فراس غضبان الحمداني / كاتب و صحفي

firashamdani@yahoo.com

كثر الحديث عن إبعاد الاتفاقية العراقية الأمريكية البعض من هذا الكلام حلال ومباح ، والبعض الأخر حرام لأنه يحلل لنفسه الارتباط بأمريكا ويحرمه على العراق وبين هذا الرأي وذاك الناس حيرى في أمرهم وهم لايعرفون هل يكونوا مع الاتفاقية وسندا لها وتحمي بلادهم أم أنها نقمة يجب إن يعلنوا عليها الحرب ..؟ .

الأكثر غرابة هو طول اللسان لأمة العرب حيث ينبري المنظرون والساسة وحتى المواطنون والحديث عن جريمة اقتران العراق باتفاقية بعيدة المدى مع أمريكا فهم يعتقدون إن هذه الاتفاقية حرام على العراق بغض النظر عن نصوصها ومضامينها والعجب أنهم يعرفون جيدا بان مملكاتهم وإماراتهم وجمهورياتهم ترتبط بمعاهدات علنية وخفية مع الأمريكان تكبلهم وتحولهم ليس إلى حلفاء بل إلى عبيد للعم سام وتحول راضيهم ومدنهم وموانئهم إلى معسكرات وقواعد للجيوش الأمريكية والأجنبية والتي تستمتع في ضيافتهم بحقوق يحسدهم عليها حتى الأمراء وفقهاء التطرف الإسلامي الذين يجندون الارهابين وإرسالهم إلى العراق لقتل المسلمين بينما يتركون الأجانب يعيشون بأرض الحرمين عبثا وفي الكويت وقطر وغيرها من المدن يفعلون مالم يستطيع إن يفعله المواطن نفسه بل إن أهل البلاد أنفسهم يتركون مدنهم ويذهبون إلى الاستجمام ويسلمون أوطانهم رهينة بيد الطليان أو الأمريكان هؤلاء لايحق لهم إن يعيروننا بعار هم أهله وإذا كانت لديهم نخوة أو وطنية فليجربوها على أراضيهم ويتركوا لنا شئننا نحن نتدبر أمره بانفسننا .

إما الكلام الحلال فهو من حق المواطن العراقي فله الحق دستوريا إن يسال البرلمان ويناقش الحكومة عن كل حرف مثبت في نصوص الاتفاقية وعليه إن يعرف هل إننا سنضع بنودا وعقودا لزواج متعة وعلاقة عابرة بأمريكا أم إننا سنرتبط بما يشبه عقد الزواج الكاثوليكي طويل العمر كما إننا يجب إن نجعل هذه الاتفاقية تخضع للحوار والمناقشة في كل مفاصل المجتمع لتكون قضية يتحدث فيها الطفل في المدارس الابتدائية والشباب في الجامعات والعمال في المعامل والفلاحين في حقولهم والنساء في أماكن عملهن أو في البيوت .. إذن يجب على وسائل الإعلام وأصحاب القرار إن يحولوا هذه القضية إلى قضية رأي عام لاتمر إلا بإجماع الأمة وضمان حقوق العراق في السيادة وفي علاقة ندية ومتكافئة مع الأمريكان ولابئس إن تكون علاقة صداقة طويلة في ضوء مبادئ الصداقة المشتركة بين دولتين صديقتين متساويتين في الإرادة والقرار.

وعلينا إن ندرك مقتضيات الوضع العراقي ومسببات التدخل الأمريكي وننظر للأخر بواقعية تامة باعتبار إن الخلاص من الغزو الأمريكي بطريقة (القومجية) وأسلوب (العنتريات) أو طرق لاالمتطرفين المتحلقين بالدين قد يقود الأمة إلى الهلاك وتسقطنا والى الأبد في قبضة الاستعمار ولكن التصرف الحكيم بمنطق السياسة المعاصر هو الذي سيجنبنا الويلات والكوارث ويقودنا إذا ما توحدت الأمة العراقية وساد بين كتلها الصدق والإرادة إلى اتفاقية متوازنة تكون نموذجا للعلاقات الدولية الحديثة بين دولتين ذات سيادة ولعل المنطق يقول بان أوضاع العراق ستؤدي حتما باتفاقية طويلة مع أمريكا وهي ليس زواج متعة وإنما علاقة يصفها البعض بعقد زواج كاثيولكي لكننا نأمل إن يكون مبني على المودة والصداقة والتكافؤ بين الطرفين أسوة باتفاقيات أبرمتها ألمانيا واليابان ودول كثيرة ضمنت مصالح البلدين عبر طوال السنين .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com