حكايات أبي زاهد (84) .. ( ضاع الگدر علينا)
محمد علي محيي الدين
abu.zahid@yahoo.com
يؤدي سوء الإدارة، والافتقار إلى المعرفة،والجهل بتسيير الأمور،إلى حدوث فوضى أدارية كبيرة،تعرقل خطط التنمية والبناء،وتعيق عمليات التغيير،التي نسعى جاهدين للوصول أليها،من أجل رفع المستوى ألمعاشي للفرد العراقي،ولشيوع البيروقراطية في الدوائر والمؤسسات،نرى مدى الإرباك الذي يعاني منه المواطن،وعمق المعانات في أنجاز معاملته،فالقوانين السارية لا زالت حبيسة الطرق القديمة البالية،التي تجاوزتها أكثر الدول تخلفا،في ظل الثورة المعلوماتية،وانتشار الطرق الحديثة في التعامل بين الدوائر المختلفة،فقد يستطيع المواطن في البلدان المتحضرة والمتأخرة الحصول على جواز سفره في ساعات،أو أخراج أي وثيقة رسمية بوقت وجيز،في الوقت الذي لا زلنا نعاني من الروتين القاتل،فإذا أردت الحصول على البطاقة الشخصية،أو هوية الأحوال المدنية،فعليك الوقوف في طابور الذل والإهانة،وسماع الكلمات المؤدبة من هذا أو ذاك وتحمل حرارة الشمس اللاهبة،أو زمهرير الشتاء في مكان مكشوف وعندما تحصل على الجائزة الكبرى بالوصول لشباك التذاكر،تفاجأ بالسيد الموظف الكريم،يطلب منك وثيقة ما،أو جلب طابع،أو مراجعة موظف آخر،وفي هذه الحالة عليك العودة لإكمال الناقص،والوقوف في الطابور من جديد،ولو كان المواطنون سواسية في التعاملات ،لهانت المشكلة،ولكن يدخل فلان أو علان وهو شامخ بأنفه بكبرياء دونها انتفاخ الطاووس،وكأنه يقول أنظروا أيها الناس (أنا أبن جلا وطلاع الثنايا متى ألج الدوائر تعرفوني) ويدخل أصحاب الشأن والحضوة في المملكة الجديدة لينصرف الموظف الشريف لإنجاز معاملاتهم،غير عابئ بمن يقف في الطابور،ليجسد المساواة بأجمل صورها في مملكة الشحاذين،ولو علم أولي الأمر ممن يتربعون على كراسي الحكم الوثيرة،أن هذه الممارسات الضارة لها تأثيراتها الحادة على المواطن،الذي سيكفر بالوطن والمواطنة،لعملت المستحيل من أجل استئصالها والقضاء عليها في حرب لا تبقي ولا تذر،أسوة بالإرهاب المسلح،لأن هذا هو الإرهاب المقنع المسلح بالروتين والتعالي على المواطنين،ولكن السادة المسئولين يجلسون في بروجهم العاجية،في أجواء مريحة تحيل الصيف شتاء والشتاء صيفا،مما لم يراه آباء آبائهم أجمعين،أن المواطن سادتي الكرام سيتذمر من هذا الوضع،ويصاب بالإحباط والنقمة على هذه الحكومة التي أوصلها إلى مركز القرار وتركته نسيا منسيا يتربع في زوايا الإهمال والنسيان،وسيتمنى زوالها والخلاص منها،عسى أن يأتي من هو أفضل منها،لذلك على الحكومة الحالية أن تعيد حساباتها وتنظر مجددا في أيجاد أساليب جديدة لإخراج الوثائق وطرائق التعامل مع المواطنين،وإلغاء الكثير من المفاصل الزائدة التي لا يتطلبها الواقع،والاستفادة من خبرات الدول المتقدمة في هذا المجال،واعتماد وسائل الأنصال الحديثة في أنجاز معاملات المواطنين ،بدلا من الطرق القديمة التي عفي عليها الدهر وأصبحت من عصور ما قبل التاريخ،والاستفادة من الموظفين العاطلين الذين يقظون الوقت بالثرثرة،أو ترك الدائرة،لأن التضخم الموجود في دوائر الدولة ،لا يتناسب وحجم الخدمات المقدمة للمواطنين،فهل تطيح ثورة المعلومات بالأطر القديمة أم ينتصر القديم على الجديد،ونبقى(ذاك الطاس،وذاك الحمام)صرخ سوادي:عاشت أيدك ،ولا عاب حلگك،هذا الحچي الزين اللي تريده الناس،مو حچت دار فور،وگال ساحل العاج،أحنه وين وذولاك وين ،حاچيني بمصيبتي ،وعيف مصايب الوادم،شفنه أشكال وارناگ،لحد سأل علينه لحد جابنه بالطاري،وگول عله لساني،والله لو يدرون المسئولين شيصير بالدواير،چا شگو أهدومهم وطلعوا مصاليخ،ولو يدرون صايره كلمن أيده أله،ويطلعون القوانين من مزبلة النظام السابق،وردوا من جديد لو تدفع لو تشلع،وردت العنجهية الفارغة،والأساليب الضارة،وما يدرون الموظف خادم للناس ،مو الناس خدام عد الخلفوه،ويأخذ راتب عالخدمه اللي يقدمها لسوادي وربعه،مو عله حساب جهامته الحلوة،مو النوب يردون سوادي ينطيهم حتى يسوون معاملته،وإذا تگولون اشتكوا عدمن نشتكي،إذا كلهم واحد تافل بحلگ الثاني،وكلهم شركه بالوارد من يخلص الدوام،،والحكومة لأزم تقدر الأمور وتشوف حل، وإذا تيهنه الگدر نظل طول أعمارنه ما نلبس ثوب،يگولون يوم من الأيام الشمس خطبت الگمر،وچان الجهاز عله العروس،دزت الخياط يفصله ثوب،أخذ الخياط الگدر وچان الگمر استوه طالع،بعد أسبوعين أجه يگدر الثوب عليه،لگه الگمر كبران،خبر للشمس بالصار،گالتله فصل ثوب جديد،أخذ القياس ماله وخيط الثوب الجديد،لمن گدره عليه طلع چبير،راح للشمس وخبرها،گالت للگمر(يا گمر گللنه شنو مقياسك ،تره ضاع الگدر علينه)عاد ولا أحنه،لو تگولون ديمقراطية، لو تگولون بيروقراطية،وهيه كلها قراطيه،حتى نعرف شنسوي،نمشي عالقانون،لو نبلع الموس ونسكت......!!!
العودة الى الصفحة الرئيسية
في بنت الرافدينفي الويب