|
في تصريح لأصوات العراق دعا نائب في البرلمان العراقي (إلى ضرورة إحداث توازن بين ما تتقاضاه الهيئات الرئاسية الثلاث وبين ما يتقاضاه المواطن، معتبرا زيادة المبالغ المخصصة للهيئات الرئاسية من شأنها إحداث فجوات بينهم وبين المواطنين. وقال النائب البرلماني عن قائمة الائتلاف العراقي الموحد عبد علي لفته للوكالة المستقلة للإنباء (أصوات العراق)" لابد إن ينظر للوضع العراقي عند تحديد مخصصات الهيئات الرئاسية الثلاث،وان يكون هناك تناسب بين مخصصاتهم المالية وبين ما يتقاضاه المواطن العراقي." وأوضح "لا أطالب إن يكون راتب الرئاسات الثلاث مقارب لراتب المعلم مثلا ،لكن يجب إن يكون متوازناً". وكانت مخصصات وراتب رئيس الجمهورية جلال الطالباني قد وضعت في جدول إعمال البرلمان للأسبوع الجاري،ولم تتم قراءته القراءة الأولى وأرجئت بسبب ورود نسخة جديدة معدلة على القانون لم يتم الكشف عنها . وبحسب النائب علي ، يبلغ إجمالي مخصصات وراتب رئيس الجمهورية وفقا للنسخة الأولى والتي قدمت للبرلمان،التي لم تقرأ،(55مليون دينار عراقي) شهريا". وبين علي"إن راتب رئيس الجمهورية وفقا للنسخة الأولى التي تقدمت للبرلمان والتي لم تتم قراءتها هو(15) مليون دينار،إضافة لمخصصات ضيافة تبلغ بحدود(25) مليون دينار،تتبعها مخصصات إضافية بحدود (15) مليون دينار أخرى ،إي أنها تبلغ نحو نصف مليون دولار سنويا". يذكر ان راتب عضو البرلمان بحدود 45 مليون دينار عراقي شهريا أي بحدود 3600 دولار ). هذا الخبر تداولنه وكالات الأنباء، نقلته على ما هو دون زيادة أو نقصان متسائلا بوصفي عراقيا من العرب العاربة التي ابتلاها الله بالفقر والفاقة على طول الزمان بعد أن أختار لها من عباده الصالحين حكاما يحكمون بالعدل والقسطاس،ويعملون بوحي من أيمانهم المنقطع النظير بالإنسانية وتعاليم السماء،ولا أدري هل ما يحدث في العراق يحدث في الدول الأخرى،وهل أن هذه الامتيازات يتساوى فيها الحكام في العالم الحر والعالم المر،وهل هذه هي المساواة التي ينادي بها الأخوة منذ سنوات،وهل ما نراه جاء بهمة الغيارى من المعارضين العراقيين الذين شاهدوا العالم الجديد ولمسوا فيه العدالة في توزيع الثروات وجاءوا ليطبقوها في بلدهم العظيم،وهل أن كبار موظفي الدولة وأصحاب الدرجات الخاصة والحكام الجدد من طينة غير طينة البشر وأن الخالق العظيم خلقهم من طين حري والآخرين خلقوا من (سرجين) حتى تكون الفوارق بهذا الشكل الكبير،وهل عدالة السماء التي جاء هؤلاء لتطبيقها تجعل الفوارق الطبقية بين أبناء الشعب الواحد بهذه الصورة،أما أنها كلمة جدتي المأثورة ،وأغنيتها المشهورة عندما تجرش الرز في مجارش آل غلام وتنشد على دوران مجرشتها: يقسم ألهذا وذاك الكيف جسم الله بالكيف للنايم أرغيفين وليحرس أرغيف الجسم جسم أهواي جسم الله باطل ذب طرحي بعرقوب وخلاني أماطل وهذا التمايز الطبقي الذي لمسته جدتي لم يلمسه حكام العراق الجديد ،فسعوا بما يملكون من جهد لتعميق الفوارق الطبقية بين المواطنين،وخصوصا بعد أن أصبح التشريع وخزائن العراق بأيديهم ،يحيون ويميتون كما يشاءون ،فيكون راتب المتقاعد الذي خدم العراق عدة عقود من السنين أقل مئات المرات ممن عملوا في مجلس الحكم المنحل أو الجمعية الوطنية المنهارة،أو مجلس النواب الحالي،وإذا تساءلت عن أسباب هذا التباين جاءوك بالأدلة النقلية والعقلية على صحة هذا التميز فالحظوظ بيد الله العزيز الحكيم يعز من يشاء ويذل من يشاء،وهم الأعلون ونحن الأدنون وهذا الحكم الإلهي العادل كما يرى حكام العراق منذ حمورابي ولهذا اليوم ،فلم أسمع أو أقرء على كثرة ما سمعت وقرأت أن حاكما عراقيا سار على الحق القويم أو مشى على الصراط المستقيم،بل الجميع يهش وينش ليسرق ما في العش،بما منحه الله من سلطة علوية على الآخرين القبول بها وهم صاغرين. ولو تساءلنا عن هؤلاء الحكام وانحداراتهم لوجدنا جلهم ممن يدعي النضال والكفاح في محاربة الدكتاتورية الصدامية الرعناء،وكأننا نستبدل دكتاتورا بآخر ،أو متسلطا بغيره،فماذا قدمتم خلال السنوات الخمس من حكمكم المريض غير القتل والدمار والنهب وتقاسم الموارد العراقية وكأنها أرث أبائكم الميامين،ناسين أو متناسين أن عراقي الداخل ذاقوا الويلات من الحكم الدكتاتوري وأنتم تعيشون في نعم الأخوال والأعمام من الدول الرجعية والإمبريالية التي ربتكم وعلمتكم كيف تنهبون بلدكم،وتبيعون شعبكم في أسواق النخاسة،وأكثر ما ينطبق عليكم قول النواب الشاعر الذي هجا الحكام الهجن بقصيدته الرائعة التي يعرفها الجميع ،والتي لم يستثني فيها أحدا لأنهم جميعا في الهوى سوا،ولعلكم زدتم على الآخرين في الكثير من أعمالكم التي ذاق منها الشعب الويلات. ولي أن أسأل الأستاذ النائب هل أن اعتراضه على رواتب الرئاسات الثلاث فقط أم رواتب السادة أعضاء مجلس النواب المحترمون الذين يتنعمون بالرواتب العالية والمخصصات الكبيرة ويطالبون بزيادات لتحسين حالتهم المعيشية وكأنهم مثلي عاشوا مرارة النظام البائد،وباعوا كتبهم ومقتنياتهم ليتأدموا بكسرة خبز،ولو كان الأمر على الرواتب والمخصصات والامتيازات لهان الخطب وجلت الرزية ولكن ما خفي كان أعظم فالكثير من سادتنا النواب لديهم شركاتهم الخاصة ومؤسساتهم الكبيرة التي تدر عليهم الملايين ،ناهيك عن ما يحصلون عليه من أموال أخرى بالطرق الملتوية التي يعرفها جميع العراقيين،ولا أدري هل يضحكون على عقول العراقيين بهذا الكلام،أم يحاولون تجميل صورتهم ليظهروا أمام الناس كالحمل الوديع وهم جميعا مشاركون في مأساة العراقيين. اتقوا الله أن كنتم أسلاما ،وعودوا إلى أحسابكم أن كنتم أعرابا كما يقول مولانا الحسين،فهذه السنوات كشفت الأمور وفضحت المستور وعرف الناس من خلالها ما تخبئ النفوس وما تكن السرائر،فقد ظهر لنا أن كل من(يلزم الدف يغني)وربما كسرتم المزاهر والدفوف،لأنكم فقتم الأولين والآخرين من الآن إلى قيام يوم الدين،والسلام عليكم سادتي أجمعين،(وعوافي للي يجيب نقش) فقد عرفتم كيف تتلاعبون بعقول البسطاء والسذج من العراقيين وصعدتم على أكتافهم فهنيئا لكم الجنان وحور العين والوالدان المخلدين وكؤوس المعين ،التي هي لذة للشاربين في الدنيا والآخرة أمين يا رب العالمين،وآخر عتبي على الأخوة العلمانيين من يساريين ولبراليين لماذا هذا السكوت،والسير في ركاب الآخرين،ومتى تقولون كلمة الحق أن كنتم مؤمنين.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |