|
جلال جرمكا/ كاتب وصحفي عراقي/ سويسرا عضوألأتحاد الدولي للصحافة وعضومنظمة العفوالدولية في الحلقة السابقة كنا قد تطرقنا الى لقائي بتلك الغجرية التي صادفتها في العام الماضي... دعوتها لوجبة غداء في مطعم لبناني حيث صديقي اللبناني / الحاج عباس كان بأنتظاري هناك. كالعادة وكمهنتها طلبت منها أن تقرأ فنجاني.. ولكنها كانت تنوي تأجيل فنجاني والبدأ بفنجان صديقي.. ولكنني رفضت الفكرة وقررت أن يكون فنجاني ألأول !!. وافقت بشرط أن تتحمل قساوة ماموجود في فنجاني... فولفقت !!!. = هل تتحمل صراحتي .. ياولدي؟؟. ـ مستعد أن أسمعك وحتى ألأخر.. أبدئي ياسيدتي.. أستعجلي.. = فنجانك غريب ياولدي.. أرى عساكر.. وعساكر.. وعساكر.. أين بقية الناس ياولدي؟؟. عساكر لايعرفون لغتكم ياولدي..يحملون أسلحة غريبة.. قلوبهم كالصخر.. اليات عجيبة وغريبة ياولدي!!. أنهم غرباء في بلدك.. جاؤا ليبقوا أشهر عديدة.. ولكن تحمل صراحتي ياولدي.. أراهم يشيدون دوراً ومعسكرات من الفولاذ.. وهذا يعني سيصبحون من أهل الدار ياولدي!!!. سيتزوجون منكم.. وسيحملون أسماءكم.. وسيتنعموا بخيراتكم ياولدي!!.. أما أنتم ستبقون كما أنتم لابل أسؤ... الم أقل لك أتركني ياولدي؟؟؟ أي فنجان هذا؟؟؟ أي بشر أنت؟؟ من أي بلد أنت ياولدي؟؟؟. أرى المئات لابل آلآف من البشر محصورين داخل أسوار عالية ياولدي..أنهم بشر بقدمين ويدين ولكن صدقني ياولدي رؤسهم مركبة عليها أشكال والوان.. دعني أضع نظارتي ياولدي.. أنهم كالذئاب ياولدي!!!. ذئاب جائعة لاتشبع ياولدي!!!.. سرقوا.. نهبوا.. ومستمرون في السرقة ياولدي!!!. بلدك يطفو على مادة سوداء لزجة ياولدي... آهاااااااه من هذه المادة السحرية التي جائت من أجلها كل هذه العساكر وجلبوا معهم هذا القطيع من الذئاب ياولدي!!!.. هذه المادة نقمة وليست نعمة ياولدي!!. صلوا ياولدي.. نادوا على الرب أن ينشف هذه المادة من بلدكم .. من دونها صدقني ستعيشون بسعادة ياولدي!!!. أنت من بلد الخيرات ياولدي :
الغجرية تقرأ وأنا ومعي صاحبي / الحاج عباس كلنا آذان صاغية.. كيف أقاطعها وكل كلامها من عيار 24 قيراط .. وضعت رأسي على الطاولة وسرحت والغجرية مستمرة في قرأة فنجاني الملعون..هي مستمرة وأنا مستمر في بكاء صامت!!.. يا لهذا اليوم المشؤم؟؟؟ جئت أقضي وقتا جميلا مع صديقي ولكن أي وقت هذا.. الدموع تنهمر من عيناي وكأنها نهري دجلة والفرات.. عدلت نظارتها وقالت : = الم أقل لك أن فنجانك غريب ياولدي... هل أكمل أم أكتفي بهذا القدر؟؟؟. ـ أقبل يداك ياسيدتي أستمري.. ولم السكوت والتوقف؟؟؟. = وهل تتحمل صراحة فنجانك ياولدي؟؟؟؟. ـ نعم ياسيدتي.. أرجوكي أسرعي.. لا أتحمل ألأنتظار .. + أنظر ياولدي : أرى ماردان كبيران.. أحدهما على مايبدو ومن ملابسه أنه رجل دين .. وألأخر يرتدي ملابس غربية ويضع على رأسه قبعة طويلة ملونه.. أحدهما في الشرق وألأخر في الغرب.. يحملان منشارا كبيرا بعرض دولتكم ياولدي.. يريدان تقسيم بلدكم ياولدي... ولكن تأكد وأطمئن لم ولن يستطيعا ذلك.. هل تعلم لماذا؟؟. ـ لماذا؟؟؟. = لكون المنشار مصنوع لقطع ألأخشاب.. وبلدكم مصنوع من الفولاذ... أطمئن لم ولن يتقطع بلدكم ياولدي!!. ياااااااااااه لهذه البشرى العظيمة.. شكرت الباري بأن وطننا سيبقى واحدا موحداً... الف الف شكر أيتها الغجرية وهو المطلوب.. أما بقية ألأمور فكلها ثانوية وومكن معالجتها !!!. وأستمرت في قرأة فنجاني.. أي فنجان هذا؟؟؟ فنجان أم قاموس سياسي؟؟. = أنتم تحبون الهجرة... بالأخص الشباب.. أرى آلآف من هؤلاء الشباب في طوابير غير منتظمة يحملون حقائب على ظهورهم ينتظرون السفر !!. عقول بشرية هائلة تنتظر السفر لابل الهجرة ألأبدية!!!. نساء تخشى الخروج الى الشارع... لماذا ياولدي؟؟؟. .. أنا أعرف أنكم مسلمون.. وفي أعتقادي أن للمرأة أحترامها في كتابكم.. لم هذا ألأجحاف ياولدي...؟؟؟. من غير وعي... صرخت بوجهها : ـ كفاك أيتها الغجرية... يالك من أمرأة قاسية !!!.. لم كل هذا التشاؤم؟؟ الايكفي كل الذي جرى لأهلي وناسي طيلة السنوات الماضية ؟؟؟ وقفت لحظات... أخذت نفسا عميقا من سيكارتها الثالثة.. نظرت الى عيناي المدمعتان.. أبتسمت أبتسامة صفراء ... وقالت: = أنك عجيب ياولدي.. الم أنذرك بغرابة فنجانك؟؟؟.. لذلك يجب أن تتحمل مافيه أولا وصراحتي ثانية.. هل أستمر ياولدي؟؟؟. لاياسيدتي........ الف لاء.. لنؤجل الكلام والفنجان الى لقاء أخر أن شاءالله .. = وهو كذلك.. وأنا ألأخر تعطلت عن عملي... أشغلتني كثيرا.... لم ولن أرى فنجانا مثل فنجانكم ياولدي... قبل الوداع أردت أن أكرمها بشىء من النقود... رفضت بشدة وقالت : = يستحيل.. أكلنا وشربنا.. وتمتعنا بالجلوس معكم... الى اللقاء.. الى اللقاء أيتها الغجرية العجيبة.. من يدري لعلنا لم نلتقي... ولكن لاء.. فأعطيتها رقم هاتفي وعنواني ألألكتروني.. أنها غجرية وفية.. سألتقي بها حتما وحينها أعاهدكم بأنني سأوافيكم بكافة التفاصيل ... الغجرية كانت السبب في تأخير صديقي / الحاج عباس من العمل.... يااااااااااه لقد جلسنا مع تلك الغجرية ساعتان وكأننا جلسنا دقائق فقط ... الغريب وبسبب قساوة وغرابة فنجاني نسينا فنجان صديقي / الحاج عباس... ماعليش ياخيو حاج... سنلتقي بها ثانية أعاهدك أن تكون أنت ألأول ... كان الله في عون أهلنا وناسنا.. اللهم أحفظ العراق وشعب العراق .... آمين يارب العامين ..
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |