بالقوة او لم تفكر باستردادها فعليا وانما لفظياً فقط وهي اليوم بعد ان وضعت في الزاوية المحرجة والضيقة فانها مطالبة امام شعبها اما ان تكون مع ايران وتنسى الجولان او تسترد الجولان وتترك ايران والكلمة الاخيرة للحكومة السورية. كل هذه الخطوات في بغداد او لبنان او سوريا انما هي خطوات اجرائية يقودها المجتمع الدولي لبداية تطبيق مشروع العزلة الدولية والاقليمية للنظام الايراني والاتي من الاجراءات اكثر من ذلك بكثير.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |