ميادة العسكري
mayadaaskari@gmail.com

بداية احمد الله على شجاعة دولة الامارات العربية المتحدة، في مدها يد المحبة والاخوة ، لتكون الاولى في كل شيء، حتى في قضية مداواة الجرح وردم الصدع واعادة بناء جسر الاخوة الذي عصفت به الايام السوداء الماضية .. وهذا جميل منهم وواجب عليهم ايضا ..

جميلهم سيحمله كل عراقي على راسه بفخر واعتزاز الى ما شاء الله ففي الواقع، جاءت اميركا الى المنطقة وطلبت من الجميع ان يعيد علاقاته مع العراق. طلبت، ولكنها لم تجبر احد على ان يعيد فتح سفارة او يسقط دينا .. وتم طرح مسالة تحسن الوضع الامني في العراق، وتحجيم القاعدة ووضعها في سلة المهملات ..

فمن الذي استجاب لنداء العراق ؟ كالمعتاد .. كانت الامارات هي الاولى ..

فهي الاولى التي فتحت باب الاستثمار في العراق الآن، في وقت شرد فيه باقي الاخوة والاصدقاء .. ويشهد ميناء راشد على سفننا القادمة من البصرة .. وعلى سفن الامارات القادمة من كل مكان على الرغم من سوء الحالة الامنية في عراق "بشوش وبطات البصرة" .

جاء ابن المرحوم الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان (اطيب وانبل حكام العرب قاطبة ، واشرحهم صدرا وارقهم حسا .. زايد الذي لا يمكن ان يذكر احد اسمه الا ولحقه بصفة "الخير" .. هذا الزايد الذي لا تزال تدمع العيون على فراقه الى يومنا هذا ومن دون مبالغة .. ولو رأيتم ما ارى كل يوم لامنتم بان المحبة التي يحملها اهل الامارات وال 174 جنسية مختلفة التي تعيش على ارض الصحراء والبحر هذه ، هي محبة خالصة لا تشوبها شائبة رياء)

جاء الشيخ عبد الله بن زايد بن سلطان آل نهيان وبسط يد دولته الصغيرة حجما .. الكبيرة قلبا.. والعالية مقاما ليضرب مثلا لمن لا يخاف في الله لومة لائم ..

وهو واجب املاه عليهم ضميرهم الذي وجد بان الاوان قد آن لكسر طوق العزلة التي ضربت حول العراق ..

عسى ان يكون مقدم الامارات العزيزة دوم، مقدم خير وبداية لصفحة عراق جديد وقوي ومستقر وفالكم طيب ..

كان لا بد لي ان اقدم على هذا النحو وانا اقرا ما تجود به الاقلام واراء الناس فيما يخص المعاهدة العراقية الاميركية واقول :

استغرب..

• يجلس اخواننا العرب مع اسرائيل.. وبلدانهم مرتبط بمعاهدة صلح واعتراف باسرائيل .. وينتقدوننا لاننا نحاول ان نعيد بناء العراق الذي تخلى عنه الجميع بعد سقوط البعث ونظامه في العراق.. طيب.. انتقدوا اوطانكم.. انتقدوا ولاة امركم، اليس الاقربون اولى بمعروفكم، ام مع العراق تصابون بفقدان الحس والذاكرة؟

استغرب

• يكره اخواننا العرب الاميركان عندنا، ويستقتلون على الجواز والفيزا الاميركية ..

استغرب

• معظم بلدان العرب محتله بشكل او بآخر.. ويعيبون علينا اننا تخلصنا من نظام جثم على رقابنا 35 عاما من الذل والقهر، بالطريقة التي حصلت! .. فهل سمعنا احد منهم تكلم لصالحنا او دافع عنا ؟ هل جاء منهم (طائر ، ريشة .. طارش.. خط .. خبر ؟) في وفد شعبي او رسمي، للتوسط عند صدام نفسه ليحسن معاملة شعبه؟

للحق ايضا اقول، ليس الا زايد الخير رحمة الله عليه الذي تحدث وقال، بفكرة تنحي صدام عن السلطة في ظل مبادرة لتجنيب العراق ويلات حرب شرسة، وقعنا فيها فعلا. الا ان النظام البعثي رفض، وكان ما كان..

واشد ما يثير استغرابي ان المعاهدة او الاتفاقية او صك الانتداب او " الصخام " او سموها ما شئتم لم ير احد بنودها ولا فحواها الى اللحظة والتو .. فكيف نعترض على" ملح وحامض التشريب قبل ان تبدا حمدية بوضع القدر على الطباخ ؟؟؟"

لست هنا في معرض الدفاع عن معاهدة لم ار بنودها الحقيقية، فكل ما يقال فيها تكهنات،

معاهدة لم توقع بعد .. والجميع ضدها، وربما ساقف انا ضدها ايضا بعد قراءتها، الا ان الذي اثار سخريتي وعجبي عبّر عنه الاستاذ عاطف العزي في مقالة ارسلها لي احد الاصدقاء، قال العزي فيها: ( وأما أبناء عمومتنا العرب، فمنهم من هاجم العراق لمنفعتهم الخاصة ولا يهمهم أمرالعراق ولا مصيره، فهم يلاحقون الحكومة العراقية مطالبين بتسديد الأموال التى دفعوها الى صدام لحمايتهم، والعراق مخرب وأهله بين مشرد وجائع، ومهجر ومعوق، ويحتاج الى سنوات عديدة لاستعادة عافيته. و لا يخجل بعضهم من اتهام العراق الجديد بالتقرب الى اسرائيل وفى الوقت نفسه يرفرف العلم الاسرائيلى فى الكثير من عواصمهم ويقيمون معها العلاقات التجارية. ولكن ما أن سمعوا بالمعاهدة حتى قامت قيامتهم وجندوا الأقلام والصحف لمهاجمة العراق والمعاهدة وهم الذين يحتضنون القواعد العسكرية الأميركية ومن أراضيهم انطلقت القوات الأميركية لغزو العراق)

وكلام العزي ينزل كالماء البارد على القلب المحترق بالم العراق:

(ترى هل هم يتوقعون حقا من العراق المخرب أن يقول (لا) لأكبر قوة عسكرية فى العالم؟ واذا كانوا حقا يريدون ان تخرج القوات الأميركية من العراق، لماذا لا يبدأون بأنفسهم ويخرجوا الأمريكان من بلدانهم؟ لماذا لا يرسلوا جيوشهم لتحرير الجزر العربية الثلاث التى تحتلها ايران؟ لماذا لا يخلصوا القدس من (رجس) الصهاينة كما يقولون؟ لماذا لا يستردون لواء الأسكندرون السوري من تركيا؟ لماذا لا يستعيدون هضبة الجولان من العدو الاسرائيلي؟ ترى هل يريدون تكليف العراق بذلك نيابة عنهم؟ وهل سيرفعون شعار: طريق تحرير القدس يمر من بغداد؟!!)

ويستمر العزي في مقالته قائلا:

(وللمعممين من المعارضين للمعاهدة أذكرهم بقبول الرسول لمعاهدة صلح الحديبية مع الكفار والتى عارضها عمر بن الخطاب (رض) وقال للرسول (صلى الله عليه وعلى اله وسلم): ألسنا يا رسول الله على الحق وهم على الباطل؟ أليس قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار؟ ورسول الله يجيبه: بلى... فيعود عمر ويسأل: علام نعطى الدنية فى ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ وأخيرا ثاب عمر الى الرضى وكف عن السؤال.)

اما انا فاقول، صبرا آل العراق .. لن توقع حكومتنا معاهدة كهذه من دون ان نراها جميعا ومن دون ان يوافق عليها البرلمان. نعم ..نعم.. لدينا برلمان حقيقي في العراق، يرفع وينصب ويكسر ايضا..برلمان لن يرضى ان توقع الحكومة عنا صك مذلة او استرخاص.. والاميركان موافقين، وكل ما يظهر للعلن من اكاذيب يدحضونها بصورة لا يمكنهم التراجع عنها..

قالوا ان الولايات المتحدة تهدد بتجميد 50 مليار دولار من اموال العراق، وصدر تكذيب رسمي اميركي بخصوص ذلك، ولو اخذناها بصورة عقلانية لضحكنا، اية اموال تمسكها اميركا علينا ، والعراق صار مزرف اعرض من فتحة الاوزون عليهم ...

قالوا ستكون هناك قواعد عسكرية .. عجبي.. القواعد موجودة .. الآن.. ولن تكون دائمية وقد صدر تعميم بذلك على رؤوس الاشهاد ..

لا تعتبوا علينا ومقاتلي العرب يفجرون انفسهم بين العراقيين الفقراء المساكين، اعتبوا على الذي ارضه كلها قاعدة عسكرية .. "يبصر أحدكم القذى في عين أخيه، ولا يرى الجذع في عينه"

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com