هلال ال فخر الدين

hilal.fakhreddin@gmail.com

منذوفجر التاريخ ولعصرنا الحاضر والاستبداد ظاهرة ملازمة لكافة الانظمة الاسرية والحكومات الفرعونية والامبراطورية ولاتنفك عن الاستعباد وان اختلفت النظريات والاساليب والاليات ..ويعد ظهور الاسلام بحق نقلة نوعية عظيمة في تفكيك اسس افة الاستبداد وتحرير مسارالانسان من عبوديات البشر ومنحه حقوقه واطلاق حرية ارادته وفكره من خلال حزمة من التشريعات والتطبيقات ..لكن البحث اسع جدا في ماحصل من نكوص عن تلك القيم العظيمة بل سحقها وبمجرد ارتحال الرسول (ص) الى الرفيق الاعلى ولحد الان ..ومن خلال اكداس من التصرفات الاستبدادية وما يدعمها من الموضوعات (الفتاوى)التي اصبحت ترقى الى مستوى النص المقدس واكثر وكل ما اقوم به هوالقاء الاضواء على مسارات اساسية لتلك الثورة ومفاصل الحركة المظادة (الانقلاب على الاعقاب) ..وهنا اود ان اشير الى مطالب يستلزمها بحث الاستبداد في الاسلام وذلك لخطورة هذا البحث من جهة ولاهميته من جهة اخرى لما يتخذ منه وسيلة لاتهام الرسالة بتشجيعه وما يستلزمه من التخلف والارهاب ولتشعبه في مضان مواضيع لايمكن تجاهلها لشديد ارتباطها به كنشوء المذاهب والتعصب الطائفي وتزييف النصوص وحتى طمسها واختراع اليات لتبريرلاستبداد وكون مجتمعاتنا لازالت الى الان غارقة في مستنقعاته وان تذرعت الدول بلبوس متعددة لنفيه عنها لكنه اصبح ثقافة سائدة وحاولت ان اجمع بين الاصالة والتوثيق وبين الحداثة والتحليل والاختصارغير المخل ماستطعت الى ذلك سبيلا وتعمدت ان لا استعين بغير المصادر السنية لكونهم الحكام للعالم الاسلامي في طول تاريخه ومنهم شيوخ فتاوى الاستبداد والمعارضون .. ولا اقول اني احطت بهذا البحث الواسع والشائك وافيت البحث حقه حيث لاتعدوا الا محاولة جهد المقل من القاء اضواء على مطالب اساسية (الاستبداد والشورى والديمقراطية ) والعذرمن القصور والتقصيروما التوفيق الا منه سبحانه.

الوصية والاستخلاف واجب على النبي(ص)

ان ما يجعل العقل اسير الحيرة والشرع محل شك والسلوك النبوي مثار للدهشة ما يذكره كثير من علماء السنة من عدم وصية النبي (ص) وعدم تعين خليفة له من بعده يتولى امور المسلمين في غيابهوتبريرهم السقيم في صرف ماورد في ذلك الى غير وجهه ملتمسين عذر عقيم ومزيفين كل نص متين لذلك يلاحظ التمحل الغريب في كلام أولئك العلماء المدعين للعلم والمعرفة وقول الحق

ومن البديهي أن أولئك الذين يرددون هذه السخافات والترهات من دون تمحيص ولا تفعليل لعقولهم وضمائرهم فهم ليسوا جهال وغير مطلعين على الحقائق والنصوص الواضحة اوليس لهم التحقيق حول مسألة تنصيب الامام وتعينه من قبل النبي (ص) لكن العصبية وحمية الجاهلية تعمي وتصم وتلف العقول وتحجر عليها وتطمس على الابصار والبصائر انه مجرد الركون الى تقليد من سبقهم من العلماء واجترار اقوالهم وترديد كلامهم واستسلامهم الى احابيل السياسة ومكائد الساسة ومتابعة للهوى ومداهنة للسلطان وركونا الى الباطل على الرغم من فطنة شديدة منهم الى ان القول بهذا كذب صراح وفرية كبرى واتهام عظيم لمقام النبي(ص) من تركه للواجب وعدم تبليغ ما امر الله بتعينه ولي للامر من بعده

