أنقذوا  الموقع الالكتروني للحكومة العراقية

 

مهند حبيب السماوي

Mohanad.habeeb@yahoo.com 

لا أعلم من هو المسؤول الفعلي عن الإخفاق الذي يتعرض له موقع الحكومة العراقية على الشبكة العنكبوتية  ؟

هذا السؤال هو المدخل الذي سابدأ فيه مقالتي عن موقع الحكومة العراقية http://www.cabinet.iq/ , حيث كنت مراقباً لهذا الموقع منذ عدة أسابيع حرصاً مني على ان تكون مقالتي عنه موضوعية ومحايدة الى حد ما وليست تهجمية شخصية خصوصاً وأنا الحريص _ أو هكذا ازعم _ على ان يتطور الإعلام الحكومي الالكتروني في العراق لدرجة يصل فيها الى مصاف الدول المتقدمة التي تهتم بالإعلام الالكتروني من حيث اعتباره باب من أبواب التمدن والحضارة والمهنية في السياسة الحكومية .

هذا الموقع يمثل الموقع الرسمي للحكومة العراقية  الذي توضع فيه نشاطات وفعاليات رئاسة الوزراء فضلاً عن نشاطات الوزرات العراقية المختلفة، ولهذا فان له أهمية ليست بقليلة ويجب أن يحظى بدعم حكومي رسمي منقطع النظير لأنه
يمثل _ بكلام مختصر _ واجهة العراق أمام العالم والباب الذي تطّلع من خلاله دول العالم على نشاطات الحكومة العراقية وبياناتها الرسمية، بل يجب ان يكون للموقع أكثر من لغة عالمية حية انكليزية وربما فرنسية حتى من خلاله يمكن ان تحكم تلك الدول على مدى تمدن الحكومة العراقية ودخولها العصر الميديائي المعاصر على حد تعبير ريجيس دوبريه.

ولكن هل هذا فعلاً الذي حصل في هذا الموقع ؟

الجواب كلا وألف كلا ....أكتبها وكلي أسف ومرارة على حال الإعلام الالكتروني الحكومي !

في يوم الخميس الماضي المصادف(5-6-2008) والذي شهد مجيء وزير الخارجية الإماراتي الى العراق في زيارة مهمة تكسر قليلاً من الجليد الوهمي الذي وضع بين العرب وبين العراق، في هذا اليوم دخلت على موقع الحكومة الالكتروني لأجد خبر يتعلق بتصريح الدكتور علي العلاق الأمين العام لمجلس الوزراء حول خطة إستراتيجية لاستيعاب الشباب العراقي وهو خبر تحت تاريخ 2-6-2008 ولازال حتى يوم الخميس موجود في الموقع الرسمي للحكومة العراقية!!!

هذا من جهة ... ومن جهة أخرى كان السيد رئيس الوزراء نوري المالكي قد التقى مع الأستاذ الهاشمي نائب رئيس الجمهورية في يوم الأربعاء ولكن الموقع لم ينشر ذلك على الرغم من أن موقع الهاشمي الالكتروني http://www.alhashimi.org/  الذي يعد من أفضل _أن لم أقل أفضل _ المواقع العراقية من الناحية الفنية والتحديثية , حيث نقرأ الخبر في هذا الموقع وتحته اليوم والشهر والسنة وحتى الساعة والدقيقة أي 2008/06/04  في
 الساعة 18:52  .

كما ان موقع الرئاسة العراقيةhttp://www.iraqipresidency.net قد نشر الخبر أيضاً بعد ساعات معدودة من حدوث اللقاء وبحرفة تحريرية عالية من قبل موظفيه الذي يتمتعون بحس من المسؤولية عالي جداً, وكذلك الحال بالنسبة للخبر في موقع رئيس الوزراء http://www.pmo.iq/ الذي نجده منشوراً فيه، كما ان الخبر قد ظهر أيضاً في موقع المركز الوطني
للإعلام http//www.nmc.gov.ig  مع الصورة بشكل جميل .

طبعا لا أحتاج أن أذكر القارئ الكريم بان الإمكانيات المادية والبشرية والتكنولوجية التي تتواجد في موقع الحكومة العراقية هي اكبر وأكثر من كل الإمكانيات الموجودة في المواقع الأخرى.... وهنا يحق لي ان أسال ببراءة ؟

لماذا هذا التقصير في قضية هذا الموقع الالكتروني المهم ؟

ومن هو المسؤول عن هذا التقصير ؟

وكيف يمكن للحكومة العراقية ووجوهها الإعلامية كالدكتور علي الدباغ الناطق باسم الحكومة او السيد ياسين مجيد وهو المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء , كيف لهما ان لا ينتبها لذلك ؟

وهل الميزانية الضخمة التي تملكها الحكومة العراقية تعجز عن بناء موقع الكتروني قابل للتحديث ساعة بساعة  ويتمتع بمهنية وشكل فني ممتاز  ؟

ثم دعني اسأل من ناحية أخرى ...

هل من الممكن ان لا يوجد أي نشاط حكومي او وزاراتي من يوم الاثنين المصادف
 (2-6-2008) حتى يوم الخميس( 5-6-2006) ؟

لماذا لم توثق الوزارات العراقية نشاطاتها وبعض فعالياتها الكترونياً من اجل إرسالها في أسبوع كامل ؟

ولماذا هذا التأخير في نشر الخبر وإنزاله في الواقع وهو لا يحتاج سوى لدقائق معدودة تبدأ بتحريره وتنتهي في وضعه في الموقع الالكتروني ؟

هل تعجز الحكومة العراقية ان تأتي بمجموعة من الموظفين ربما لا يبلغ عددهم أصابع اليد ومن المحترفين من خريجي قسم الحاسبات وما أكثرهم لكي يقوموا بهذه المهمة ؟

أين اللجنة الوطنية العليا للإعلام التي تم تشكيلها بموجب أمر رئيس الوزراء المرقم 54 والمؤرخ في 19/3/2007 لتتولى مسؤولية الإشراف على الجهد الإعلامي الحكومي من حيث التخطيط والتطوير والتنسيق ؟

أين التخطيط ؟ أين التطوير ؟ أين التنسيق ؟

ومن المفارقات الكبيرة والخطيرة في نفس الآن  في موقع الحكومة الالكتروني هو وجود عبارة  تشير الى ان الموقع بإشراف المركز الوطني للإعلام ...وهنا أتسائل أيضاً ... لماذا موقع المركز الوطني للإعلام يخضع للتحديث المستمر في حين ان موقع الحكومة العراقية لا يخضع لذلك مع العلم ان المسؤول عن كلا الموقعين
 واحد ؟

لماذا نرى تقصير واضح في موقع الحكومة الالكتروني الذي يشرف عليه المركز الوطني للإعلام في حين ان الموقع الالكتروني للأخير على درجة لابأس بها من المهنية وفيه تحديث وذوق أعلامي جيد ؟

لماذا يُداري المركز الوطني للإعلام موقعه الالكتروني على حساب موقع الحكومة العراقية الرسمي ؟

ما هذا التناقض والعشوائية والضبابية التي تخترق هذا الموقف ؟

أيهما أهم .. موقع الحكومة العراقية أم موقع المركز الوطني للإعلام ؟

أين المهنية والاحتراف الإعلامي يا من تحاولون بناء عراق جديد يملك فيه الإعلام سلطة رابعة ؟

أنها أسئلة أطرحها على المعنيين بهذا الموقع في الحكومة العراقية عساها تجد من يسمعها او يستمع لها، وحسبي إني كتبت ونبهت على ما يشوب الموقع من نواقص معيبة بحقهم من اجل تلافيها بالسرعة الممكنة وإنقاذه مما هو فيه سواء من قبل الشخصيات الإعلامية في الحكومة العراقية او المركز الوطني للإعلام او اللجنة الوطنية العليا  للإعلام !!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com