|
تسهل المفاصل في البدن عملية الحركة، ويعرف المشتغلون في الطب بان اصابة المفاصل بمرض وبضربة قوية تؤدي الى بعض النتائج التي يصعب علاجها ومنها الشلل . انني ارى وكأن الاحزاب الكردية تمارس مع التركمان استراتيجية الضرب على المفاصل بصورة جدية وسريعة بعد احتلال العراق من قبل الامريكان ومن ساندهم في هذا الاحتلال، حيث بدأوا بالضرب على مفاصل توركمن ايلي الرئيسة في تلعفر وطوز خورماتووخانقين ومحاولة عزل هذه المفاصل تمهيدا لتقطيع توركمن ايلي الى اجزاء صغيرة بصورة مستمرة وصولا الى عمق مدينتنا التركمانية الا وهي مدينة كركوك الغنية بالبترول وموقعها الاستراتيجي والتي ما انفكت الاحزاب الكردية تسعى لللسيطرة عليها منذ نهاية خمسينيات القرن الماضي . ولقد سبق لي وان كتبت في هذا الموضوع كثيرا، ولكني اليوم سأحاول التركيز على نقطة الجوهرية ضمن هذه الاستراتيجية الكردية، وهي المادة ( 140 ) . اذ ان ساسة التركمان مع الاسف انشغلوا بها منذ اعلان الدستور العراقي الدائم ولحد هذه اللحظة، مما ادى الى حجب رؤيتهم عن الاحزاب الكردية وهي تمارس ضرب مفاصل توركمن ايلي بتسهيل نزوح مئات الالاف من الاكراد من شمال العراق واكراد دول الجوار الى منطقة توركمن ايلي ابتداءا من تلعفر وحتى مندلي . ان ممارسة الاكراد لسياسة الضرب على المفاصل التي ذكرتها وما يتبعها من تقطيع اوصال توركمن ايلي يذكرني بحكاية صياد اصطاد لقلقا واراد تشبيه اللقلق بطير حسب رؤيته الشخصية فبدأ بقطع منقاره بغية تصغيره واجنحته وكذلك فعل مع ارجله الطويلة، وبعد ما انتهى الصياد من عمله وجد ان طيره الذي ابتدعه لايشبه اي طير في الوجود، وسرعان ما مات الطير المسخ نتيجة الجوع والنزف . ان الاكراد وقد سيطروا بطريقة واخرى على جميع مناطق اقليم توركمن ايلي ممهدين للضربة الاخيرة في كركوك سيتسببون حتما باحداث عدم الاستقرار والامن في مدينتنا التركمانية ومن المحتمل جدا اذا ما استمر الوضوع على هذا الشكل التورط في حرب اهلية لا يتصورها العقل، ولسوف يكون الموت نزفا نهاية حزينة لتوركمن ايلي وبشكل دراماتيكي غير مختلف عن حكاية الطير الممسوخ! انني اخاطب ساسة التركمان كما كنت اخاطبهم في الماضي في مقالاتي بعدم الانجرار والانشغال بالمادة ( 140 ) لان اقليم توركمن ايلي كل واحد لايجوز تقديم جزء منه في الاهمية على جزء اخر، لذلك يتوجب التعامل مع مدينة تلعفر حتى مندلي مثلما نتعامل مع كركوك، والا سنرى من يفاجئنا بمشروع يهب تلعفر وخانقين وغيرها ليلتهمه الاكراد مقابل السكوت عن الاصرار على تطبيق المادة المقبورة . ان قضيتنا ليست كركوك فقط لتحل بمقاطعة اجتماعات مجلس المدينة والرجوع اليها، ان قضيتنا وجود ومستقبل توركمن ايلي الواحد، واختزال هذه القضية المقدسة الى قضية كركوك هوبالضبط الفخ الذي نصبته لنا الاحزاب الكردية وللاسف الشديد وقعنا فيه . ان الاعتراف با قتراف الخطأ، أوعدم الالمام في امور ما ليس عيبا ولا ضعفا حيث قال رسولنا الاعظم في حديثه الشريف "الرجوع عن الخطأ فضيلة" . ومن هذا المنطلق، فاني أرى أن على ساسة التركمان التفكير اكثر من مرة في صناعة القرار السياسي فلقد كان المفروض عليهم التفكير اكثر من مرة عند عدم المشاركة في ( اجتماعات مجلس المدينة وبالاحرى الانسحاب من المجلس ) لا سباب تم ذكرها في حينه، ثم العودة في 20 / 5 /2008 الى المجلس . انني هنا لا اود التعليق على تفاصيل العودة ولكنني اقول كان المفروض العودة الى مدى تنفيذ المطالب التي تم عرضها على الحكومة المركزية وعلى السيد رئيس الجمهورية، اذ سبق لي شخصيا ان كتبت في هذا الموضوع عدة مقالات، منها حذار من العودة بتاريخ 24/8/2007 وانتخابات مجلس المدينة على الابواب في 15/4/2008 وتوحيد الكلمة والا ...! في 7/5/2008 ومؤتمر اعمار كركوك في 15/5/2008 . انني أرى ان الشعب التركماني هوالمعيار في أمر هذه العودة المفاجئة فهوالذي سيرى وسيلمس صحة وخطأ هذه العودة، غير انني في هذا السياق سوف اكتفي بالقول وبكل صراحة ان القومي الحقيقي الذي يؤمن بمبادئه وقيمه يجب عليه ان يكون اخر من يأكل واخر من ينام وأول من يفدي بحياته،. وسأعود الى الكتابة بالتفصيل عن هذه العودة ورأي الشخصي فيها اذا لم يحصل التركمان على المقاعد المطلوبة في محافظة كركوك . كلمة اخيرة اود اضافتها وهي أن الانسان قد خلق على مختلف الافكار والاطوار فمنهم صاحب عقيدة تراه يفدي نفسه في هذا الدرب ومنهم من هوقابل للتغيير والسير خلف السراب، وعليه استغلت الاحزاب الكردية هذه الشخصيات بطريقة وبا خرى من حيث تكليفهم بالمناصب وتطميعهم بالجاه اواغرائهم بالمال مما جعلهم يعملون بالخفاء مع هذه الاحزاب تحت مسميات مختلفة منها (لجنة الاستشارية لمتابعة قضايا التركمان ولجنة الاغاثة والمساعدات)، حيث اشترطوا ان يكون المشتغلين من التركمان فقط . لقد تم رصد هذه الظاهرة الخيانية بحق الشعب التركماني قبل ايام من انتخابات مجالس المدينة فعليه يجب الانتباه الى هذه النقاط، وضرورة طلب المشورة من بعض الشخصيات التركمانية الملمين بالسياسة والمخلصين لقوميتهم والمبعدين عن الساحة السياسية من قبل ومن بعد...!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |