|
العراق الذي يعيشه اليوم العراقيون والذي لم يعد فيه صدام عراق غريب ولامعقول وربما يقترب من العبث في الكثير من الاحيان , حيث لم نسمع في حياتنا ابد وجود حكومة تخلو من نصف وزرائها وتستطيع ان تستمر في البقاء او تقديم الخدمات كما هو الحال في الحكومة العراقية التي تخلو من وزارء التوافق ووزراء التيار الصدري والقائمة العراقية. الادهى في هذه القضية ان الحكومة الموقرة الديمقراطية التي جاءت بالانتخابات تزعم وتدعي انها حكومة وحدة وطنية ...تصورا المصيبة ... حكومة وحدة وطنية ...فالكذبة ليست واحدة ... وانما مزدوجة ... اولا لانها اصلا ليست حكومة ...لان الحكومة التي تقام على المحاصصة الحزبية والطائفية والقومية والمحسوبية ليست حكومة ولايمكن ان نطلق عليها حكومة الا مجازاً ...فهل يمكن ان نقول عن هولندا حكومة ...وعن حكومة المحاصصة انها حكومة ...اكيد لا الثانية ..انها ليست حكومة وحدة وطنية ...فالحكومة يسيطر عليه بعض الاحزاب المتنفذة التابعة للاكراد والدعوة والمجلس واخرين ...وتخلو من وزراء التوافق والعراقية والصدريون.. المفروض من المالكي ان يقوم بنفسه بامحاولة ارضاء هذه الكتل المنحسبة من الحكومة وارجاعها لها اذا اراد ان يطلق على حكومته الموقرة بانها حكومة وحدة وطنية ..وفي الحقيقة قد لايفعل ذلك المالكي مع قائمة علاوي التي تتحجج على الحكومة وتشترط امور غير معقولة لعودتها وكذلك الحال مع وزراء التيار الصدري الذي حوولوا وزاراتهم الى دوائر لمليشياتهم وعصاباتهم .. اقول المالكي قد لايفعل ذلك مع العراقية وجماعة الصدر وربما يكون معذور ولا احد يعاتبه...لكن لايمكن ان يفعل نفس الشيء مع التوافق التي تمثل السنة مثلما يمثل المالكي الشيعة وان كنا لا نوافق على هكذا تصنيف الا انه تصنيف واقعي نأمل ان تتخلص منه السياسة العراقية في المرحلة القادمة ... يمكن للمالكي ان يرفض عودة جماعة الصدر والقائمة العراقية ويقول عن حكومته حكومة وحدة وطنية لكن من المستحيل ان يستبعد التوافق ويقول حينها ان حكومته حكومة وحدة وطنية على المالكي ان يفهم ذلك ...ان كان يريد مصلحة العراق ....
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |