|
ترنح شيخه الجيلي (عبد القادر الكيلاني) وهو يترنم قائلا : ما في الصبابة منهلٌ مستعذب ٌ .. إلا ولي منه الألذ’ الأطيب ’ أو في الوصال مكانةٌ مخصوصة .. إلا ومنزلتي أعز ’ واقرب ’ انفرجت أساريره وزال التعب والإرهاق منه ، وسرت قشعريرة في جسمه وهو يغيب عن المكان والزمان في إهتيام نفسي وروحي ، وامتزج وجده وهيامه بروحانية معلمه الأول يسوع الذي ساح مثله في الدنيا معذبا يشرب الماء براحتيه ويمشط لحيته بأصابع يده ولا يملك من متاع الدنيا شيئا . وكان همه أن يسير وسط فقراء الناس كما سار ابن مريم وسط فقراء عصره الذين أحبوه ، واختصر بهم الطريق إلى الله وهو زاهد في كل شئ هائما في ملكوته وسط محبيه ومريديه . وزاد من عبادة التأمل كأستاذه أبا ذر الغفاري الذي كانت عبادته الروحية متصلة بدون وسيط بالخالق فسكر في حبه دون خلق الله . وامتزج بملكوت الكون وصوت أبو يزيد البسطامي يتردد في الفيافي والقفار: (أراد موسى أن يرى الله، وأنا ما أردت أن أرى الله ، هو أراد أن يراني). وغاب عن الدنيا معه يسير حيث يسير بدون كلل أو ملل بعيدا عن ذاك الذي اختار هاء المحبة للتعبير عن مكنون حبه للأمريكان والذي قال على رؤوس الملأ وبدون خجل ( سأنتخب الرئيس بوش ) ، ففاق بحبه للأمريكان أل سعود ، وراح يقدم لهم الحب والولاء ويتهم كل من لا يحبهم بالولاء لإيران . وتطامن على غربة الصوفي وهيامه وفراره من السلطة والجاه التي انغرست في وجدانه ، وتصور إن السياسة تنطبق عليها مقولة التسبيل التي درج عليها شيوخنا من القرامطة واتخذوها منهجا في تسبيل المال للعامة ، وليس تسبيل السلطة كما يظن صاحبنا المتوله بحب الأمريكان كي يسبلوا له السلطة في يوم من الأيام ، وهو ما لا ينطبق على علم السياسة وتسبيلها لغاية في نفس البعض من خدم الأمريكان . كون السياسة لا يمكن أن تكون مشاعة بالصورة التي يتخيلها الطامعين بالسلطة من المهرولين وراء القطار الأمريكي الذي فاتتهم عرباته الأولى وحتى الأخيرة فرضوا بالفتات مما يرميه لهم الجالسون داخل مقطوراته الخاصة . لان مشاعيتهم تختلف تماما عن المفهوم العام لمشاعية القطب أو العارف الذي نادى احدهم وهو وسط باب الأزج ( باب الشيخ ) بمشاعية الطعام وردد مقولته المشهورة :بـ ( أود لو أملك الدنيا كي أطعم الفقراء ) . ولم يدرك للآن أن كلمة مشاعية التي يفهمها القطب أو العارف بالأحوال مشتقه من أس الفعل ( شاع ) ، والتي عرفت بعدئذ بـ ( الشيوعية ) التي تحدث عنها شيوخنا المتأخرين وأفاضوا في المعرفة العلمية للأس ( شاع ) منادين بإشاعة المال بين العامة ، وليس احتكاره كما يريد صاحبنا احتكار كل شئ بدءا من جمعيات النفع العام حتى وصوله للسلطة التي حلم ويحلم بها منذ سقوط صنم العوجه حتى يومنا هذا . وما اتخذه المتجردون من أنانية السلطة أي كان شكلها لهو ما يبغيه القطب الصوفي من العارفين أو الأقطاب بدءا من معلمهم الأول يسوع الناصري مرورا بمعلم الصوفية الثاني علي المرتضى فأبي ذر الغفاري وتلميذه عامر العنبري وعبد القادر الجيلي وابن عربي حتى شيوخنا المتأخرين هيجل وجوته وأبو الحسن الاصفهاني وماركس وانجلز ولينين وروح الله الخميني ، الذين اختاروا الزهد في الدنيا والمحبة عنوانا لهم بعيدا عن شهوة الملك والسلطة وتجار السياسة ومنتهزي الفرص الراكضين وراء الأمريكان متاجرين بمصير الشعوب في فنادق الخمسة نجوم ، وفي مؤتمرات مدفوعة الكرامة والثمن . وتناسوا بعد استلام الثمن من قبل " قناة الشرقية " ما قيل ويقال وما اتفق عليه من أقوال لإظهار حقيقة من سرق أرشيف الإذاعة والتلفزيون العراقي وطمسوا كل شئ بعد استلام ثمن بخس دراهم معدودة . وعند إحقاق الحق يومها سينادى ألا لعنة الله على الطامعين ، وتفتح الملفات وكل آتٍ أتْ . هامش رقم : 20 1 – شاب قريب لي في البصرة قال لي عمو لماذا لا ترشح نفسك في انتخابات مجالس المحافظة ؟ ، أجبته سأكون أول الفاشلين للأسباب التالية : * إن نسبة أهل البصرة الحقيقيين وصلت الآن لـ 10 % من اصل سكان البصرة الحاليين ، والبقية هم من المهاجرين للبصرة الذين يتصلون بالولاء لعشائرهم التي تتواجد في مدن الجنوب التي نزحوا منها للبصرة ، وأصبحوا النسبة السكانية الأعلى التي تغلبت على البصريين الحقيقيين ، وبذلك سيصوتون لأبناء عشائرهم وهو ما نراه حاليا من ألقاب لا نعرفها بصريا داخل مجلس محافظة ما يسمونها الآن بـ ( البصرة ) ، وكذلك من يحكم ما يسمى بـ ( البصرة ) . * أما الشيوعيون فهم لن يصوتوا لي لأنهم يعتبرونني طائفي وقالها البعض بصراحة في فيينا. * ويعتبرني الإسلاميون من كل أطراف المعادلة الطائفية شيوعي . * والبعثيين لعداء سياسي تاريخي بينهم وبين الفكر الديمقراطي ، ولأنني ( حاقد وموتور على الحزب والثورة وعميل أمريكي ) . * والانتهازيون والمنتفعون يخافون كلمة الحق ، كوني لا أتهاون حتى مع اقرب الناس لي ، وهم الذين تصدروا معظم مراكز السلطة والقرار السياسي في ( العراق الجديد ) ، و’سجلت’ في سجلاتهم بصفة ( عميل إيراني ). لذلك سأكون أول الفاشلين في الانتخابات ( الديمقراطية ) المقبلة . 2 – طاش احد مسامير ( أبو تمامه ) جاسم المطير في مقاله المعنون بـ ( التاريخ العراقي يعيد نفسه مع بائع فلافل ..!! ) . عندما وصف كادح سكن البصرة وتحول لتاجر وهو " حنا الشيخ " في أوائل الحكم الوطني العراقي كالتالي : (وكان مثالها في المدينة هو " شركة حنا الشيخ في ميناء البصرة " حيث تحول السيد " حنا " من كادح بسيط إلى مليونير كبير ، مهمته الرئيسية خلق طبقة كومبرادورية مرتبطة رأسا بالشركات الاحتكارية وخاصة بشركة نفط العراق البريطانية . ) . بينما سمي كادح جديد تحول لتاجر أيضا ولكن في ( العراق الجديد ) بـ ( بائع الفلافل ) قائلا : (وكان المثال الساطع لهذا التكوين بائع فلافل أسمه الكريم " محمد الشمري " الذي تحول من كادح مع " الفلافل " إلى رجل أعمال مرموق من الصنف الأول حال توقيعه على " عقد طويل الأجل " لتزويد القوات الأميركية بالسندويجات المستوردة من واشنطن على متن الطائرات القادمة كل يوم ..!!) ولم يصف حنا الشيخ بمهنته الأصلية التي كانت ( نزاح طهارة ) وتحول من كادح بسيط لمليونير يملك شركة نقل نهري وعقارات في البصرة وبغداد ، وأي مهنة لكادح ليست بالعيب أساسا لكن لم سمي المطير الهامور الجديد أو " محمد الشمري " بـ ( بائع الفلافل) ولم يتطرق لمهنة ( حنا الشيخ ) ، اعتقد إن ذلك علمه عند ربي ، أو مسمار من مساميره طاش بضربة مطرقة غير متقنة ؟!. 3 – مشكلة الانترنيت انه أصبح ساحة للمناوشات والسب والشتم لكل من هب ودب ، فأصبح الجميع كتابا بمن فيهم من لا يفقه للآن إن حروف الجر تجر السماوات والارضين ، كما في الآية الكريمة ( وَمِنَ الأَرْض ِ مِثْلَهُنَّ ) ، أو ( وفي السماء ِ رزقكم وما توعدون ) . وكثرت أسماء وهميه لمن يكتب على وزن ( إتتي نحباني )، خاصة ألقاب (البصري والعراقي ) التي لم تكن موجودة بين العراقيين قبل سقوط نظام العفالقة الأنجاس، وهي ألقاب لمن لا اصل له . واختلط الحابل بالنابل كما يقال لذلك اتخذت هيئة تحرير جريدة السيمر www.alsaymar.com قرارا بنشر صورة الكاتب مع أي مقالة لدرء أي إشكال أو تجاوز على الآخرين والغريب إن البعض لا يملك الشجاعة بإظهار صورته مع ما يكتب، والكاتب يجب أن يكون شجاعا وألا ليجلس في بيته ويحدث نفسه فقط ويترك الخلق للخالق . والأغرب أكثر من ذلك إن بعضهم يعيش في الخارج ويختلق العذر لكي يخفي نفسه خلف أسماء وهمية كما يكتب احدهم بعشرة أسماء وينشر في مواقع البعث السرية والعلنية . أو يريد أن يكتب متعللا بالخوف على أهله في العراق متناسيا إن الكتاب الشجعان من الذين قارعوا الدكتاتورية كانوا مثالا للتضحية رغم قسوة وقذارة دكتاتورية العفالقة ، ولا زالوا يخطون بيراعهم كل جديد. 4 – سألني أحد ( المگاريد ) من الذين افنوا كل عمرهم من اجل مستقبل زاهر جديد للعراق وسياقا مع شعار ( وطن حر وشعب سعيد ) عن مستقبلنا نحن ( المگاريد ) التي كانت الاحزاب ( الوطنية ) تنجز كل فعالياتها ولا زالت على رؤوسنا ، فرددت عليه قائلا ( وطن محتل وشعب كئيب ) ، فالربع إن كانوا من الإسلاميين أو الكورد أو اليساريين هيمنوا هم وجماعتهم على كل شئ ، وذهبت شعاراتهم السابقة مع الريح فناس ماسكة الوزارة وناس وكلاء للوزارات أو مدراء عامين ، وناس ماسكين بكراسي البرلمان لان ( خوش ) ضربة مال رواتب ( يعني نهب رسمي وشرعي ) ، وأنت يا مسكين منو بحالك فاذهب ومزق شعاراتهم الجوفاء الكاذبة التي ضحكوا بها علينا وجعلونا دائما رقم مضاف وتكملة عدد ضمن أرقام مؤيديهم وناصريهم ، وعندما جد الجد لم يكلفوا أنفسهم حتى بحث كيف يتم صرف مرتبات تقاعدية للمناضلين السابقين ، لا بل اهتمت حكومة المالكي نفسه ومعه كل الربع بدعوة رجال امن ومخابرات النظام السابق لتسلم مرتباتهم وإحالة من يريد التقاعد على التقاعد ، والمثل العراقي يقول ( إلك الله يا المگرود ) ، و ( يا مالكي لقد ملكت َ فأعدل ْ ) . 5 – في آخر ليلة للاحتلال الصدامي للكويت جهد طرفان في ضرب مراكز الطاقة الكهربائية الجيش الصدامي والأمريكي ، وشاهدت بأم عيني الطائرات الأمريكية المغيرة من على سطح البيت الذي سكنت به أيام الاحتلال بمنطقة مشرف ، وهي تقصف مراكز تغذية كهربائية في مشرف وسلوى . لكن الكهرباء سرعان ما عادت لكل مناطق الكويت والماء الصالح للشرب بعد فترة وجيزة تقل عن شهرين بعد تحرير الكويت حيث تم استيراد مولدات كهربائية ضخمة ربطت كل واحدة في مركز من مراكز التغذية الكهربائية لتزود السكان بالكهرباء . فإذا كان ( الرفيق ) أيهم السامرائي حرامي فما عذر وزراء الكهرباء الآخرين علما إن الراعي الأمريكي الذي ( حرر ) الكويت وشارك في حرق وتدمير العديد من المؤسسات الخدمية والاجتماعية الكويتية سوية مع المحتل الصدامي سارع – وهي خطة موضوعة مسبقا – بتصليح وإعادة الخدمة للعديد من المراكز الحيوية الكويتية – طبعا ماكو شئ بلوشي - ، فلماذا لم يفعلها في الوطن المحتل العراق ؟؟!! . آخر المطاف :أراد أبو يزيد البسطامي السفر إلى الكعبة لأداء الحج, فلما وصل إلى البصرة زار صوفيا شهيرا لدي البصريين, سأله الصوفي الدرويش ـ ماذا تريد يا أبا يزيد؟ قال البسطامي: أريد مكة لزيارة بيت الله. قال الدرويش: هل معك زاد لهذا السفر. قال البسطامي: نعم سأل الدرويش: كم مقداره. قال البسطامي:200 درهم. قال الدرويش: اعطني الدراهم وتعال طف حولي سبعة أشواط , أعطاه البسطامي الدراهم, فقال الدرويش:يا أبا يزيد.. قلبي هو بيت الله, والكعبة بيت الله, مع فارق واحد, هو إن الله لم يدخل الكعبة بيته بعدما بناه, ولكنه لم يخرج من قلبي حينما بناه!!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |