أنا مدينة العلم وعليّ بابها فمن اراد العلم فليأت الباب - 1 -

 

 

حميد الشاكر

al_shaker@maktoob.com

 

 

لهذا النص الرسالي المحمدي قصة أطول من الطويلة في كتب الحديث وكتب التجريح والتخريج، وكتب التفسير والتأريخ، وكتب ذاكرة المسلمين وغير المسلمين ايضا،وعلى اي حال يبدو ان مخترعي القصة برمتها كأنهم استكثروا على عليّ بن ابي طالب ان يكون (باب مدينة علم الرسول محمد ص) مع انهم وفي الجانب الاخر لاينفون منزلة عليّ بن ابي طالب عليه السلام  العلمية، ولاينفون ان الرسول قال (عليّ اقضاكم) ولاينفون مقولة الخليفة الثاني عمر :(لولا عليّ لهلك عمر) ولاينفون مقولة حبر الامة وترجمان القرءان عبدالله بن عباس عندما سئل : اين علمك من ابن عمك ؟. قال كقطرة في بحر !.

ولاينفون ....... الخ، كل ذالك، ولو جمع ما لعلي بن ابي طالب من فضل في حديث الرسول الاعظم محمد ص لغصت به مجلدات ضخام كان احدهم يبحث عن نصف حديث فضل من رسول الله ص فيه فلم يجد  ولكنهم عندما يصلون الى حديث رسول الانسانية محمد ص :(انا مدينة العلم وعليّ بابها ...)) ترتعد فرائصهم وتختلط عقولهم ويهيمون في بطون الكتب للبحث والتنقيب عن من يضعف او يكذ ّب هذا الحديث ويرميه بالوضع والتدليس اوربما بالاشتباه والاختراع المفتعل  !.

والحقيقة لاأعلم ماهي الغاية التي يبتغيها أؤلئك المشككون بمتن هذا الحديث او سنده ؟.

فأن كانت الغاية انقاص عليّ بن ابي طالب منقبة من مناقبه، فياليتهم طعنوا بعليّ ع بغير ساحة العلم، فعلي بن ابي طالب ع هنا لاشك في اعلميته المطلقة على جميع صحابة رسول الله محمد ص وبشهادة كل أؤلئك الاصحاب من السابقين واللاحقين لهم، ولا اقل كدليل على ما ندعي من أخذ خطبة واحدة من تراث علي بن ابي طالب العلمي من نهج البلاغة او غيره ومقارنته مع خطبة اي صحابي( هذا اذا كانت لهم خطب تذكر ) اخر لترى الفرق بنفسك  بين الثرى والثريا ونجوم السما وحصى البادية، فمن هو هذا الصحابي الذي يرتقي لمنزلة علي بن ابي طالب العلمية ؟.

ومن هو ذاك الذي يدعي :(أسألوني قبل ان تفقدوني) غير علي بن ابي طالب ؟.

وأنا اعتقد فيما أعتقد ان هناك وفي عصرنا الحديث اناس يعلم الله بشكلهم الواقعي وهل هم من ابناء ادم أم من خلق آخر تفوقوا حتى على اعدى اعداء علي بن ابي طالب من ال أمية، فعندما كان يسأل معاوية ابن آكلة الاكباد عن عليّ بن ابي طالب ع وهو العدو الاول للشجرة الملعونة في القرءان، فأنه كان يقول رغما عن انفه في علي بن ابي طالب :(والله مافتق الفصاحة لقريش الا الاصلع البطين !.)) فاين هذا من عتاة الجهلة في العصر الحديث عندما يقرأ او يسمع حديث رسول الله محمد ص :(انا مدينة العلم وعليّ بابها ..)) تأخذه نوبة شبيهة بالذي يتخبطه الشيطان من المس، وكأنما هو كائن يرى في علي بن ابي طالب ع عدوه الفطري ومنذ الرضاعة والفطام !.

أو ان علي بن ابي طالب لايستحق هذه المنزلة العلمية الرفيعة التي تجعل من الرسول الاعظم محمد ص يشيد بكفاءتها الفكرية وميزتها العلمية بعد علم الرسالة المحمدية الواسع !.

ولايدري هؤلاء المساكين من عصرنا الحاضر ان هناك في علي بن ابي طالب من الاحاديث النبوية والمناقب المحمدية والشمائل العلوية، ماهو فوق حديث : (انا مدينة العلم وعلي بابها ...)) بأكثر من الكثير منزلة !.

فما الرأي اذا قرأنا قول الرسول محمد في عليّ بن ابي طالب ع :(ياعلي لايحبك الا مؤمن ولايبغضك الا منافق) !.

فهنا عليّ بن ابي طالب وفي هذا النص قبة الميزان التي تفرق بين الحق والباطل وبين الايمان والنفاق، فماهو المفرّ ؟.

وماهو المهرب لهؤلاء الجهلة  ان رجعنا للقرءان الكريم قول رب العالمين، واخذنا اية التطهير(انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ..)) واية المباهلة (فقل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل...))  واية التصدّق بالخاتم والولاية (انما وليكم الله ورسوله واللذين امنوا ....))  ...... وقول ابن عباس المروي من كلا الطرفين سنة وشيعة : مامن اية تبدأ في (يايها اللذين أمنوا) الا كان عليّ بن ابي طالب على رأسها !.

فهل بعد ذكر القرءان لفضائل علي واهل بيته ع فضل يذكر بعد هذا ؟.

اذن ماهو المبرر الذي يدفع بالكثير الذين هم للحق كارهون، بأن يستكثروا على عليّ بن ابي طالب ع ان يكون هو وليس غيره (باب مدينة علم الرسول محمد ص) ؟.

وربما كان المبرر لؤلئك وهؤلاء من جهلة العصر الحديث انهم رأوا في الحديث (وصية) ومدخل وحيد يجب اخذ علوم الرسالة المحمدية منه، ولذالك ارتعبوا في تصور : وجوب الرجوع لعلي بن ابي طالب ع في اخذ علوم الشريعة الاسلامية، من منطلق قول الرسول محمد ص :(انا مدينة العلم وعليّ بابها فمن اراد العلم فليأت من الباب) فلهذا وجدوا انفسهم في مأزق عبادة :(انا وجدنا اباءنا على أمة وانا على آثارهم مهتدون / الزخرف/ 22)) فأين يذهبون بعلم او بلاعلم غير عليّ بن ابي طالب ع الذي اسسوا عليه اديانهم وشرائعهم المتناقضة ؟!.

لكنّ حتى على هذا الفرض والفهم لحديث :(انا مدينة العلم وعلي بابها ..)) وحصر باب العلم الرسالي بعلي ع، نقول حتى على اساس هذا الفهم الذي هو خاطئ من وجهة نظرنا لمضمون الحديث الرسالي الشريف، ومع ذالك كان ينبغي على هؤلاء وأولئك الجهلة من الطاعنين في السند والمتن لغاية في انفسهم وهروبا من مأزقهم، ان يروا في هذا الحديث نعمة لهم لانقمة عليهم !.

فأين هم من فهم عمر بن الخطاب الخليفة الثاني للمسلمين عندما كان يرى في علم علي بن ابي طالب نعمة للخلافة وللمسلمين مابعدها نعمة، حتى انه كان يدع الله سبحانه وتعالى ان لايبقيه لمعضلة ليس لها ابو حسن !.

هل يرى هؤلاء الجهلة كيف هم يخالفوا حتى ساداتهم وكبرائهم في هذا الطريق ؟.

فأن كانوا حقا اتباع السلف ومن التابعين للصحابة بشغف والملتزمين باصحاب الخلافة والسلطان بقوة، فلماذا خالفوا عمر في علي بن ابي طالب عندما كان يرى عمر ان عليّا ع باب مدينة العلم الذي لاغنى من الدخول منه لمعرفة الشريعة والاسلام !.

ولماذا لايرى هؤلاء الجهلة ان حصر الرسول محمد لباب علمه في عليّ ع هو باب رحمة يدخلون منه لفهم الشريعة والاسلام وحكم القرءان الاديان كما فهمه عمر وادرك ان بقاء علي في هذه الحياة هو بقاء لعلم الدين وغيابه غياب الحجة والبرهان لذالك قال :(لابقيت لمعضلة ليس لها ابو حسن) !.

أما ان كان المبرر لنفي الحديث والقدح بسنده والغمز لمتنه ومضمونه هو التكبر والعناد واستحسان النقيصة في عليّ بن ابي طالب كي لايكون افضل من غيره من الصحابة، فهذا فضلا من انه جهل مركب هو كذالك جحود لنعم الله سبحانه العظيمة، وألا ان لم نأخذ ديننا من علي عن رسول الله محمد ص وهو الصادق المصدق وربيب رسول الله والاسلام واخ رسول الله ووصيه ومن السابقين السابقين  .....الخ، فمن اين يمكن ان نأخذ الدين والشريعة والاسلام والمنهج ؟.

من صحابي فاته نصف الدين ؟.

او من اعرابي تعلوه النساء فقاهة وعلما ؟.

أم من الطلقاء اللذين ادخلوا لهذا الدين عنوة وتحت لوامع سيوف المسلمين وفتحهم عام فتح مكة ؟.

حقا ان علي بن ابي طالب عليه السلام نعمة مابعدها نعمة، فهو الامين على الشريعة، وهو باب المدينة والحكمة، وهو مع القرءان والقرءان معه، وهو اخو الرسول وهارون من موسى، وهو القائل : أعرف الحق تعرف أهله

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com