والذي يبعث على الذهول العقلي –اذا كيف يصرف النبي (ص) النظر عن تعين خليفة من بعده ..؟وكيف هان عليه هذا الامر الخطير ويتركامته كالخراف السائمة من غير راعى ..؟وقد ثبت ان النبي (ص) حينما نعت اليه نفسه طفق يرددالوصية للمسلمين تلوالوصية في امور شتى مظهرا اهتماما عظيم بتبليغ احكام الدين ومبديا اهتماما بليغا بحال المسلمين بعد رحيله

لقد حذر النبي (ص) المسلمين من الاختلاف ومغبة الفتن قائلا :اقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ...وقوله هاهنا قرن الشيطان ..وكان يشير الى اقوام

فهل كان النبي (ص)لايرى لولي الامر من بعده اثر في نجاة الامة ولم الشمل والسير على هداه وتجنب اختلاف الناس وافتتان الاعراب من هذه الفتن والمدلهمات واذا ما حلت بهم الافات ..؟ ام كان ادراكه (ص)قد صر –وحاشاه الله- عن ادراك هذا الامر وان حرصه قد وشل فادركه غيره (ابوبكر) وفهمه(عمر) وحرص عليه (معاوية) ..فطن اليه بنوامية وال معيط وبنوا العباس وباقي مسلسل الخلفاء من الصبيان والمغنيين والمأبونين والمتهتكين ..؟

وهل الامر الذي صدر به الوحي موجبا طاعة اولي الامر لم كن النبي (ص) يرى انه يوجب عليه تنصيب خليفة ووليا لامر المسلمين ..؟ ام كان يرى ان الله يكلف الناس فوق طاقتهم فيوقعهم بعد نبيهم في الاختلاف والتنازع والفتن.؟

لقد ثيت بما لايدع مجال للريب ولا لنصيب من الشك ان النبي(ص) ما كان يخرج من المدينة لغزوةولاي امر الاويعين عليها شخصا خليفة له ريثما يعود ..فهل كان النبي(ص) يرى اهمية الوالي على المسلمين في غيابه الصغير في حياته ولم يكن يرى اهمية في تولية امر الامة لولي في غيابه الطويل بعد وفاته والامة حديثة عهد بالاسلام وكثرة اهل النفاق روالريب والشقاق ..؟؟!!!

فما هذا القول..من عدم الوصية والتولية ..؟واي عقل سليم يحكم به ؟واي حكم يمكن لمساحته ..؟ واي مصلحةتعود على الاسلام والمسلمين من فعل كهذا .؟ وما هي نتيجة اوماينجم عنه غير الخلاف والنزاع والخصام وبروز قرن الشيطان كما حدث في السقيفة ...فما اخطر سبيل على العلماء من زج انفسهم في تبرير زائف وتخريف فاضح لايسمن ولايغني من جوع عن الحقيقة ..؟

ومن هنا فكيف يسهل على العقل الساذج والفكر السقيم الدعوى بالقول بان النبي (ص) مابين سحرها ونحرها لم يوصي بشيء..؟!وكيف تستقيم النفوس وتسكن العقول الى القول بان النبي (ص)لم يستخلف أحدا من بعده وذهب لايلوي من حال المسلمين في غيابه على شيء ؟! وكيف يترك الناس يتناوشهم ذئبان الاعراب واصحاب النفاق من ظهر منهم ومن ابطن وما يتربص به اليهود وما يترصدهم اهل الكفر والحقد منهم على الاسلام ..؟ أتهموه زورا وباطلا بانه ترك امته بلا راع عرضة للاختلاف والتطاحن والقتال وهذا اتهام له بترك الواجب .اتهموه بها وهوالرحيم الرؤوف بالمؤمنين (لقد جاء كم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم) التوبة 128

 فهل ان طغاة الخلفاء وجبابرة الحكام وولاة الجوراكثر رحمتاواشدحرصاواعمق فهما من المصطفى (ص) فلم يترك منهم احدا الا وعقد البيعة لمن بعدهم وينصبه ولي للعهد حتى اذا حدث بهم حادثة اونازلة قاموا مقامهم ولتصريف شؤن الرعية ..؟

واخيرا الامر الالهي البالغ الشدة بتنصيب الامام عليا خليفة من بعده (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك فان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) انها اشد واقوى اية في الذكر الحكيم في خطاب النبي (ص) الى هذه الدرجة من الفورية وعدم التراخي وعدم خشية اهل الريب ومن مردوا على النفاق بحيث قرن تنصيب عليا خليفتا من بعده بعدم تبليغ الرسالة الخاتمة للناس كافة حتى يرث الله الارض ومن عليها ..وان حاول علماء السنة حرفها عن واقعهافي قيادة المسيرة الاسلامية وحصرها في اضيق نطاق من انفاذ وصية الرسول وانه الاخ والمولى ...انظر تفسير روح المعاني للالوسي

ونردعلى الذين يتسولون على تزيف الحق ويتاجرون بالدين بثمن بخس بقوله سبحانه :( والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهوغذاب شديد ) الشورى:16

 الخلافة الالهية

ان الخلافة والامامة في نصوص الذكر الحكيم وفي مفهوم اهل البيت انها امتداد للنبوة ويلزمها ما للنبي (ص)من مؤاهلات وقدرات كما ويلاحظ ان الإمام والأئمة قد ورد ذكره في القرآن الكريم في( اثني عشر) مورداً وهذا ما اكد عليه النبي (ص) من عدد الخلفاء من بعده من اهل بيته (اثنى عشر) خليفة وان حرفها القوم مدعين عدم سماع اخر كلامة وقالوا كلهم من قريش .ثانيا كذلك يؤكد القرآن وبكل وضوح وجلاءلا لبس فيه ان مفردتي ( الإمام، الأئمة) قد جاءت مسبوقتين غالبا بالجعل الالهي التشريعي ،حيث جاء في الذكر الحكيم: (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدى الظلمين) سورة البقرة، الآية : 124.

ثالثا:مما ثبت في الرسالات ان الامامة اوالخلافة هي جعل الهى يخص به من عباده ما يشاء لاتختلف عن جعل الرسل والانبياء ولادخل بها للانسان على الاطلاق ولاهي من خياراته ولا ظمن وظائفه واجباته وانها امتداد للنبوة في تحمل المسؤلية ومواصلة تبليغها هذا ما بينه الذكر الحكيم وانه لاينال عهده بالامامة وهذا المنصب اللهي الخلافة الظالمون.

رابعا:وهذا الجعل الالهي يلزمه العصمة من الزلل والخطاء وهذا ثابت في مذهب اهل البيت وقد حررت فيه مباحث كثيرة ومناضرات وامحاججات مشفوعة بانصوص وبلدليل ومنطق العقل واني ارى ان علماء اهل السنة يقولون به ويجمعون عليه وان لم يصرحوا به فمن يقراء كتبهم في السيرة والمدونات الرجالية والجرح والتعديل نلاحظهم ليس فقط يطرون ويمدحون ويذكرون فضائل ائمة اهل البيت وحل معظلات الامور بل ويذكرون كذلك عدم صدور من اي احد منهم على الاطلاق اي خطأ وسهوواي شيء يخل بالعدالة..فهذه هي العصمة

خامسا:وجوب الطاعة المحضة والتسليم الكامل للامام المعصوم في اوامره ونواهيه كاطاعة الرسول قال عز من قائل في محكم كتابه:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الأَْمْرِ) النساء 59

وسادسا: كثرة وصايا النبي (ص) للامة في اهل بيته ولعل اهمها واشهرها حديث الثقلين جاء عن رسول الله(ص) ( اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ولن يفترقى حتى يردا علي الحوض )وهذا الحديث المتواتر الذي رواه العشرات من الصحابه عن رسول الله (ص) وهناك احاديث اخرى ضمن هذا السياق ك(الله الله في اهل بيتي فلاتعلموهم فانهم اعلم منكم ..)

سابعا :حديث الغدير(غدير خم)الذي هواشهر من نار على علم والذي بايعة الامة فيه الامام علي ..وقد رفعه النبي (ص)وقال الهم وال من والاه وعادي من عاداه ...وكان (ص) يختم كل فقرة من الحديث بالهم اشهد واليبلغ الحاضر الغائب ..ومن اراد الاطلاع على المزيد فعليه بمصنف العلامة المحقق الكبير الاميني في موسعته (الغدير)

قال: الامام علي :(ان رسول الله (ص) خلف فيكم ما خلف الانبياء في اممهم ) نهج البلاغه الخطبه الاولى

الرسالةوالامامة

كانت الرسالات السماوية السابقة تعتمد في استمرار مسيرتها وادامة حركتها وبقاء دعوتها على توارث ثلة من الانبياء الذين يأتون بعد كل نبي من الانبياء اولى العزم يتحملون المسؤولية في حمل اعباء الرسالة ومواصلة حركتها في المجتمع على مستوى القيادة والتطبيق والتفسير والاسوة الحسنة .

وان النصوص تؤكد ان لكل نبي وصي من اهله يكمل مشواره ويقوم مقامه فقد صرح القران بخلافة سليمان لداود ..لكن المستغرب ان علماء السنة لايولون هذا الامر اهميته ولا يعطونه احقيته بل يجعلونها هلامية وفي دائرة تصريف الوصي لامور النبي الخاصة من بعده اوفي اهله والعائلة حتى لايصطدم مع ما تفانوا في اثباته بكل وسيلة من ان النبي (ص)ترك امر الامامة الى الامة لتبريرشرعية من قفزعليها من الخلفاء ...!

 ولكن الرسالة الخاتمة التي هي اعظم هذه الرسالات وافضلها وارادة الله لها الاستمرار والبقاء الى قيام يوم الدين ومواصلة الهداية والتجديد والعطاء ونشر الرسالة لكافة البشر يلاحظ فيها أنها رسالة لايوجد فيها نبي بعد الرسول الاعظم (ص) من يتمم مسيرتها وتحمل مسؤولياتها الى اخر الزمان .. الا ماورد من نصوص مقدسة متواترة في حق الامام علي وذريته وفي مناسبات متعددة كقول النبي (ص)للحسنين وهم صغارلم يبلغى الحلم بعد :( الحسن والحسين امامان قاما وقعدا)فالامامة لهم فرض لازم لايجحدها الا جاحدا لنبوة جدهم المصطفى (ص)

تأويل وتبرير النصوص المحرجة

في مقدمة النصوص التي احرجت القوم واضطروا الة تأويلها بكل مكر ودهاء تلك النصوص الواردة في مقام الامام علي واهل البيت التي هي صحيحة حتى حسب قواعدهم التي وضعوها لتصحيح الحديث

فهذه النصوص تضع مقام الامام علي في مكانة خاصة لاتدانى وترفعه فوق جميع الصحابة بل لايمكن قياس احدا منهم به كما وتكشف ان لاهل البيت دورا خاصا في واقع الامة وتبين سموا مقامهم وعظيم شانهم وثقل مكانتهم المعادل لكتاب الله سبحانه ..لكن حالت السياسة واطماع الدنيا دون بروزه

حديث المنزلة

المرجفون بعلي كثار سواء في زمانه ام في ازمان لاحقة من بعده وفي قضية مشهورة من استخلاف النبي (ص) في غزوة تبوك وما اثاروه حوله وهوالصابر الثابت حتى لحق المصطفى وابداه ماثيره القوم حوله فكان قول النبي (ص)فيه فصل الخصام :(ياعلي اما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) صحيح البخاري ج3ص58ح 3503 والمستدر للحاكم ج3ص109 و133وو337 ويرويه مسلم في صحيحه لكن نجده يعلق عليه تعليقا ماكرا يقول :(والمستدل بهذا الحديث على خلافة علي ان الخلافة بعد رسول الله (ص) زائغ عن منهج الصواب فان الخلافة من الاهل في حياته لاتقضي الخلافة من الامة بعد مماته) صحيح مسلم شرح النووي كتاب فضائل الصحابة باب مناقب علي ويضيف ابن حجر خبثا :(واستدل –اي بهذا الحديث- على استحقاق علي للخلافة دون غيره من الصحابة فان هارون كان خليفة موسى واجيب بان هارون لم يكن خليفة موسى الا في حياته لابعد مماته لانه مات قبل موسى باتفاق )فتح الباري على صحيح البخاري :7 /74

حديث الغدير

لقد اصيب القوم باحباط واسقط مافي ايديهم من وسائل التبرير فالملاحظ انهم في حيرة من امرهم بعد ان اعيتهم الحجج الدامغة والاحاديث المتواترة والمجمع عليها من قبل الامة وان ساداتهم شهودا عليها بما صفقة ايديهم عليه من البيعة للامام علي في غدير خم وما انطوت عليه انفسهم من الغل ونكث العهد الموثوق بعد ذلك ..فلضؤب هذا النص وتحطيمهم –وحاشا ان يجعل الله لهم ذلك- نجدهم استفرغوا وسعهم فما جادة به قرائحهم غير تأويل المعنى وصرفه عن مقصوده باهل البيت فيلاحظ اضطرابهم وتذبذبهم فمرة يعرفونهم في حدود (علي وفاطمة والحسن والحسين) كما أقر بذلك مسلم في اية المباهلة مع رهبان نجران انظر شرح مسلم للنووي وتارة يعرفونهم بأل علي وأل عقيل وأل جعفر وأل العباس انظر شرح مسلم للنووي وتارة اخرى يدخلون معهم نساء النبي(ص) وتارة يخرجونهم كما هوواضح من اجابتين متناقضتين لسؤال واحد في رواية واحدة انظر شرح مسلم للنووي ..والهدف من ذلك هوتميع فكرة ال البيت وتشتيتها بين نساء النبي (ص) وبين هاشم فتتشتت القدوة امام المسلمين ويفتح الباب بالتالي امام القدوة الفاسدة لتحل محلهم وصرف المعنى المخصص بهم الى غيرهم واشراك الاخر بما ليس به ولا فيه كيد وحقدا وحسدا لاهل البيت

الى غيرها من الاحاديث النبوية الشريفة في ائمة اهل البيت ومدار اطاعتهم واخذ الاحكام منهم

ورغم نصب ابن حجر ومجانبته لاهل البيت الا انه لايسعه انكار فضلهم واحقيتهم حسب مايرويه من نصوص فقد جاء في الصواعق المحرقه لابن حجر ص90 قال (ص):( في كل خلف من امتي عدول من اهل بيتي ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ألا وإن أئمتكم وفدكم إلى الله فانظروا من توفدون)،اخرج الطبراني في حديث الثقلين ونقله عنه ابن حجر في تفسير الايه الرابعه (وقفوهم انهم مسؤولون) من الايات التي اوردهلا في الباب 11 من صواعقه ص89 وقال (ص) (فلا تقدموهم فتهلكوا ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ولا تعلموهم فانهم اعلم منكم )

وهنا تطرح تساؤلات :

وهي ماهي ضرورة وجود الامامة في مسار الرسالة الخاتمه

ولماذا كان ادامة واستمرار الرسالة في خصوص ائمة اهل لبيت ودور الامامة وضرورتها من اجل ملء الفراغ الرسالي للرسالة الخاتمة وابدية مسؤولياتها بعمر البشرية

ولماذا اختصت الامامة بخصوص الائمة الاثنى عشر من اهل البيت فقط واختصاص اهل البيت بهذا الدور دون غيرهم من الناس وتفسير هذا الاختصاص وهل انه مجرد اصطفاء غيبي دون وجود تفسير له علاقة بحركة البشرية وثم وجود الارتباط بين الامر الاول والثاني

وهذ يعني ان للظواهر الالهية مصالح وحكمة بالغة تفسرها وليس ظواهر اعتباطية ومجرد قضايا تعبدية. وبما ان ارادة الله قد قضت ان تتحمل هذه الرسالة الالهية الاستمروالدوام اكثر مما اريد للرسالات السماوية الاخرى ..وبما ان حياة الرسول (ص) كان عمره لم يتجاوز الرابعة والستين فهواذن قصيرجدا ومحدد بالنسبة الى عمر وطول الرسالة نفسها ولم يستمر عمره باستمرار الرسالة ..ولم يكن من اهلة وذريته انبياء ماصطفاهم الله لاتمام وتكميل الرسالة الخاتمة الخالدة للناس كافة ...لكن النبي نصب اهل بيته لتولي هذه النهمة الخطيرة والمسؤولية العظيمة في استمرار وبقاء الرسالة

الاهداف في ادوار ائمة اهل البيت وهي تبين محتوى نظرية الامامة في مدرسة اهل البيت وخصوصية مقعهم منها وبالرجوع الى النصوص ذات العلاقة ببلورة وتشخيص هذا الادوار وهي

اولا:حفظ الحياة الانسانية لكونهم امان لاهل الرض وان الارض بدون حجة تسيخ باهلها.

ثانيا:قيادة مسؤولية الحكم الاسلامي وولاية الامر.

ثالثا: تجسيد القدوة والاسوة في السلوك الاسلامي.

رابعا:ان الواقع الاسلامي يجمع على عصمة الائمة الاثنى عشر لعدم تسجيل اي نقطة مهما كانت صغيرة تقدح فيهم رغم تربص الاعادي بهم للظفر ولوبسقطة واحدة.

وسوف نعرض للمحات من خلافة الامام علي –بعد حلقات خلافة السقيفة- لما تميزة به شخصية الامام من قدرات ومؤهلات فريدة اولا ومن مشاركة جماهيرية غير مسبوقة من قبل ثانيا وفي انتخابه بالاقتراع المباشر (البيعة) ثالثا ورابعا الغائه لكافة القوانين المنافية للعدالة (العطاء الطبقي)وخامسا اصلاحه لمؤسسة الخلافة وتنظيمات الدولة وبالخصوص الاجهزة الامنية والضرائب (الخراج) سادسا منح الحقوق لكافة المملل والطوائف (حقوق الانسان) والتاكيد على مفهوم التسامح في المجتمع الاسلامي وصون حرية الفكر سابعا فتقه للعلوم والمعارف وجعله حقا مشاعا للناس كافة ثامنا فسح المجال للمشاركة الجماهيرية في الرقابة والنقد(عهد مالك الاشتر) تاسعا ماحفلت به خلافته من حروب وخروج على الشرعية (الجمل وصفين والخوارج)ووضعه لقوانين محاربة الباغي لكن لم تستغل هذه لفرض قوانين استثنائية وطوارء للقمع وارهاب الامة كما يتذرع به المستبدين لفرض تسلطهم لاسكات الاخرين عاشرا وحيث تبقى خلافته وترا فذا لم يشفع ونموذجا فريدا طوال قرون الخلافة الاسلامية

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com