حقوق المراة بين المطالبة والمصادرة

 

حسين الهاشمي

Alhashimi57@hotmail.com

ليس منة من احد ان تستعيد  ألمرأة حقوقها كاملة وان تاخذ موقعها الحقيقي والطبيعي  في المجتمع ، وليس تفضلا من الاخر ان تنصف المرأة وتنحني لها الهامات لما قدمته من عطاء وتضحية وجهاد رغم شعورها بالاضطهاد والظلم ،، فحقوقها التي تريد استعادتها هي هبة الخالق اليها وبالتالي هي حقوقها الطبيعية وان كانت الاعراف والتقاليد قد اختطفتها في غفلة وباصرار احيانا الا ان الزمن لن يعود الى الوراء ابدا واذا كانت بعض البلدان قد اقرت قبل سنوات وعقود حقوق المرأة فان ديننا الحنيف قد اقرها لها قبل قرون وساواها بالرجل حيث خاطبهما دوما ومعا في كل الامور فقال سبحانه وتعالى  ( وللرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مم اكتسبن)  ( ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما ) اذن اين التمييز ؟ واين تفضيل الرجل على المرأة؟ سيقول البعض وما هوتفسيرنا ( وللذكر مثل حظ الانثيين ) فنقول أأنتقاص منها تعتقدون وقد وضعت مسؤوليات وواجبات تجهيز كل متطلبات البيت على الرجل ومن مسؤوليته الشرعية ان يعمل ويكد لتعيش العائلة وليس على المرأة ذلك ، لا بل عليه ان يدفع اجرا لزوجته اذا ارضعت ابنه وطلبت هي ذلك ( وان كانت طبيعة الامومة تمنعها ) اوليست الجنة تحت اقدام الامهات ؟ اولم يوصي نبينا (ص) بالام فقال ( امك ثم امك ثم امك ثم ابوك ) فهل سيعترض الرجل هنا ويقول وبعد كل هذا الجهد تكون الجنة تحت اقدامها ومقدمة علي بثلاث مرات في الحديث ؟ولكن هذا هوالتشريع السماوي ولست هنا لادخل في عمق الفقه والتشريع لانني لست مؤهلا لذلك ولكن من يؤمن بعقيدة عليه ان يعرف ولوالجزء اليسير من حقوقه وواجباته ومن واجبات الرجل عدم مصادرة حقوق المرأة والاعتداء عليها . نعم وبكل تاكيد فان البعض قد ابتعد عن التشريع والالتزام فغصب المراة  حقوقها بتفسير خاطئ واجتهاد ملتوي وتقاليد مجحفة وهنا علينا ان نعي بانه ليس نقص في التشريع بل سوء في التطبيق .

لذا اقول اننا معشر الرجال وبعد ان راينا بام العين حقيقة المراة العراقية بكل انتماءاتها العرقية والمذهبية وهي تضحي بهذا الشكل وبنكران الذات هذا فمن الواجب علينا ان لا ننتظر منها ان تطالب بحقوقها حتى نؤيد ونوافق بل علينا السعي لاقرار هذه الحقوق التي شرعتها السماء ونادى بها الانبياء والائمة والصلحاء لانها تجملت اكثر من الرجل فمن سجن سنين كان مهموما بعائلته ولكنها كانت مهمومة بسجنه ومهمومة بكيفية الحفاظ على البيت من الضياع ومن راح شهيدا الى ربه ترك اما وزوجة واختا وابنة كل تعاني بشكل مختلف وحملت اعباء جديدة يشيب لها الراس .

انها الام التي حملت وربت وسهرت وضحت باعز اوقاتها من اجل طفلها الذي صار شابا يافعا وبكل قسوة امتدت يد الغدر والظلم لتختطفه من بين احضانها وتودعه السجون لتبقى الام في حيرة وحسرة ايعود فيحقق امنيتها بان تراه عريسا ام انها ستستلم خرقة بيضاء فيها مجموعة عظام من قبر جماعي ؟ وهذا الالم والحزن لم يمنعها من رعاية بيتها وزوجها بكل عواطف الزوجة الحنون والام الراعية لاطفالها  والمكلومة بابنها وابنتها .

انها الزوجة التي فقدت زوجها بسبب قسوة الجلاد وبقيت حائرة كيف تربي الاطفال وكيف تبقيهم على وعود عودة الاب وهي اشد شوقا لرفيق الدرب ورب البيت ، وطال الزمن وترك اثاره عليها وهي تربي الاطفال وتمنحهم حب الام والاب معا رافضة الكثير من الطلبات غير ابهة بالتفسيرات والتاويلات مضحية بما بقي من العمر من اجل بقية  تركها الزوج باطفال تراهم يكبرون دون ظل الراعي .

انها الاخت التي عملت على ملء الفراغ الذي تركه اخوها عندما استقر في المعتقل وفي مقبرة جماعية فحاولت ان تكون للام راعية وللاب معينة فيما تختلج في نفسها حسرات الحاجة لاخيها عند المحنة ، تهمل نظرات الاخرين ممن يصدقون اتهامات الحكومة بان اخيها عميل ورجعي ومتامر وهي تفتقد وجوده الحاني الى قربها .

انها الابنة التي عادت من المدرسة متلهفة لرؤية امها وابيها فاصطدمت بوجوه حزينة ودموع غزيرة على وجنة امها واختها وجدتها وظلت تناجيه ليلا وهي تتذكر انه يحملها الى السرير فكبرت على الفراق ومرت الاعياد وهي تنتظر عيد عودته حتى زفت الى عريسها وهي تلتفت عند باب حياتها الجديدة لعل الغالي يمسح على راسها ويقول لها مبروك .

هذه هي المراة العراقية وها هي اليوم تجاهد من اجل الحصول على راتب زوجها الشهيد فلا تجد من يعينها وتلهث وراء راتبها التقاعدي حيث افنت عمرها بالعمل من اجل تربية اطفالها وتحاول الحصول على الغاز لتهيئ لاطفالها الغداء بينما تصبب عرقا لانقطاع الكهرباء .

هل من الانصاف بعد كل هذا نجعلها تجاهد وتعاني وتطالب وتؤسس الاتحادات والمنظمات من اجل حصولها  على حقوقها المكفولة سماويا وقانونيا وعالميا ؟

بكل تاكيد لا اعني من يدعوا للانفلات الاخلاقي والاجتماعي والقيمي فهذا ما يرفضه الجميع  ولكن هذا الاصرار على هضم حقوقها يفسح المجال امام البعض للتصيد وبث السموم حتى تنهار القيم والاخلاق بحجة الدفاع عن حقوق المراة .

ان الاوان لان تتوقف كل المطالبات بحقوق المراة لانها ستجد حقوقها المشروعة مصانة ومحمية بتعاليم السماء وقانون الدولة فتسحبت ادوات اضطهادها من الاخر وبالتالي ستتوجه جهود الام والزوجة والاخت والابنة لتتحد مع جهود الاب والزوج والاخ في بناء العراق الجديد الذي  يعيش فيه الجميع دون تمييز واضطهاد فتبني المستقبل الزاهر لامة علمت العالم الكتابة والقراءة. 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com