منذ أكثر من أربعة سنوات والطبقة العاملة في موانئ العراق تعمل على أرساء قاعدة عمل صحيحة من خلال نقابتها في موانئ البصرة. ولقد أجهدت هذه الطبقة المكافحة نفسها في إعمار موانئنا وإعادة الحياة إلى شرايينه بعد سنوات الحصار الطويلة وما طالته الحرب من تخريب في منشآت العمل . إن الطبقة العاملة في موانئ العراق قد أثبتت يوماً بعد آخر أنها قادرة على تحمل مسؤولياتها في إعمار العراق والنهوض به.

لكن المشكلة تأتي من القرارات العشوائية وغير المسؤولة التي تتخذها الوزارة بشأن العاملين في هذا القطاع الحيوي والمهم. وآخر هذه القرارات التي هي ألاعيب غير مسؤولة أن وزارة النقل لجأت إلى إصدار قرار بتسريح العاملين الذين أمضوا 25 عام وأكثر في هذه الشركة, مما يعني تسريح 6000 ( ستة آلاف ) من العاملين المكافحين الذين أفنوا حياتهم وهم يبنون موانئنا, وتشريد 6000 ( ستة آلاف) عائلة حيث يلقى بهم لى الشارع براتب تقاعدي لا يسد رمقهم , في الوقت الذي يتصاعد فيه الغلاء وتلتهب أسعار المواد بشكل جنوني.

إن القرارات هذه التي تصدرها الوزارات لتثير العجب , وهي تدفعنا للتساؤل الجدي فنسأل : من المسؤول عن مثل هذه القرارات العشوائية التي تخلو من دراسة على المستوى الإنساني وعلى مستوى وضع الشعب العراقي الذي عاني لسنوات طويلة من الفقر والحاجة والعوز في بلد غني جداً جداً؟ هل هناك من درس مثل هذه القرارات؟ ومن هي الجهة التي قامت بدراستها؟ من هو المستفيد من هذا القرار؟ هل يبعث هذا القرار الحيوية في بنية الإقتصاد العراقي ؟ ومن هي الجهة العلمية الني تقول ذلك؟هل يقضي على البطالة التي أنشبت أضفارها في جسد الشعب أم يزيد جيش البطالة؟ هل يعيد هذا القرار لموانئ العراق نشاطها وحيويتها وريادتها؟ وكيف, ياترى ؟ وهل ؟ وهل ؟ وهل؟ وهل ؟ ولماذا يثار الإستثمار مرتبطاً بسياسة إفقار أبناء الشعب وإفقار الإقتصاد العراقي؟ أسئلة كثيرة جداً تحتاج إلى من يجيب عنها بضمير عراقي وإنساني قبل كل شيء.

أنه لمما يثير العجب أن تتآمر الحكومة على أبناء الشعب , حين تتخذ القرارات الغفل , وحين تلجأ إلى التطبيق دون تروي ودونما تمحيص, وحين تلجأ إلى قرارات وقوانين النظام المقبور سيئة الصيت, عندما تريد أن تطبق سياسة لا تنبني على القانون ولا على الدستور .

نحن في الإتحاد العام للمجالس والنقابات العمالية في العراق ندعو الحكومة أولاً لوقف الإجراءات والقرارات غير المبررة والتي تسيء إليها وإلى أبناء الشعب العراقي, وندعو أحرار العراق والعالم للوقوف بقوة بوجه مثل هذه القرارات ومنعها . وندعو الطبقة العاملة صاحبة المصلحة الأساسية في هذا الأمر إلى أن ترص صفوفها وتتكاتف وتقف معاً من أجل نيل حقوقها وعدم التجاوز على هذه الحقوق . لتتحد جهودنا من أجل كرامة العاملين في موانئ العراق.

عاشت وحدة الطبقة العاملة من أجل كرامتها وحقها في العيش الكريم..

عاش العاملون في موانئ العراق

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com