|
كوثر الكفيشي بالأمس صنعوا شارة من ملابس بطل إسلامي حاول بجهاده ونضاله تحرير أرض المغرب والجزائر وتونس ووضعوا تلك الشارة في كنيسة سانت جيروم في إسبانيا لتكون بذلك دليلا لإنتصارهم على العدو الذي حاربهم سنين طوال كما يقولون غير أنهم في الحقيقة وضعوا تلك الشارة ليتذكروا ذلك الرجل الأسمر صاحب اللحية الحمراء الذي اقل مضجعهم وطرد النوم من عيونهم وهز الأرض تحت أرجلهم وسحب بساط الأمان والحرية المفلوته من تحت قصورهم فباتوا يرددون كلمة بارباروس في النوم واليقضة وبات ذكره على لسان الصغار قبل الكبار وعندما تمكنوا منه صنعوا من لباسه شارة ومنارة تذكرهم وتوقظهم ولتقول لهم تنبهوا فإن العرب سينجبون أبطالا يهزون عرشكم ومجدكم فتنبهوا. ذلك كان الأمس أما اليوم فقد ظهرت (راشل راي) وهي صاحبة أشهر برنامج تلفزيوني في أمريكا في دعاية لمطعم غذائي وهي تلف على صدرها كوفية عربية وما كادت تظهر الدعاية حتى قامت الدنيا وما قعدت وهي تنتقد هذا الإعلان واعتبرته دعاية للإرهاب العربي ... نعم... لقد بات النضال العربي لنيل الحرية هو الإرهاب والإستعمار هو التحرير ... ولكن يا ترى هل سأل أحدنا لماذا هذا الهجوم على العرب... الجواب... أنهم قد درسوا تاريخنا وتفقهوا فيه قبل أن ندرسه نحن لقد علموا بسيرة أبطالنا من الماضي إلى الحاضر في حين الكثير من شباننا لم يسمعوا بأسماء بعضهم... بالماضي القريب عندما أعاد موشي دايان في الحرب نفس الخطة الناجحة التي استخدمها في الحرب الماضية مع العرب أنفسهم أعابت عليه حكومته هذا.. أتعلمون بماذا أجابهم؟.. لقد قال: لست أخاف من إعادة الخطة لأن العرب لايقرؤون تاريخهم، لذا تراهم يفقهون كل حركاتنا فيسبقونا برد الفعل قبل صدور الفعل منا، هم يمشون في قصور الحمراء وغيرها من الآثار الحسية ويقرؤون ما خلفناه وراءنا في أرضهم فيعرفون قوتنا فيزدادون قوة فوق قوة، أما نحن فنمشي فوق أرصفتهم وشوارعهم التي عمّرناها بخطتهم وسواعدنا لنزداد نقمة فوق نقمة لينعكس بعد ذلك غناء في المسارح ومظاهرات سلمية منددة على ذات الأرصفة والشوارع. و(راشل راي) هذه المذيعة الأمريكية قد جعلت من الكوفية العربية شارة ورسالة أرسلتها من خلال دعايتها لتقول: أنظروا أيها العرب ها قد باتت قضيتكم تنتقل من أرض الشارع إلى قاعة المؤتمرات إلى ورق المعاهدات ثم إلى مسارح الغناء وها أنا اليوم أنقلها إلى شاشة الدعاية والإعلان. ومن جهة أخرى أرادت أن تضيف ضحكة لابتسامتها العريضة لتقول: كلوا أيها الأمريكيون وابتسموا واضحكوا مثلي فها هي القضية العربية قد وصلت إلى مرحلة الإعلان فلا داعي للقلق بعد الآن. أما أنا بعدما شاهدتها وهي تبتسم ابتسمت بدوري لأقول: يا ترى بعدما أن وصل العلم العراقي إلى مسارح الغناء وبالذات بعد النجاح والتفوق الذي حققه في ستار أكاديمي 4 هل سيرتقي ليصل إلى الرتبة التي وصلتها الكوفية العربية؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |