|
غالبا ماتحمل احاديث رسول الله محمد ص وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام عمقا ونورا يكاد يضيئ في العقول الانسانية حتى كأن احاديثهم الشريفة نسخة أما من علم عظيم، او هو نسخة من واقع غائب لايناله قبل اوانه سواهم عليهم السلام جميعا، وهذه حقيقة قد اشار لها بعض أئمة المسلمين من اهل البيت الكرام عليهم السلام عندما قرروا : ان لاحاديث الرسول واهل بيته نورا يلامس القلوب والعقول معا !. وهكذا القرءان الكريم عندما يتحدث عن فعل الرسول محمد ورسالته العظيمة للبشرية وفي البشرية جمعاء، فأنه لايغفل الاشارة الى ان هذا الرسول وهذه الرسالة أتت لتخرج الناس من ظلمات الجهل الى نور العلم !. فالرسول نور وحديثه نور ووجوده نور وحركته نور .......، فمن الطبيعي ان يكون لكلامه نورا يلامس شغاف قلوب العلماء وأصول ادمغتهم الفكرية والشعورية والنفسية والروحية ايضا !. نعم يحلّ محل الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه واله وسلم بعد رحيله من هذه الدنيا والحياة بذرتا نور الاسلام والهداية وهما القرءان وأهل بيت الرسالة لقول رسول الله ص :(أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا) !. وهذا القرءان نور، واهل بيت الرسالة علم ناطق ونور كامل لتكتمل دائرة نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور !. هنا وفي مثل هذه الاجواء الفكرية العميقة يصادفنا وفجأة قول الحبيب المصطفى محمد ص لعلي بن ابي طالب ع :(أنا مدينة العلم وعليّ بابها فمن أراد العلم فليأت الباب) فياترى ما الدواعي والاسباب التي دفعت محمد رسول الله ص ليقول هذه المقولة !. لاتذكر كتب الحديث الاسباب الواقعية التي حركت هذه المقولة للرسول الاعظم محمد ص، مع انه لاشيئ في حياة النبوة والرسالة بلا سبب وجيه، وبالخصوص مايختص بنطق الرسول الاعظم محمد ص الذي لاينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى، ومن المعقول جدا على هذا الاساس ان نفهم ان هناك مقدمات هيئت لحديث الرسول الاعظم محمد ص (انا مدينة العلم وعلي بابها ..) للخروج الى واقع الحياة الاجتماعية الاسلامية انذاك، ولا اقل ان اردنا فهم الحديث بصورة علمية وواقعية رسالية ان نفترض : ان هناك سؤالا كان يطرح حول ظاهرة العلاقة الحميمية جدا بين عليّ بن ابي طالب من جهة وبين محمد رسول الله ص من جهة اخرى، وهل هي علاقة نسبية فقط ؟. أم ان هناك شيئ اعمق بكثير يربط بين محمد رسول الله وأمير المؤمنين علي بن ابي طالب ع؟. فكان الجواب الرسالي المحمدي على مثل هذه الاسألة الافتراضية تقول :(انا مدينة العلم وعلي بابها ...)) وكأنما الجواب يريد قول الاتي على لسان رسول الله محمد ص : لاتعتقدوا ان علاقتي الحميمية بيني وبين اهل بيتي وبالخصوص مع عليّ بن ابي طالب هي من منطلق العاطفية فحسب، او لمجرد العلاقة النسبية لاغير !. لا ... وانما هناك علاقة ارقى واعلى منزلة من ذالك، وهي العلاقة الرسالية العلمية التي تربطني مع عليّ بن ابي طالب، فأنا رسول أحمل مدينة من العلم واسعة، وعليّ بن ابي طالب باب هذا العلم الرسالي الذي هيئه الله لحمل علم الرسالة من بعدي، ولتدخلوا هذا الباب سجدا ان انا انتقلت الى الرفيق الاعلى، وعلى هذا الاساس المتصل بتبليغ الرسالة والعلم والوحي والدين والشريعة، كانت العلاقة الحميمية التي ترونها بيني وبين علي بن ابي طالب، ولهذا أقول :(أنا مدينة العلم وعليّ بابها فمن اراد العلم فليأت الباب)!. او ان هناك على فرض سؤال قد طرح في زمن الرسول محمد ص، او انسان قد تحرك بعدائية نحو علي بن ابي طالب ع متسائلا عن : من يكون هذا العلي بن ابي طالب وموقعه في الحياة والاسلام ؟. وعلى هذا جاء قول الرسول الاعظم محمد ص شارحا منزلة علي بن ابي طالب في هذا الدين وهذه الشريعة، فكان قول الرسول جوابا لسائل قد جهل منزلة علي بن ابي طالب الدينية، ليقول (علي باب مدينة علم الرسالة) فافهم !. وعلى اي حال أردنا فهم الواقع الرسالي النبوي في مثل هذه الاسألة التي تلاحق الاسباب الواقعية التي حركت من مكانة الرسالة والنبوة المحمدية لتلقي لنا هذه الجوهرة المحمدية بحق علي بن ابي طالب عليه السلام !. ولكنّ هل هذا كل النور الذي يحمله حديث :(انا مدينة العلم وعلي بابها ...)) ؟. أم ان هناك الاكثر يحمله مضمون هذا الحديث الشريف بين طياته، ليطلعنا فيما بعد على سعة المقول المحمدي وشمولية ادراكها الربانية ؟. بالطبع هناك الاكثر في مثل هذه الاحاديث النبوية الشريفة والعالية المنزلة، ولاأقل من تناول ستة محاور فكرية لهذا الحديث النبوي الشريف نرى انها من الاهمية بمكان جيد بحيث يشير لها الحديث نفسه باعتبار انها عناوين رسالية اسلامية مهمة يجب الالتفات لمضامينها الفكرية، وهي الاتي : اولا : محور أنّية الرسالة المحمدية . ثانيا : محور رسول المدينة . ثالثا : محور مدينة العلم وعلم المدينة . رابعا : محور تشبيه الرسول بالمدينة . خامسا : محور باب المدينة عليّ ع . سادسا : محور علم عليّ المدني .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |