هل عجز المسلمون عن طرح رؤية عصرية تتلائم مع التطور وروح العصر

القسم الاول

توطئة: من اجل وحدة المسلمين، ومن اجل تقريب وجهات نظرهم، وتوحيد رؤيتهم، احببنا ان نكتب ونبحث في مايجعل رؤيتهم موحدة ومتطابقة في بداية ونهاية الاشهر القمرية لما لها من تاثير على توقيت الجوانب العبادية كالصوم في اشهر السنة كصوم رجب وشعبان ورمضان، او في الحج كاشهر ذي القعدة وذي الحجة ومحرم، وغير ذلك من المنسبات المشهورة بين المسلمين مما ليس للدين فيها دخل.. وماجاءت هذه الاختلافات الا من اختلاف الراي ووجهات النظر، واليوم فالمسلمون بحاجة الى توحيد وجهات نظرهم امام العالم وامام انفسهم خصوصا في هذا العصر المتقدم .. عصر التكنولوجيا.. فالمسلمون اليوم بحاجة اكثر من أي وقت مضى للوحدة والتخلص من تركات الماضي الذي اثر فيه مجموعات متكلسة التفكير لاتستجيب للضرورة الشرعية والنداء الرباني الذي يدعو الى الوحدة وينبذ الفرقة.

ديناميكية الاسلام لعبت دورا مهما في تنظيم حياة الانسان في بعده الزمني في مرحلة بدء ظهور الاسلام في الجزيرة العربية وقبل اكثر من 1400 عام كان المجتمع قبليا صغيرا لايتعدى بضعة الاف من المسلمين وفي بقعة صغيرة من العالم حيث كان الحوار على اشده بين اصحاب العقائد وكان الاسلام يتحرك بديناميكية ورؤية جديدة للكون والحياة.. وقد ناقش القران الكريم حركة النجوم والكواكب وطبيعة وحركة الشمس والقمر وجعل لهما دورا مهما في اوقات الصلاة والصيام من تقسيمه لليوم الى اقسام منها الفجر وطلوع الشمس والظهر والعصر والغروب والعتمة وانتصاف الليل والشفع والوتر الى غير ذلك من الاقسام سواء منها الخيط الابيض او الخيط الاسود وغير ذلك من مواقيت الحج وتقسيم الاشهر سواء الاشهر الحرم واشهر الحج والعمرة ونظم عملية الزمن للانسان كالعدة والحيض والطهر والخمس والزكاة والكفارات وقضاء الصوم الى غير ذلك من الامور لايتسع المقال لذكرها بشكل مفصل ونكتفي بذلك.

الاختلاف في تحديد بداية ونهاية الشهر انما جاء بسبب الافتقار الى اساليب الفهم الموضوعي للتراث لقد لعب التباين في الفهم لموضوع رؤية الهلال الى الاختلاف في تثبيت الاوقات الشرعية سواء في تحديد دخول وقت الصلاة او رؤية هلال الشهر وبالخصوص اشهر رمضان وشوال وذي الحجة لكون هذه الاشهر لها علاقة وثيقة بامور الصوم والحج والاعياد، كما لعبت الاشهر الاخرى في تحديد المناسبات الدينية كالمولد النبوي الشريف والمبعث والعاشر من محرم الحرام وفي تحديد العطل الرسمية مما ولد فجوة اجتماعية وسياسية بين معتنقي المذاهب سببها اختلاف الفقهاء واختلاف الحكام بالشكل الذي افسد روح المعنى لهذه المناسبات والاعياد ومواقيت العبادة.

ضرورة حسم الخلافات الضيقة

ففي توقيت صلاة الفجر اختلف المسلمون في تحديد الوقت بين رؤية الفجر فسمي بالفجر الصادق وذاك بالفجر الكاذب فتقدم البعض وتاخر البعض الاخر ولو حسبت الفرق بينهما كان قليلا.

لايوجد اختلاف جوهري في الاوقات 

وبالنسبة الى صلاة الظهر فلايوجد فرق بين المذاهب واقصد بشكل عام بين الشيعة والسنة وبالخصوص بين المذهب الجعفري والمذاهب السنية الخمسة.. واختلفوا في وقت صلاة العصر فمنهم من قال ان وقت العصر يبتدا بنهاية صلاة اربع ركعات من صلاة الظهر ويكون بقية الوقت مشترك على ان تتقدم صلاة الظهر على العصر حتى نهاية الوقت بمقدار 4ركعات تكون لصلاة العصر وقال السنة ان للعصر وقتا اخر يبتدا بشكل عام بعد صلاة الظهر باكثر من الساعة كم هو مشهور.. وبالنسبة لصلاة المغرب فاندخول وقتها عند السنة عند سقوط قرص الشمس وقد اختلف الشيعة الامامية في ذلك بالاحتياط وتاخيرها حتى ذهاب الحمرة المشرقية أي بعد سقوط قرص الشمس بحوالي ربع الساعة او اقل بقليل من ذلك. 

الاختلاف ليس في الجوهر وانما في الطبيعة الجغرافية ( الزمكانية – أي في الزمان والمكان ) واما بشان رؤية هلال شهر رمضان او شوال لتحديد الصيام او الافطار فقد اختلف المسلمون السنة والشيعة في ذلك وافي هذا العصر بدا الاختلاف بين دول المذهب الواحد فالدول السنية بدات تختلف بعد ان كانت موحدة وكذلك الحال بالنسبة للشيعة، فليبيا تختلف عن مصر، ومصر تختلف عن السعودية وهكذا.. وبالنسبة للشيعة فالعراق يختلف عن ايران، وشيعة اووربا يختلفون فيما بينهم، ويختلفون بينهم وبين شيعة الشرق الاوسط وهكذا الحال بالنسبة للسنة.

لذا ينبغي مناقشة الموضوع مناقشة موضوعية لعلنا نهتدي الى مايطيب الخواطر ويهدئ النفوس ويوحد القلوب.

الاختلاف الحقيقي هو الاختلاف الزماني المعتمد على خطوط الطول الجغرافية الارضية فمن الناحية العلمية فان هناك اختلافا في خطوط الطول وخطوط العرض بين الدول فقد تقع دولا في خط طول واحد او خط عرض واحد وقد تختلف، وقد تكون هناك دولا مجاورة واخرى غير مجاورة، وقد يكون في بعضها نهارا وفي بعضها ليلا وقد يكون الافق واحدا او مختلفا أي افاق متعددة حيث اختلف الفقهاء في مسالة وحدة الافق او تعددها.

اختلاف الفقهاء جاء من اختلاف الروايات

ان اختلاف العلماء والفقهاء جاء من اختلاف الروايات ومن المهم ان نذكر ان الحوار اذا دار في المباحات فانه امر سهل واسهل من ان يكون الخلاف بين حلال وحرام.

يمكن الجمع بين الاراء مادامت تدور في دائرة المباحات ولحل هذه الخلافات بين اصحاب المذهب الواحد وبين المذاهب يمكن الجمع بين الاراء مادامت تدور مدار المباحات ولاتخرج من حلال ولاتدخل في حرام.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com