|
الحرب على الحركات الجهادية في 31/07/2007، قال مايكل اوهانولون الخبير في معهد بروكينغز لوكالة فرانس برس إن الجيش الأمريكي أحرز تقدما كبيرا في مكافحة القاعدة في العراق، وان هذا النجاح هو بالتأكيد الخبر السار الرئيسي على الجبهة العسكرية، وان مكافحة تنظيم القاعدة ازداد فاعلية بفضل تعاون العراقيين، وقدر مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأمريكية، إن عدد عناصر تنظيم القاعدة في العراق لا يتعدى بضع مئات غير انه في وسعها تجنيد عناصر جدد من بين آلاف المقاتلين من الجماعات الأخرى، وبحسب قادة عسكريين أميركيين آخرين، فان التنظيم تقوده مجموعة صغيرة من المقاتلين العرب، في حين يشكل العراقيون 95% من مقاتليه. في 08/01/2006، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن دبلوماسي غربي وسياسي عراقي واحد قادة الفصائل المسلحة، أن مسؤولين أميركيين يجرون محادثات مع بعض قادة المقاومة في العراق في محاولة لإدخال الفصائل العراقية في العملية السياسية وتحييد تنظيم القاعدة بزعامة الزرقاوي، وان مسؤولين أمريكيين قد بدؤوا فعلا مفاوضات مباشرة مع قادة ميدانيين، إضافة إلى كبار قادتهم عبر وسطاء، وأوضحت الصحيفة أن هذه المفاوضات تهدف إلى الاستفادة من الخلافات بينهما، واستغلال فرصة الاشتباكات التي تدور بين الحين والآخر في اليوسفية والتاجي والقائم والرمادي، والتي تصاعدت في الأشهر الأخيرة. وكانت عواصم عربية وأجنبية إضافة إلى سجني بوكا وأبو غريب، قد شهدت جولات من التفاوض مع الأمريكان، كاجتماع بيروت أواخر تموز 2005، واستضافت موسكو حوارا بين قيادات بعثية وسياسيين أمريكان، كما شهدت عمان حوارات مع شيوخ عشائر من الأنبار ادعوا قدرتهم على التأثير الفاعل على قادة فصائل المقاومة، إلا أن أهم اللقاءات تلك التي جرت برعاية مصرية في شرم الشيخ على هامش المؤتمر حول العراق وحضرها مقربون من المقاومة الإسلامية الوطنية كان لهم الأثر في الهدنة التي شهدتها انتخابات 15/12/2005. لابد من التذكير انه بعد سنوات ثلاثة من الاستنزاف والخسائر الأمريكية انتقلت الحرب بينها وبين المقاومة إلى شكل من أشكال متعددة من الحرب المخابراتية التي قادها نيغروبونتي واحمد الجلبي وقادة أكراد وفيلق بدر الذي سيطر على الأجهزة الأمنية العراقية فور وقوع الاحتلال، ومن بين تلك الأشكال فرق الموت، ففعلت ما لم يعد خافيا على احد، حتى اكتشف الأمريكان إن فرق الموت التي أعدت لإشعال فتيل حرب أهلية، ومواجهة المجاهدين بواسطة الميليشيات بقيادة أمريكية، اكتشفوا أن خطة النصر البديلة هذه قد انقلبت ضدهم، فولاء فرق الموت هذه التي أنشاها نغروبونتي ليس لبلاده وإنما لإيران، كما هو ولاء السياسيين الذين استجلبتهم معها إلى العراق، وان ما تحقق من نصر لهم في الانبار التي باتت أكثر أمنا على الأمريكان من واشنطن بعد إن كان مجرد ذكر اسمها يثير الرعب في نفوس الأعداء بمن فيهم جورج بوش نفسه، هذا العدو اعجز من أن يحقق نصره في الانبار وهو لم يحققه، بل إن مجلس الإنقاذ بمن معه من شيوخ العشائر، وحماس العراق والحزب الإسلامي وصحوة الانبار والجيش الإسلامي وحركة جامع وغير هؤلاء، وبالأخص الإغراءات المالية عن طريق التعهدات والمقاولات الذي اثبت العراقي أمامها ضعفا لا يصدق، هؤلاء جميعا هم من أنجز النصر الأمريكي وليس الجندي الأمريكي. وحسب موقع نيويورك تايمز على الانترنت فإن السفير زلماي زاده الذي عين سفيراً لبلاده في بغداد في حزيران 2005 التقى ممثلين عن مجموعات المتمردين لإقناعهم بالإنضمام إلى العملية السياسية الجارية في العراق، وقال إن هذه اللقاءات تمت بعد الإنتخابات الأخيرة وقبل أحداث سامراء شباط 2006 وبعدها، وهي المرة الأولى التي يعلن فيها مسؤول أمريكي عن لقاءات مع فصائل المقاومة، أما صحيفة لوس أنجلس تايمز فقد ذكرت في عددها الصادر في 28/3/2007 إن قادة أمريكان ومسؤولين حكوميين عراقيين اجروا لقاءات مع القيادة العامة للقوات المسلحة الجناح العسكري لتنظيم عزت الدوري، وتضيف الصحيفة، إن هذه اللقاءات جرت بعد تلقي الجماعات المسلحة طلبات مباشرة من حكومات عربية لها علاقات معها نصحتها بضرورة إلقاء السلاح والإنخراط في العملية السياسية، أما صحيفة القدس العربي فقد نشرت في 10/10/2007 إن علي لاريجاني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني كشف إن لدى بلاده معلومات عن محادثات أجراها مسؤولون أمريكيون مع عزت الدوري نائب الرئيس العراقي السابق الذي يقال بأنه يقود بعض الجماعات المسلحة في العراق واعتبارها تمثل كارثة للشعب العراقي. نشرت صحيفة الصباح الرسمية الصادرة في بغداد في 22/6/2007 نقلاً عن موفق الربيعي مستشار الأمن القومي قوله، إن مفاوضات غير رسمية جرت بين جميع الفصائل المسلحة بإستثناء القاعدة وبين الجنرال البريطاني السابق غرايام لامب الذي يلعب دور المنسق الوسيط في هذه المفاوضات، وان الحكومة العراقية وفرت مناخاً ملائماً لعقدها، وخولت الضابط البريطاني الصلاحيات التي تساعده على انجاز مهمته والوصول إلى حلول مرضية، وان اغلب الإجتماعات عقدت في السفارة البريطانية وان الحكومة العراقية على إطلاع كامل بمجرياتها وتفاصيلها، مؤكداً أن قسماً من الإجتماعات عقد في إقليم كردستان والقسم الآخر خارج العراق، وأكد إن هذه الجماعات أبدت رغبتها في الإنخراط في العملية السياسية، والحصول على دور في الدولة والأجهزة الأمنية إضافة إلى صدور عفو عام عن جميع المطلوبين والسجناء. وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد أشارت في تحقيق صحفي، إن السفير الأمريكي زلماي خليل زادة كان قد زار الأردن مطلع عام 2006 وأجرى محادثات مع ممثلين من الجيش الإسلامي وكتائب ثورة العشرين، وحسب الصحيفة فإن زادة رفض إعطاء المزيد من التفاصيل حول مضمون المحادثات، أما صحيفة الحياة اللندنية فقد نشرت في عددها الصادر في 20/3/2007 نقلاً عن مقربين من الجماعات المسلحة إن سبعة فصائل مسلحة تنشط في الانبار وديالى وصلاح الدين عقدوا لقاءات مع مسؤولين حكوميين تركزت على التعاون بين الطرفين لمحاربة تنظيم القاعدة، وأكد اللواء رياض الشمري حضور ممثلين عن الفصائل السبعة إلى بغداد قبل أيام حيث عقدوا تلك اللقاءات، وأكد أبو احمد الجبوري أحد المسؤولين في محافظة صلاح الدين في إتصال مع الحياة، مقاومة الجيش الإسلامي مشروع دولة العراق الإسلامية، وان عشائر المحافظة قد بايعت الجيش الإسلامي، وأوضح إن الحكومة المحلية في المحافظة تلعب دور الوسيط بين الجيش الإسلامي والحكومة. وكانت صحيفة الحياة قد نقلت عن أبو وسام الجشعمي القيادي في حزب البعث عبر اتصال هاتفي قوله، إن الاتفاق الأخير بين حكومة المالكي وقيادات بعثية في سورية جاء بعد مفاوضات طويلة اضطلع بها مسؤولون عراقيون لأكثر من عام بطريقة مباشرة أو عبر وسطاء، واغلبها كانت بقيادة وزير الحوار الوطني أكرم الحكيم، وهو ما أكده سعد المطلبي مسؤول العلاقات الدولية في وزارة الدولة لشؤون الحوار الوطني في مقابلة أجرتها معه قناة بي بي سي. إن مفتاح التغلب على الحركات الجهادية عموما، هو التعرف على مراكز القوى والضعف فيها، بحيث يمكن التغلب على القوى من خلال التعامل مع الضعيف والتعاون معه واستغلاله، هذا من وجهة نظر أمريكية، وبغض النظر عن تجاوزات تنظيم القاعدة، فان على الولايات المتحدة إن أرادت كسب الصراع في العراق وحسمه، تحييد القاعدة من خلال عزلها على اعتبار أنها تنظيم وافد أساء للشعب العراقي سنة وشيعة، وساهم في تشويه صورتي المقاومة والجهاد والمجاهدين، وهو يحمل مشروعا يتجاوز حدود العراق الجغرافية، وهذه إحدى النقاط التي تمكنت الولايات المتحدة من استثمارها، وجندت لهذا عراقيين يتصدرون الواجهات السياسية والدينية للعرب السنّة، ومقربون في ذات الوقت من فصائل المقاومة الإسلامية الوطنية كنائب الرئيس الحالي طارق الهاشمي بصفته رئيسا للحزب الإسلامي العراقي، وسلام زكم الزوبعي وخلف العليان وغيرهم، ولم يكن الأمر مقتصرا على ما ذكرناه، إذ سبق للهاشمي أن صرح بأن حكومته مستعدة للتفاوض مع جميع الفصائل باستثناء القاعدة، وقالت صحيفة لوس أنجلس تايمز في 28/3/2007 نقلاً عن أبو بكر القيادي في كتائب ثورة العشرين قوله، اتفقنا في السابق مع تنظيم القاعدة على مقاتلة الإحتلال، لكننا مختلفون معها بشأن موضوع استهداف المدنيين وأماكن العبادة، ونحن نستنكر أفعال القاعدة، فيما ذكر خلف العليان عضو البرلمان العراقي، إن كل الجماعات المسلحة على خلاف مع تنظيم القاعدة، فالقاعدة لها أجندة عالمية وليست عراقية، وقد استهدفت العديد من قادة الجماعات المسلحة، بل ان آخرين صاروا يسوغون حديثا عبر الفضائيات أو من خلال جولاتهم في العواصم المجاورة حيث يقيم قادة تلك الفصائل أو من يمثلونهم، عن ضرورة العمل على خلق عراق قوي مستقل يحكمه السنّة من أهله وليس الوافدون من إيران أو من دول عربية أو غيرها بعد 09/04/2003، وعن ضرورة التعايش السني الشيعي ضد التشيع الصفوي أو الوجود الفارسي والنفوذ الإيراني. في مقابل ما اشرنا إليه من ضرورة عزل تنظيم القاعدة الوافد وتحييده حتى وان سلمنا جدلا بأنه صراع بين الإسلام والكفر كما تقول القاعدة، أو كما هي حقيقته، وهو الصراع الذي شارك فيه اغلب قادة وقياديي فصائل المقاومة الإسلامية الوطنية الحالية في العراق حين كان بين الإسلام (تنظيم القاعدة) وبين الكفر (الاتحاد السوفيتي السابق)، وحين كان يتوافق مع الرغبة الأمريكية في ظل الحرب الباردة بينها وبين الإتحاد السوفيتي السابق، إلا أننا كعراقيين يجب أن لا يعنينا هذا الصراع بأي شكل كان، حتى وان كنا مسلمون سلفيون أم صوفيون أم وسطيون، فالصراع هو بين تنظيم القاعدة والولايات المتحدة حصرا، هذه من وجهة نظري خلاصة الأفكار التي أراد العدو الأمريكي تسويقها عبر رجالاته في العراق، وهؤلاء منهم من هو قريب من أدق تفاصيل العمل المسلح، أو انه سبق وان كان يوما ما في أحد فصائله، أو تربطه صلات عشائرية مع بعض قادة الفصائل، أو إنهما ينهلان من معين فكري واحد كالفصائل المحسوبة على فكر الحزب الإسلامي العراقي أو المجيرة له، أو حتى انه كان من القيادات المتقدمة في الفصائل قبل دخوله في العملية السياسية بدعوى خدمة أهل السنّة كما يبرر، أو عدم ترك الساحة السياسية للآخرين، أو دخوله دخولا مزدوجا أي بمعنى العمل من داخل العملية السياسية لخدمة مشروعه المقاوم، وغير هذا من الدوافع التي وجد أو وجدوا فيها مبررا يسوغ لهم ذلك ويجنبهم الاستهداف من قبل الفصائل الجهادية، على اعتبار إن الدخول في العملية السياسية يصب في خدمة مشروع العدو الأمريكي. وفي توقيت متزامن شاركت مجلة العصر بنشر وثائق سرية من وثائق جهاز المخابرات العراقية، قالت إنها حصلت عليها من شخصيات سنية عراقية تكشف عن العلاقة بين تنظيم القاعدة وإيران، ومن ضمنها واحدة تتعلق بإشراف عبدالهادي العراقي المعتقل حاليا لدى الأمريكان على تمويل القاعدة في محافظتي نينوى والتأميم وتكشف عن تواجده في معسكر تدريب 30 كم شمال ضريح الخميني يتدرب فيه بصورة مشتركة عناصر من تنظيم القاعدة ومن حزب الله اللبناني ومن جيش المهدي، ولم يرد تنظيم القاعدة على ما نشرته مجلة العصر، فيما أصدرت بيانا في 22/02/2007 يحذر من التعامل مع قناة الزوراء والكاتب العراقي سمير عبيد متهما إياهما بالتحريض على الفرقة بين الإخوة المجاهدين، حسب موقع وكالة الملف برس، ولم يتم نشر هذا البيان في المواقع المعروفة التي تقوم بنشر بيانات القاعدة، خاصة شبكة الحسبة وشبكة البراق ومنتدى التجديد، كما شاركت في الحملة مواقع مهمة كالمختصر ومفكرة الإسلام وغيرهما.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |