حنين صادق

anahorra@yahoo.com

عندما انتقدت الاستاذ نجاح محمد علي على تعليق له قصير قرأته رفض فيه استخدام لغة القذف والتشهير الأخلاقي باسماعيل الوائلي شقيق محافظ البصرة محمد مصبح الوائلي، كنت أتساءل فقط عن الذي يربط السيد نجاح بالوائلي وكنت أود أن ينبري الاستاذ نجاح للرد على مقالي، الا أنني فوجئت أن الذين قاموا بالرد استندوا الى التأريخ وهاجموا السيد نجاح وكان أمامهم سبب واحد فقط هو  معارضته للمشروع الأمريكي لاسقاط نظام المجرم صدام.

في تلك الفترة، وعبر مراجعة الأرشيف وجدت أن معارضة السيد نجاح للمشروع الأمريكي لم تنطوي أبدا على دفاع عن المجرم صدام،ولم يكن السيد نجاح معاديا لبيت سماحة الحكيم مثلما أشاع بعض الردود.

وليس دفاعا عن السيد نجاح فهو شأنه هو ولكن لأنني أنا من أثرت الموضوع فعلي من الواجب الأخلاقي أن أرد قليلا بهذا المقال المنشور في عدد كبير من المواقع ومنها جريدة الزمان العدد 1356 التاريخ 2002 - 11 -

 تحت عنوان :

افكار حول التعاون مع امريكا لاسقاط النظام - نجاح محمد علي

مرة أخري أعود للكتابة عن المشروع الأمريكي الرامي الي احتلال العراق وغزوه والسيطرة علي منابع النفط والطاقة فيه، وفي عموم المنطقة بذريعة اسقاط النظام لأن بعض من الأعزاء لم يفهم أو لم يشأ أن يفهم دعوتي السابقة الي الاقتداء بسماحة السيد محمد باقر الحكيم في موقفه الرافض غزو العراق واحتلاله وبقاء القوات الأمريكية فيه ولو ليوم واحد، (ورأي فيها تراجعا عن موقفي الرافض لفكرة التعاون مع أمريكا والمشروع الأمريكي برمته) وقال عنها من أحترم رأيه إنها تتناقض والموقف المبدئي الذي تبنيته بشأن رفض المشروع الأمريكي وكل تفاصيله.

في عالم السياسة لا يوجد صديق دائم ولا عدو دائم بل توجد مصالح دائمة، لكن ما نعتقد به ونختلف عن الآخرين بشأنه،وما أثبتناه في اجتماعات تأسيس جماعة ثقافية سواء في النقاشات العامة، أو في اللقاءات الثنائية الخاصة مع الاخوة الأعضاء هو تأكيد أنني شخصيا لا أعتقد بشرعية النزال الشخصي مع هذا الزعيم العراقي المعارض أو ذاك (ولا أعتقد أنها معركتي) وتهمني المبدئية في المواقف لأنني أعارض المواقف إذا كانت لا تنسجم مع ما أؤمن به ولا أعارض الأشخاص.

وحتي منذ أن بدأت في معارضتي للمشروع الأمريكي (فانني أعلنت غير ذات مرة) أنني لا أعارض شخصا بعينه لأنه فلان، وقلت أكثر من ذلك، بل أكثر مما يقوله أنصاره (إنني أعتقد بمرجعيته الدينية وكونه مؤهلا للافتاء والتقليد) لكنني لا أتفق معه في موضوع الاستعانة بالأمريكان لاسقاط النظام، وقلت مرتين في قناة سحر الايرانية الفضائية إن بين الذين ذهبوا الي واشنطن (وأقصد من بين الجماعات الستة) مجتهدين يبررون عملهم باطار شرعي أي أنهم يملكون الدليل الشرعي ليبرؤا ذمتهم، لكن في الجهة الأخري، المعارضة للمشروع الأمريكي (يوجد مجتهدون أيضا) يحرمون التعاون مع أمريكا.. والأدلة إذا تعارضت تساقطت، وعلينا هنا أن نبحث عن الدليل العقلي الذي يستند الي ان أمريكا تعمل من أجل ضمان بقاء الكيان الاسرائيلي، والادارة الأمريكية فيها يهود ومسيحيون صهاينة وهم يعملون من أجل (اسرائيل) غير الشرعية.

وفي احد اللقاءات معي علي الهواء مباشرة مع قناة أبو ظبي (عندما كنت في الامارات) وكنت قد نشرت فتوي سماحة آية الله العظمي السيد صادق الشيرازي حفظه الله المؤيد (ضمنا) لفكرة التعاون مع أمريكا لاسقاط النظام، وكان سماحته حدد ذلك بالموازين الشرعية، علقت أيضا علي الفتوي التي أصدرها المرجع الديني الأعلي آية الله العظمي السيد علي السيستاني وتنوع الفتاوي في ضوء فتوي العلامة الكبير السيد محمد حسين فضل الله حفظهما الله، بما ملخصه أن الأرجحية في هذه الفتاوي هي لحوزة النجف الأشرف خصوصا وأن سماحة آية الله العظمي السيد سعيد الحكيم حفظه الله، أصدر هو الآخر فتوي تحرم التعاون مع أمريكا. وقرأت بعد ذلك تصريحا لسماحة السيد الحكيم حفظه الله أشار فيه الي أنه يقبل فتاوي النجف إذا تأكد له صدورها من دون ضغط أو اكراه...

بالنسبة لي فإنني شخصيا لا أفتش عن فتوي في هذا الموضوع، لأنني أعتقد أن الموضوع محسوم وإنني لا اعتقد بفكرة التعاون مع أمريكا ضد بلدي الحبيب، ولو بلغ ما بلغ. وقلت مبرراتي، وقلت أيضا ربما أكون مخطئا، وعزائي أنني أحب وطني ولا يستطيع أحد المزايدة علي في ذلك. لكن ما دفعني الي الكتابة بعد طول انقطاع، بل وطلبي من أخوة كتبوا يؤيدون ما أذهب اليه، أن يكفوا عن استخدام لغة التشهير والتسقيط، هو أن الجماعات التي ذهبت الي واشنطن في آب (اغسطس) الماضي، لم تتخذ موقفا واضحا من تصريحات الادارة الأمريكية بشأن تعيين حاكم عسكري أمريكي في العراق، ومن مسألة بقاء القوات الأمريكية في العراق عدا السيد الحكيم.

لقد كنت واضحا في ما قلته في هذه المسألة ولم أتراجع قيد أنملة عن أفكاري ومواقفي وما قاله السيد الحكيم للصحف البريطانية يسجل له، وقد طرق سمعي من مصادر ايرانية موثوقة أن سماحته ربما يتراجع عن فكرة تأييد الضربة الأمريكية (نشرت ذلك أيضا في قناة أبو ظبي عندما أذعت خبر زيارة الطالباني لايران).

ولم أسجل في ما كتبته (دعوة للاقتداء بالسيد الحكيم) أي انحناءة عن مواقفي السابقة، بل العكس من ذلك كنت سجلت انتقادي الشديد لحركة اسلامية ولشخصية معروفة في آن: الحركة التقت الأمريكان وكانت تنتقد التعاون معهم، والشخصية (وهو مرجع ديني) تحدثت لي أنها لا تملك شفافية لاصدار رأي بشأن هذا الموضوع.

ويخطئ من يظن أنني أبحث عن شهادة حسن سلوك عند هذا أو ذاك لأن شهادة حسن

السلوك يمنحها الله فقط المطلع علي النيات والعليم بما تضمر النفوس، الذي حدد لنا خياراتنا في مواجهة الظالمين، وأمرنا أن لا نركن الي الذين ظلموا، وألا تكون غاياتنا تبرر لنا الوسائل، فنحن لم نعارض النظام من أجل أن نجلس بدلا منه في سدة الحكم، واكرر ما قلته يوم الثلاثاء الماضي 29 تشرين الأول (اكتوبر)، أقول لهؤلاء وهؤلاء إن عليهم جميعا الاقتداء بالسيد الحكيم في موقفه المعلن والصريح الرافض لبقاء القوات الأمريكية في عراقنا الحبيب ولو ليوم واحد حتي إذا فاتهم القطار الأنجلو أمريكي....

والمؤسف أن الذين يطالبونني بالمبدئية وأنا عليها، هم أنفسهم غيروا من مواقفهم وهم يريدون ركوب القطار الانجلو أمريكي نفسه الذي كانوا يقولون إن حزب البعث ركبه! وهم الذين تراجعوا عن المبدئية في قبولهم الاجتماع الموسع للمعارضة الذي أمرت به واشنطن، ورضوا أن يكونوا حصان طروادة في ضرب العراق. 

جريدة (الزمان) العدد 1356 التاريخ 2002 - 11 – 4

http://www.azzaman.com/azz/articles/2002/11/11-04/796.htm

.......

انتهى المقال وأتمنى من الاخوة والأخوات أن يشاركوا في التعليق بمايناسب المقام دون تجريح لأننا نحن العرقيين علينا أن نتدرب على لغة الحوار ونتعلم أن الاختلاف لايعني نهاية المطاف في علاقتنا كشعب يريد الوحدة والاستقرار والأمن والسلام.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com