فراس غضبان الحمداني/ كاتب وصحفي

firashamdani@yahoo.com

 قديما قالوا ومازالت الأجيال تكرره وفي ذلك حكمة (إذا كان الكلام من فضة فان السكوت من ذهب)، إن هذه الحكمة المتوارثة لها دلالات ومعاني كثيرة ولكن وللأسف إن البعض من الذين أدمنوا على التصريحات والظهور عبر الفضائيات بمناسبة وغير مناسبة قليلو المعادلة واصبح إن سكوتهم من فضة وان ثرثرتهم الإعلامية أو الفضائية ستمهد طريقهم إلى كنوز الذهب وتثبيتهم في مناصبهم. نقول هذا الكلام ويشاطرنا في ذلك فئات الشعب المسحوقة والمحرومة ’ ونحن نتابع التصريحات غير المسؤولة من بعض المسؤولين العراقيين أو الناطقين باسمهم فهي أولا مجرد وعود عسلية وبعضها يتقاطع مع البعض الأخر وما يقوله زيد ينفيه عمر وما يؤكده العاني يسفهه الدليمي وما يسلط عليه الضوء الموسوي يفنده الدباغ وما يؤكده الناطق العسكري يتجاهله الناطق المدني وصارت الفضائيات تنقل وتائر هذه السيمفونيات الغير متناغمة بل هي تعيد وتصقل بالتصريحات الرنانة خاصة التي توئجج الصراعات وتصعد المواقف فهي كما يقولون مثل طير المندو الذي يصول ويجول مابين السماء والأرض ولا يلتقط إلا الأفاعي السامة ولا يجد مكانا يلقيها فيه إلا وسط أهله وناسه .. هكذا تفعل الكثير من وسائل الإعلام وللأسف الشديد تضع الملح في عمق الجرح وتتلذذ بمشاهد الألم وصور القتل وتستأنس بتصاعد الخلافات وتناقض التصريحات وبهذا طبقت البعض من وسائل الإعلام ذات النظرية وقد أهملت الفضة وفضلت إخبار وتصريحات الإثارة لأنها بالنسبة لهم يقبضون ذهبا حتى لو كان الثمن قتل الناس جميعا لان الفتنة التي تنقلها وسائل الإعلام اشد فتكا من القتل العمد . يامعشر الساسة عليكم إن تخرجون السياسة من أساليب النخاسة واتقوا الله في شعبكم لان سكوتكم وصمت بعض الفضائيات واحتجاب بعض الصحف والإذاعات هو الذهب الحقيقي لأنه يعني إيقاف التحريض والتصعيد وليس إمامنا إلا إن نقول كلمة طيبة تجمع الناس على الخير والمحبة أو نصمت والى الأبد ونترك لأصحاب القلوب الطيبة والأقلام البيضاء والأصوات النقية والعقول الفتية إن تقول كلمتها ولتذهب كلمات الحاقدين إلى الجحيم فلا يحيق المكر السيئ إلا بأهله والله من وراء القصد . 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com