|
|
|
لماذا تهمشون المرأة ولا تعطوها الرئاسة غفار العراقي ليس تراجعا عن ما قلته في مقالي السابق (صولة النسوان) لأنني لا اكتب شيئا إلا إذا كنت مقتنعا به 100%، كما اني لا استعطف أو أتغزل بالمرأة التي ردت على مقالي بدون فهم قصدي الحقيقي لأنني لم اك يوما ظالما للمرأة بل ان زملائي في الجامعة كانوا ينادوني بنصير النساء لشدة دفاعي عنها والانتصار لمظلوميتها . لقد طالبت في مقالات سابقة وفي بعض الأحاديث والندوات والمؤتمرات التي حضرتها بان يكون للمرأة حصة اكبر من تلك التي أقرتها الجمعية الوطنية السابقة والبالغة 25% من المقاعد، فانا مقتنع تماما بان لا عدالة ولا مساواة في تلك النسبة، فليس من المعقول ان يحجّم نصف المجتمع ويحدد بنسبة ثابتة لا تقل ولا تزيد، وهذا بطبيعة الحال ظلم للطرفين، واقصد المجتمع والمرأة على حد سواء . فلو أراد المجتمع أن يرفض المرأة ولا ينتخب ولا واحدة فالدستور لا يسمح له لان هناك وجوبا عليه بانتخابها وهذا لعمري ظلم للمجتمع أكيدا ! أما الظلم الواقع على المرأة فهي حتى لو تغيرت نظرة المجتمع إليها وأثبتت كفاءة ونزاهة وعلمية متميزة تهيئها لاعتلاء مناصب البرلمان برمتها، فالدستور الغريب العجيب أيضا يمنع ذلك فهو قد حدد النسبة مسبقا وهذا هو الظلم الكبير على المرأة بالتأكيد ! وأنا لا أتكلم هنا من وحي الخيال أو العاطفة أو التمني فالتاريخ والشواهد كثيرة جدا وأكثر من أن تحصى فالمرأة كانت ولا تزال قادرة على صناعة الحياة وصناعة الأمل وصناعة التاريخ . ولو أردنا أن نتطرق قليلا لبعض الأمثلة فهناك نساء قد جعلن الزمن والقدر والرجل يسجد تحت أقدامهن بسبب قوة القلب وصلابة الشخصية، فكلنا نعلم ان الإسلام هذا الدين العظيم الذي ملأ الأرض والسماء ما كان ولا قام إلا بسيف علي وأموال خديجة زوجة الرسول الأعظم تلك المرأة التي أثبتت للعالم وللتاريخ الإنساني ان النساء تصنع الحياة وتصنع التاريخ كما هو الرجل بل أفضل، كذلك فان تلك المرأة التي عاشت محنة من أعظم المحن والمصائب في التاريخ الإنساني وهي زينب بنت علي بن أبي طالب التي كانت بحق وزيرة للإعلام والثقافة في واقعة الطف العظيمة والتي لولاها ولولا نقلها لما جرى ولولا موقفها أمام أعتى طاغية لاندرست ثورة الإمام الحسين ولم يصل إلينا ما يفيد أو ينفع من دروس وعبر لازال القادة العظام والثوار الكبار ينتهجون نهجها ويسيرون على هداها . وفي العصر الحديث نجد ان سيدة الهند انديرا غاندي قد صنعت مع أبيها تاريخ الهند العظيم ولم تتنازل عن مبادئها التي دفعت ثمنها حياتها، وقبل أشهر فارقت الحياة إحدى تلك النساء ممن صنعن تاريخ باكستان ابنة العائلة القيادية بنازير بوتو التي قضت برصاص الاغتيال المصنوعة خصيصا للثوار والأبطال، أما من النساء العراقيات فنجد أن القاصة الأولى والسياسية الأولى والفقيهة الأولى في العراق والوطن العربي السيدة الشهيدة آمنة الصدر قد خطّت اسمها بأحرف الذهب والنور فكان تاريخها قدوة لكل النساء الطاهرات المثقفات في العالم . وفي زمننا الحاضر يلمع اسم العالمة المعمارية الفذة المهندسة زها حديد التي تفتخر الدول بما صنعت هذه العراقية من فن معماري أصبح حديث الصحافة والعلماء والخبراء والمختصين . ان المشكلة التي تعترض البرلمان العراقي اليوم وهي كيفية وضع خطة لتحصل المرأة على حصتها المحددة والثابتة 25% تحل بعدة طرق وليس فقط بان تكون القائمة الانتخابية مغلقة كما تطالب بعض الكتل البرلمانية ومن بينها كتلة التحالف الكردستاني بزعمهم ان القائمة المفتوحة لا تتيح للمرأة تلك النسبة لأنهم يتصورون مسبقا أنها سوف لن تحصل على أصوات الناخبين وهذا كلام غير صحيح بل انه تجنّي على المرأة العراقية العظيمة التي كان ولازال تاريخها ناصعا والدليل الكبير على ذلك أننا وعلى طول الحكومات المتعاقبة بعد سقوط نظام البعث وجدنا أن الفساد الإداري والمالي صار صفة وعلامة واضحة لأعضاء البرلمان والوزراء والقادة حتى أصبح العراق يتبوأ مركزا متقدما في التصنيف العالمي للفساد ورغم كل ذلك لم نسمع ان للمرأة حصة فيه ولم نسمع ان هناك وزيرة أو نائبة قد تعاقدت بملايين الدولارات على شراء آليات وهمية او أنها قد تواطئت مع شركات عربية أو عالمية لإدخال مواد غير صالحة للاستهلاك البشري لتوزيعها ضمن مفردات الحصة التموينية، ولم نسمع ان نائبة لديها فرق موت تقتل المعارضين لسياستها، بل بالعكس فقد كانت المرأة هي المدافعة عن حقوق الإنسان وهي الناطقة دوما والمطالبة بضرورة توفير كل مستلزمات العيش الرغيد لأبناء الشعب المحروم ولا أنسى تلك الصرخة العراقية من النائبة العراقية البطلة شذى الموسوي حين انفجرت بأعضاء المجلس (الموقر) ورئيسه حين طالبت بضرورة محاسبة المقصرين أيا كانوا ومهما كانت صفتهم اثر تقرير لجنة تقصي الحقائق عن وضع محافظة ديالى التي وصل الأمر فيها إلى حد يشيب له فود الرضيع، وكذلك النائبة الرافضة للظلم مريم الريس التي ما انفكت تنتقد وترفض كل الأساليب الملتوية التي تمارس لتمشية بعض القوانين الضارة بالدولة العراقية وشعبها لدرجة فقدت وظيفة يسيل لها لعاب الكثير من الرجال، ولا ننسى السيدة سلامة الخفاجي التي ضحت بالغالي والنفيس في سبيل الانتصار لعدالة القضية العراقية ولم يوقف مسيرتها كل الضغوط المأساوية التي مرت بها أيام محنتها مع الإرهابيين، او تلك النائبة التي أوضحت ان راتب البرلماني يساوي راتب ثلاثين معلما ! والقائمة تطول والنساء المتميزات كثيرات بل ان بعض نساء البرلمان يمكن اعتبارهن أفضل من الكثير من رجاله وكما قال الشاعر : ولو أن النساء كمن عنينا لفضلت النساء على الرجال لذا فانا أضع مجموعة حلول لمشكلة النسبة الثابتة الظالمة وهي أما أن تكون الحصة 50% في القائمة المغلقة وأما أن تكون حصة مفتوحة في قائمة مفتوحة أو أن تبقى النسبة الثابتة 25% ولكن القائمة مفتوحة بطريقة تتبناها المفوضية المستقلة للانتخابات كان يكون منصب رئيس الجمهورية من حصتها حتى وان لم تحصل على النسبة الثابتة. وأنا أتمنى من النساء أن تدخل في الانتخابات بقائمة مستقلة لا يكون للرجل فيها من مكان لكي تثبت أنها هي المفضلة وان النسبة المحددة نسبة ظالمة .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |