|
حسب الله يحيى icpmarch@yahoo.com كنا صغاراً على هذا المسار الذي تحمله "اتحاد الشعب" ومن ثم "طريق الشعب" كنا ومازلنا نعد الاتحاد قوة، ومنطق وجود وحركة.. قطافها الحياة. وكبر فينا اتحادنا مع انفسنا ومع رفاق دروبنا الصعبة ومع حزب وجد العقل فيه ينبت زهراً بين شغيلة اليد مثلما شغيلة الفكر والإبداع. كان الواحد منا يحمل كامل الاستعداد على استقبال رغيف خبزه بالصحيفة التي يهوى ويحب ويتمنى "اتحاد الشعب" ذلك ان أصحاب هذا الحبر الشجاع علمونا منذ نبتنا الاول على ان غذاء الفكر أهم بكثير من غذاء الجسد.. ووصلت بنا القناعة ان نعطي دون ان نأخذ أبداً. وتعلمنا من الصحافة الشيوعية ان العقل سيد العالم وان الروح إحساس مدرك لتوجهات العقل، لا التخلي عنه أبداً. فيما كانت "الثقافة الجديدة" على مسافة من ادراكنا، فهي لأولئك الذين يحملون عقولاً كبيرة ويمتلكون القدرة على التضحية من أجل وطن يقدسونه وشعب يذودون عن قضاياه الملحة. وكبرنا مع الكبار.. حتى قيل عن البعض منا اننا نتحدث كلام الكبار حينما يحسب للاعمار حساباتها العمرية ووعيها النابت توّاً. كنا كما نريد ان نكون بقناعتنا التامة وادراكنا ان صحافة الشيوعيين هي الارض البكر التي نرتادها ونزرع انفسنا في اعماقها وان كان السير يخاتل بيننا وبين الاذى الذي قد نجنيه ونحن نخبئ "كفاح الشعب" في مكان القلب منا. وما كنا نخاف خوفنا. كنا نصدّه ونعنفه ونتصدى له.. نتحداه. لذلك عرف الواحد منا ان طريق الكلمة، طريق محفوف بالمخاطر... كما لو اننا نملك أسلحة جرمية.. فيما كنا ندرك ان ما نحمله لا يتجاوز باقة ازهار وحزمة سنابل وجمعاً من الينابيع النقية. فلماذا يخافها هذا البعض.. الذي يظل بعضاً.. وصغيراً من نفسه ومن الآخرين في أي جدل منطقي صريح وصادق؟ وملأتنا "طريق الشعب" عندما جاءتنا في العلن.. ومع ذلك ظل هذا العلن عصياً علينا اعلانه.. ذلك ان الجمرات المخبأة في صفحات "طريق الشعب" ،جمرات دراية مضافة، لا استهلاك يستلبنا حقنا في ان نتعلم كيف نفكر ونحسن ونجعل الروح تستيقظ لا غفلة لاهوتية، وإنما نباهة وإدراكاً معمقاً بالأشياء، كلها. صحافة الشيوعيين.. هي الطبق المفضل الاول الذي تناولته عقولنا بحبّ عميق وعشق أزلي ومازال هذا الذي يحتويه، هذا الطبق الاثير.. موضع الحاجة الملحة والاكيدة والدائمة الذي نحتاج إليه.. حاجتنا الى الهواء والماء ونقاء الهدف كذلك. وكبرنا.. مع هذه الصحافة الفذة، أصبحنا نطال إرادة الذهن الصاحي بارادة من يدرك ويفهم ويقنع.. وتلك مسائل ليست سهلة ولا تأتي عفو الخاطر.. وإنما هي المدرسة التي وجدنا انفسنا فيها وما بقي من العمر ينتمي في السر والعلن الى مدرسته الاولى.. وقناعاته المبكرة التي أثمرت هذا الضوء الذي يملأ علينا الزمان والمكان. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق عيد الصحافة العراقية جريدة "طريق الشعب"
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |