د فيصل الفهد
fas_f2004@yahoo.com

تتزايد يوما بعد يوم حالات الرفض لزعيم قوى الشر في العالم بوش ونائبه تشيني وكانت زيارة بوش الى اوربا حافله بالاحتجاجات من كل شعوب الدول التي حل فيها ضيفا غير مرحب به وطالبت الحشود الجماهيريه بضرورة مواجهة بوش تهم ارتكاب الجرائم ضدالانسانيه في العراق وتقديمه الى محكمة لاهاي..ويستمر المسلسل ضدالرجل الذي اشعل فتيل الحروب وسفك الدماء بلا اي مسوغ.

وفي ذلك يستمر قادة البيت الأسود الأمريكي ومعهم ذيولهم الخائبة في حكومة الاحتلال الرابعة في بغداد التبشير بأن ثمة تحسن أمني تحقق وان العراق يسير باتجاه الوقوف على قدميه، وأن مسئولية الأمن في اغلب المحافظات سوف تُسًلّمْ للعراقيين تباعا... ولكن العراقيون يتساءلون أين هو الأمن والاستقرار!؟"

لقد نجح بوش في إقناع الكثيرين في الولايات المتحدة بأن كل شيء في العراق يسير بشكل صحيح مستخدما وسائل الدعاية التي تخدع الراي العام العالمي بنقل الأخبار الكاذبة بشأن الحالة في العراق ولكن يبقى السؤال بدون اجابه ما هو الجيد في العراق ؟ ..عندما ينظر المرء حوله يجد بلداً خرباً وأن المسئولين سواء كانوا من القوة المحتلة أو الحكومة العميلة غير معنيٌن بحفظ ماتبقى من الحياة الاعتيادية المتبقية ان العراقيين لم يعودوا يتكلمون عن التحسن لسبب بسيط لإنهم لا يرونه ولا يحسون به فهم يرون هذه المزاعم في وسائل الدعايه التي أصبحت وسيله للتنافس في الانتخابات الأمريكية.

ان وضع أميركا في العالم تهاوى خلال السنوات القليلة الماضية وتحديدا بعد احتلالها للعراق وهناك كثيرين من الذين يروا ان إدارة بوش تحاول فرض واقعها لصياغة عالم آمن ومريح لها بصرف النظر عن مشاعر وأحاسيس ومصالح الدول الأخرى.

أن الشعوب الامريكيه تعاني من نقص خطير في الوعي الذاتي فالأمريكيين يقولون لا للأسلحة النووية، في حين تمتلك جيوشهم أكبر ترسانة نووية في العالم؛ ويطالبون باحترام القانون في حين لا تعير حكومتهم اهتماما لمواثيق جنيف؛ وادارة بوش اول من رفعت الشعار السيئ( من ليس معنا فهو ضدنا)، وقادة البيت الأسود يتجاهلون أثر أعمالهم الطائشة على حلفائهم لاسيما تركيا وبقية دول الشرق الأوسط؛وتهدد ادارة بوش ايران وغيرها من المساس بالعراق والقوات الامريكيه تحتله وتحذر الاداره الامريكيه من خطورة تعاظم القدرات العسكريه الصينية بينما تنفق مئات المليارات على صناعاتها ألعسكريه بل ان ما تنفقه امريكا لوحدها اكبر مما تنفقه دول العالم مجتمعة؛ هذا عدا ان بوش وادارته اللعينه لايقيمون وزنا لكل الدعوات الهادفه لحماية المستقبل لاسيما مايتعلق منها بالاحتباس الحراري و التغير

ان اخطر ما يواجه العالم الان وفي المستقبل هو الطريقه التي ينظر فيها الساسة الأمريكان للاخرين، فالمسؤلين في واشنطن ايا كانوا جمهوريين او ديمقراطيين يعظمون المخاوف لدي الشعوب الامريكيه من احتمالات نشوب هجمات إرهابيه ( إرهاب فوبيا) ووجود الدول المارقة وازدياد ظاهرة المهاجرين غير الشرعيين والمنافسة الاقتصادية برغم كل ما تملكه أمريكا من قوة وثروة. ....

محاولات الاداره الامريكيه لاستغلال ما تبقى من ولاية بوش لتحقيق اكبر قدر ممكن من مصالح شركات انتاج السلاح والاطباق على المخزون النفطي الستراتيجي سواء كان في الخليج العربي او في افريقيا السوداء ,وتصعيد الجعجعه الاعلاميه المستمره ضد الإيرانيين رغم ان هناك دلالات تصب في مصلحة الطرفين وبما يعني أنهما متفقان في الباطن مختلفان في الظاهر...فسياسة الهلع والتخويف التي تمارس ضد دول الخليج والتلويح بالخطر النووي الايراني ومسرحيات استعراض القوه الايرانيه للبوارج الامريكيه في مضيق هرمز الا جزء من سيناريو متفق عليه ذلك لان القدرات التكنلوجيه للقوات الامريكيه المسلحه قادره على حسم امور اخطر بكثير من مجرد حركات قامت بها زوارق بسيطه سهله المنال حتى قبل وصولها الى منطقة تشكيل الخطر على البوارج الامريكيه التي لاتتحرك الا عبر منظومه امن وحمايه شديده....

ان كثير من العقلاء في امريكا اصبحوا على بينه من ضرورة محاسبة بوش وتشيني لانهما اقترفا الكثير من الذنوب في الكثير من القضايا التي تستحق التوبيخ لانتهاكهما الدستور مرارا وتكرارا، وخرقهما القانون الامريكي والدولي، وكذبهما على الشعوب الأميركية مرات عديدة، فتصرفهما وسياساتهما البربرية أحالت العراق إلى أثر بعد عين في مختلف نواحي الحياة ناهيك عن الجرائم الكبرى التي ارتكبت ولاتزال بحق العراقيين ..ففي حين جعل بوش وتشيني محاربة الإرهاب المعركة الأساسية للإدارة الأميركية فإن سياساتهما في العراق زادت من تهديد الإرهاب وبعد خمس سنوات من سياسات طائشة ومغلوطة للاحتلال العسكري الأميركي للعراق أصبح ذلك البلد أرضا خصبة للإرهاب ومصدرا لتصديره الى الآخرين والملفت للانتباه هنا أن الرئيس الأسبق بوش الأب ووزير خارجيته جيمس بيكر ومستشاره للأمن القومي الجنرال برنت سكاوكروفت عارضوا جميعهم احتلال العراق عام 2003 فاحتلال العراق قلص من أمن الولايات المتحدة وم يجعل العالم اكثر استقرارا بل حدث العكس تماما.

لقد بات واضحا ان الاداره الامريكيه التي تواجه الفشل في سياستها في العراق لاتنوي التغيير مع ملاحظة ان ما يحدث في العراق خلال الأسابيع المقبلة سيصوغ الأحداث هناك خلال الفترة القادمه وبالنسبة للهالكي ، فان الوقت هو وقت نجاح أو فشل!

ان هناك توجهات جديه لدى عديد من المعنيين بالشأن الأمريكي لتوجيه اصابع الاتهام للرئيس ونائبه على خلفية ما يقومان به من انتهاكات للدستور الامريكي وتاتي قضية احتلال العراق في المقدمه حيث جرى كل هذا من دون إعلان الحرب من جانب الكونغرس وفقا لما يتطلبه الدستور، وفي تحد لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ، واقترن هذا الاستهتار بالحياة والملكية وكذلك بالقانون الدولي بإساءة معاملة المعتقلين بما في ذلك ممارسة التعذيب المنظم وفي انتهاك مباشر لمعاهدات جنيف لعام 1949 لذلك فمحاسبة بوش وتشيني أقوى بكثير من أية قضيه سبق ان طرحت على رئيس امريكي وكانت امريكا ستكون أكثر أمانا وإنتاجا تحت رئاسة أي من رؤسائها السابقين بمن فيهم جورج بوش الاب منه تحت رئاسة بوش الابن.

ان السؤال الذي يتم تدوله كثيرا هذه الأيام في الأوساط ألرسميه الامريكيه كيف يمكن لبلد مثل امريكا كان مثار إعجاب اغلب دول العالم أن يسقط في مستنقع القتل واللاأخلاقية وانتهاك القانون؟ أن بوش و تشيني خدعا الكونغرس مرارا وتكرارا كما خدعا الصحافة والرأي العام في الترويج لاكذوبة امتلاك الرئيس العراقي الراحل المرحوم صدام حسين الأسلحة النووية التي تشكل تهديدا وشيكا للولايات المتحدة ناهيك عن إقناع الرأي العام بأن العراق متورط في هجمات الحادي عشر من ايلول، وهو ادعاء كاذب.

لقد بنيت الإستراتيجية الأساسية لبوش على نشر مناخ الخوف واستغلال هجمات القاعدة عام 2001 لتبرير احتلال العراق وأدت إثارة الخوف نفسها بالمتحدثين باسم الحكومة والصحافيين المتعاونين إلى التعبير عن أننا في حرب مع العالم العربي والإسلامي بأسره، وهو عالم يتجاوز عدد سكانه مليار شخص.

وتستمر ادارة بوش في الكذب على الشعوب الامريكيه والعالم عبر إستراتيجية الخداع نفسها التي أقحمتنا في مستنقع العراق ويمكنها أن تقود امريكا إلى غزو دول اخرى ...و لو غزا بوش بلدا آخر، فإنه سيكون ذلك بمثابة انتهاء للنفوذ الأميركي في الشرق الأوسط.

ان الولايات المتحده الامريكيه تشكل 4% من كوكب نصفه آسيوي، ونصفه فقير، وثلث سكانه مسلمون أصبحوا يواجهون السياسات الأميركية الحمقاء في الفترة الأخيرة بدل ماكانت تشيعه من انجازات في الماضي وادارة بوش بنظر كثيرين هي أميركا، وسمعتها تهشمت، ولن تتعافى بالعمل بدافع الخوف ولكن بالتعامل الايجابي مع العالم من حولها واحترام عقائد الآخرين ودراسة الابعاد الكثيرة للحقيقة التاريخية وتسخير التقنية الحديثة لغايات بناءة والنظر ابعد من الفكرة المبسطة للخير والشر.

ان المطلوب من الرئيس الجديد عند ادائه اليمين ليس اخافة الامريكيين البسطاء بل استعادة احساسهم بالوحدة و الايمان بالديمقراطية و بالمسئولية تجاه الاخرين وبشكل اكثر قوة من أي احتكام للخوف. أن أفضل هدية يمكن لرئيس أميركا القادم أن يمنحها لبلاده وللعالم هي أن يضع نهاية لسياسات الخوف. الخوف الذي يأتي من العراق الذي تحول إلى برميل بارود، وأفغانستان التي تشهد صراعاً دامياً، وإيران التي أصبحت خطراً محتملاً، وكوريا الشمالية التي تحولت إلى لغز لم نعثر على حله بعد، وهناك أيضاً باكستان التي تضم جميع العناصر التي تسبب لأمريكا صداعاً دولياً...

ثم هناك تنظيم "القاعدة" وفروعه الذي يستحق من ادارة بوش او من سياتي بعدها أقصى اهتمام ممكن، لأنه عندما يكون هناك أناس يقولون إنهم يريدون الانتقام من امريكا، فيجب ان ياخذ ما يقولونه على محمل الجد

، فإننا حصل الامريكيين على جرعة زائدة من الخوف في السنوات الأخيرةلان الاداره الامريكيه تريد من الشعوب الامريكيه عدم الاهتمام بحماية دستورهم، وأقل اهتماماً بما يمثله القانون الدولي، وأقل احتراماً للحلفاء، وأقل قدرة على التمييز في بحثهم عن الحقيقة، وأقل تدقيقاً في مساءلة وتمحيص ما يقوله قادتهم لهم. لقد تعرض الامريكيين للابتزاز من قبل البيت الأبيض كي يعتنقوا ثقافة الخوف التي قادت، وضيقت مجال سياستهم الخارجية، وعملت في الوقت ذاته، على تسميم قدرتهم على التواصل بفعالية مع الآخرين

وأحد مظاهر الخوف عدم الرغبة في التفكير بجدية بشأن وجهات نظر بديلة؛ ن المطلوب من الرئيس الامريكي القام ان كان يحب بلده حقا يتعامل مع الآخرين باحترام وان يتعاطى مع القضايا العالمية بروح المسؤليه والثقة المسخرة للأهداف الانسانيه هي أفضل ما يمكن ان تكون عليه أميركا.

aأن حوالي 60% من الأميركيين يقولون الآن إن احتلال العراق كان خطأ، وإن معظم الأميركيين يحبذون الآن جدولا زمنيا للانسحاب، وان الأغلبية مستعدة لـ(سلام بأي ثمن)،فالامريكيين وكل العالم ادركوا اليوم ان الإحتلال لم يكن مهتماً اطلاقاً بتنفيذ أي من وعوده لشعب العراق .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com