|
هناك فئة ليس قليلة ترى أن الأمام المهدي لا يظهر حتى تمتلئ الأرض ظلما وجورا,إذن فيجب توفير الظلم والجور وترك العمل - ضده- استعداداً لظهور الأمام - عج- ,وهذه الفئة ليست من الطبقات الأعتياديه بل تصل حتى إلى مستوى القيادات والمرجعيات ألدينيه مع شديد الأسف!! وهذا ما يفسر لنا الصمت المرعب عن كل هذه المظالم دون أن يحركوا ساكنا ظنا إنهم بفعلهم هذا- أي صمتهم عن مجابهة الظلم – يعجلون بظهور الأمام – عج- بل الادهى يرون بفعلهم هذا تكليفاً شرعياً000 ولهذه الرؤية أسباباً استخدمها البعض وعدم إعطائها المفهوم الواعي مما سبب سيطرة الظالمين وعدم وجود الشجاعة القلبية لبعض القيادات مما أدى إلى اتخاذ بعض المبادئ ألإسلامية شماعة يعلقون عليها خنوعهم وخضوعهم للظلم والانحراف تحت هذا العنوان أو عناوين أخرى ففكرة زيادة الظلم هو باب لتعجيل الظهور أثارتها عدة أوساط ولكل مستوى منهم اتجاههم الخاص وليس المعتقدين بالإمام المهدي فقط ,وقد أثار صاحب الموسوعة المهدويه السيد الشهيد محمد الصدر ((قده)) إلى هذه ألشبهه وهذه الأوساط وإلاسباب التي دعتهم إلى هذا التفكير وهم على ثلاث مستويات :- المستوى الأول :- أوساط المنكرين للإمام المهدي (عج) على الأساس المادي أو ما يمت إليه بصلة وهم لا يجدون دليلا على مدعاهم إلا بمجرد الاستبعادى والتشكيك من هذه الفئة ترى أن ((الدين أفيون الشعوب)) . وقد أجاب الالهيون بأن الدين كان ولا يزال أساس الثورات والمعارضات والمطالبة بإقامة الحق والعدل على مدى التاريخ , وأكبر مثير للعواطف الإنسانية على طول الخط ونظره واحدة وبتجرد إلى تاريخ البشرية مع شيء من الموضوعية تثبت ذلك 0 المستوى الثاني:- الأوساط المؤمنة بالإمام المهدي (عج) وهذه الأوساط التي تؤمن بأن الظلم مقدمة لتعجيل ظهور الأمام المهدي (عج) يرى السيد الشهيد الصدر الثاني(قده) بأنهم يتصفون بصفتين مهمتين هما :- الصفة الأولى :- التقاعس عن العمل أساساً ,وتقديم المصلحة الخاصة على المصالح العامة عموماً الصفة الثانية :- إن المفاهيم الإسلامية – كالتقية , والانتظار للإمام (عج) والجهاد0000تنطبع في أذهانهم بشكل ناقص وخاطيء وبشكل تصلح تبريراً للواقع الفاسد , أكثر من أي شيء أخر0 منهم بذلك يفهمون من تواجد (الظلم والجور) في ربوع ألأمه الإسلامية عموما والعالم خصوصا يجب توفره وترك العمل ضده , استعمالا لظهورالأمام المهدي (عج) فيتحد هؤلاء يقفون صامتين وساكتين أمام حكام الجور والطغاة والغزاة و الظالمين بصوره عامه , كما إن هذا الوسط يؤيده الغزاة والظلمه وحكام الجور لأنه يجري في مصلحة بقائهم فترة أطول على رقاب المستضعفين فقد استغلوا هذه الفئة بل حتى نشروا أفكارها لأنها تبريرا لوجود الظلم حتى وإن كانت هذه الجهة غير راضيه عنهم , فما دام لا يضر بسياسة الجائرين والظالمين منهم لا يشكلون خطراً عليهم وبذلك كانت هذه الفئة سبباً في سيطرة الظلم والظالمين على المؤمنين وقتلهم وانتهاك حرماتهم من حيث يعلمون أولا يعلمون 0 المستوى الثالث : - للأوساط التي تعتقد بأن العمل الإسلامي ضد الظلم والظالمين غير مؤثر!!!!000 وقد وصفهم الشهيد الصدر الثاني في الموسوعة المهدويه بأنهم (( اليائسون الذين سيطرت هيبة الانحراف وهينمة الظلم السائد في البشريه على نفوسهم, فاعتقدوا بعدم جدوى أي شيء من الإصلاح أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا المجتمع الفاسد)). ومن ثم احظروا إلى السكون وترك العمل , انتظار لظهور الإمام المهدي (عج) ليكون هو الرائد الأول في أصلاح العالم وقد يمكن الرد على هذه الأوساط الثلاثة – أي المستويات الثلاثة- من عدة وجوه كما يرى صاحب الموسوعة المهدويه :- الوجه الأول :- لاشك أن العمل وترك السكوت وخصوصاً العمل المنتج لرفع درجة الإخلاص والشعور بالمسؤليه يكون الفرد قد شارك عمليا في إيجاد شرائط ظهور الإمام المهدي والتي يذكرها السيد الشهيد الصدر الثاني (( وجود الاطروحه العادلة لتطبيق العدل الكامل ووجود القائد العالمي لتطبيق هذه الاطروحه ووجود العدد الكافي من المؤازرين والممحصين للمشاركة في مهام هداية العالم عند الظهور0 وبذلك يكون عنصر التمحيص والاختبار في ظروف العالم والانحراف هو العنصر الأكبر في تقريب الظهور والمواجهة الظلم والانحراف من دور مهم في استعداد الفرد عقائديا ونفسيا وماديا لخوض غمار المواجه ضد المنحرفين و المفسدين تحت راية المصلح الأكبر الإمام المهدي (عج) الوجه الثاني :- إن الفرد يجب أن يجعل نفسه على مستوى رضاء المصلح العالمي قبل ظهوره وبعده, ولا يكون كذلك إلا إذا كان متمثلاً للأحكام الاسلاميه بدقة, ولن يحرز رضاء الإمام بطبيعة الحال بالاقتصار على الجانب الشخصي للأحكام الإسلامية لان في ذلك عصياناً للأحكام الاجتماعية والاصلاحيه والعمل الإسلامي ضد الظلم والظالمين من الأحكام الاسلاميه والاجتماعية والتي تدخل تحت لواء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد الدفاعي والهجومي ضد أعداء الإسلام والمسلمين لذا فالاعتقاد بوجود الإمام المهدي باعثا على العمل الاجتماعي والإسلامي خصوصا عندما يحس الفرد وجدانا أنه مطاع على تصرفاته وأفعاله (( وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين)). الوجه الثالث :- من الواضح وجداناً إن الفرد الذي يسير في طريق الانحراف ويبيع دينه بدنياه , ويقدم مصلحته الخاصة وشهواته على اعتبار من الطبيعي أن لا يكون الاعتقاد بالمهدي (عج) دافعا له على العمل , بعد أن لم يكن الاعتقاد بالإسلام دافعا له وهذا تقصير في الفرد نفسه وليس في الفكرة لذا ترى هذا الفرد لا يؤمن بالوجهين الذين تم ذكرها سابقا فما على الفرد إلا أن يراجع الأحكام الإسلامية ليعرف ما فيها من جوانب شخصيه وجوانب عامة 000لكي يطبقها على حياته الخاصة والعامة . وخلاصة الحديث فأن الذين اتخذوا هذه الفكرة وقالوا بها يمتازون بعدة مواصفات :- 1- قلة الشعور بالمسؤولية تجاه الدين والامة الاسلامية . 2- تغليب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة والتقاعس عن مواجهة الظلم. 3- الافكار والمفاهيم الخاطئة نتيجة الانحراف الفكري التي انطبعت في اذهانهم. 4- التقية المكثفة والتي ازدادت عن حدها ولدت ضعف الارادة وغياب الشجاعة القلبية وضعف الايمان في مجابهة الظلم مما ادى ذلك اما على مجاراته او السكوت عن ظلمه. 5- عدم الاعتقاد بامكانية حكم الاسلام قبل الظهور ومعارضة الحكومة الاسلامية ولاية الفقية حتى وصل الامر التصدي لثورة السيد الخميني من الحوزة في النجف وقم ومحاولتهم لافشال ثورته الميمونة الا ان حكومة السيد روح الله اثبتت خطأ هذه الافكار. 6- الاسلوب التبريري للواقع الفاسد والدفاع عن اسبابه دون مواجهته والتصدي له. 7- الانطواء والانكفاء عن الفتن التي تدور في المجتمع الاسلامي وعدم السعي لصد الفتن وكشف خيوطها والقضاء عليها. وبذلك فان اصحاب هذه النظرية كانوا ولازالوا عوناً لاعداء الاسلام والوطنية من حيث يعلمون او لا يعلمون .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |