قبل بضع سنوات، عقِبَ دخول " القائد المنصور " إلى حفرته التي قد لا تختلف كثيرا عن حفرة أيّ " سـبتـتـنـك " هاربا ًمن ملايين " النعال " التي تشبه " نعل أبو تحسين  " ... أخبرني صديق عن أن "  نافذة ضوئية  " قد أشرعها أديب عراقي مغترب، أراد لها أن تكون منبرا حرّا، وناطقا ً شعبيا ً بلسان نخل الفرات وزهور دجلة، وباسم أحلام عـشـّاق العـراق ويتاماه وثكالاه وشهدائه ... وإذ حدّقـت من خلال النافذة الضوئية هذه، رأيت أخوات ٍ لي وأخوة، قد شـمّروا عن أقلامهم، شاهرين عـبيرَ  مِـداد ِ المحبة بوجه دخان الضغينة   ...  رافعين راية العراق الواحد الممتد من أجفان العين حتى جذور القلب ... العراق المطهّـر  من رجس الديكتاتورية ووحل الإحتلال، و قـيح الطائفية وسخام الـعَـنـَت القومي والمذهبي،و العهر الفكري الظلامي والتكفيري   ... فطاب لي التحديق عبر هذه النافذة، لأطلَّ على " عراق الغد " المرتجى ... حتى إذا مرّت بضع سنين، غدت النافذة فضاء ً باتسـاع أبجدية المحبة الإنسانية ... فكيف لا يثمل قلمي وتبتهج سطوري .. وكيف لا أنتـشي

فـَرَحـا ً وأنا أحضر العيد السنوي الخامس لتلك النافذة الضوئية التي غدت باتساع آفاق الأماني والأحلام ..

مبروك لـ " عراق الغد " شمعـتها الخامسة ... ومبروك لناشـرها ومؤسسها وسـادنها  الصديق الأديب  الدكتور رياض الأمير تـَعَـبـه الجليل ... ومبروك للأقلام الخيرة هذا المنبر المنافح عن الحرية والديمقراطية ودولة العدل والقانون، وعن كل ما يُسـهم في إضاءة قـناديل المسـرة والرغـد والطمأنينة  في عراق الغد ..