الإمام الصادق وانتخابات مجالس المحافظات

 

سهيل أحمد بهجت

sohel_writer72@yahoo.com

  من المؤسف حقا أن لا يمتلك المواطن العراقي ـ ومواطن كل دولة أخرى ـ وعيا كافيا بحيث يفهم أن حريته ومن يحترم هذه الحرية هومن أولى الأولويات، ومصيبتنا في العراق هي أننا ننتخب دوما وعلى الأغلب من لا يحترم حريتنا ولا يعطينا حقوقنا، فالمنتخبون في البرلمان على الأغلب هم كومة من الطائفيين وذوي العقليات الدينية الحجرية ومن المتاجرين بالقومية ـ العربية وغير العربية ـ ودائما نجد المواطن غاضبا وهويقول:

ـ لماذا هؤلاء المسؤولون والبرلمانيون لا يهمهم إلا ملء جيوبهم.."؟ والحقيقة أن كل واحد منا مسؤول بدرجة من الدرجات عن هذه الكارثة الوطنية، وإذا ما تكرر الخطأ من قبل المواطن في انتخابات مجالس المحافظات القادمة في أن يمنح صوته لتجار الدين ولابسي عباءات القداسة ومثيري "الحلال والحرام" في كل مكان وكأن العراق هوبلد الإباحية والزنا واللواط!! بينما في الحقيقة هذه مجرد شعارات منافقة للإجهاز والقضاء على حرية المواطن، وإذا كانت الدولة تكافح المنظمات الإرهابية وأحدها ما يسمى "دولة العراق الإسلامية"! فإن ما يحدث في البصرة ومحافظات الجنوب هي للأسف فكرة لا تختلف عن هذا التنظيم الإجرامي، وأخشى أن رجال الدين سيجعلون العراقي يكره الإسلام.

لا هم لمجالس المحافظات الموجودة الآن سوى تكريس الشعارات التقوية والتظاهر نفاقا بـ"الفـــضيلة" ومظاهر الورع المزيفة ومنع الخمر والسفور بينما الكهرباء مقطوعة والمياه آسنة والمواطن مشرد في وطنه، بينما هؤلاء الحزبيون المنافقون يبيعون المواطن شعارات الدين والقومية مقابل خراب بيت المواطن وفقره، أي أن المواطن خاسر مرتين أولا لأنه "مخدوع" وثانيا أنه يحصل على خراب البيت وسوء المستقبل مقابل تصويته على قائمة "المنافقين" ومحتقري الشعب.

إن الدولة والإدارة المحلية ليست شيئا مقدسا في الدول الحديثة ـ وهذا ما ينبغي أن يكون عليه الحال في بلدنا ـ فالمسؤول مطلوب منه تنفيذ برامج تخص الشعب بينما نحن العراقيون ككل الشعوب المسلمة نهتم بمظاهر التقوى لدى المسؤول، هل يصلي.. هل يصوم..هل هوملتحي أم لا..؟. بينما الإمام جعفر الصادق يؤكد على النقطة التالية: الكافر العادل خير من المسلم الظالم لأن كفره هوبينه وبين ربّه ولكن الظالم يدمر البلاد والعباد.

من المؤسف أن رجال الدين (المسلمين) على الأغلب وليس كلهم، أصبحوا جزءا من ماكينة المستبدين والطغاة والمخادعين ويعلنون بكل صراحة "أن الديمقراطية تتعارض مع الإسلام" وبالتالي فالإسلام لا يعيش إلا في ظل الدكتاتورية وناهبي الثروات وأعداء الإنسانية، ألا ترون أن "إيران الإسلامية"!! لها  علاقات حميمة مع دول الاستبداد والإلحاد كفنزويلا وكوبا والصين ـ الذين يكفرون بالله إضافة إلى الدكتاتورية والقمع ـ بينما هي تعادي كل الدول الديمقراطية بما في ذلك العراق، أما السعودية فحدث عنها ولا حرج فهي تتظاهر "نفاقا" وجزعا بصداقة أمريكا وبريطانيا، بينما هي في الباطن تمول الإرهابيين وقاطعي الرؤوس ومكممي الأفواه.

أخيرا أقول للأحزاب الإسلامية "الشيعية": إذا كنتم ستبدأون بإزهاق حريات الناس تحت شعار وذريعة "ثوابت الإسلام"!! فإن المذهب الشيعي سيغدوغدا من أحد الممنوعات لأن هذا المذهب ينتقد التاريخ الأسود والبشع للمسلمين وهوما يعتبره "سلفيون رجعيون" من مذاهب أخرى تاريخا يدعوإلى "التقديس والافتخار"، والنتيجة البشعة التي سنحصل عليها خلال السنوات القليلة القادمة أن أحزابا إسلامية "شيعية"!! ستقوم بإعدام التشيع والحرية وبمسدس لا يختلف عن مسدس أعدامات الأحزاب القومية بمختلف انتماءاتها.

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com