|
طارق عيسى طه لمحة بسيطة عن الولايات المتحدة الامريكية واطماعها في العالم .ان الولايات المتحدة الامريكية القطب الاوحد الذي لا توازيه قوة في العالم اجمع ,عسكريا واقتصاديا وتكنولوجيا ووو المعروف بان الاحتكارات النفطية والتصنيع العسكري وستراتيجيتهما هما الموجه الحقيقي الذي يرسم سياسة هذه الدولة وتنطبق عليها مقولة الدولة المارقة ,وقد كان دورها التاريخي هو قيادة الارهاب العالمي وشن الحروب على الدول الصغيرة الضعيفة ,دخلت بناما لاعتقال رئيسها ,هاجمت كوريا والفيتنام وساندت الصهيونية العالمية في كل مواقفها ضد الشعب الفلسطيني ,وتأمرت حتى على منظمة الامم المتحدة بقولها اذا لم تكن المنظمة الدولية تعمل لخدمة الولايات المتحدة الامريكية فلا يوجد مبرر لاستمرارها ,ووقفت ضد قرارات هيئة الامم المتحدة مستعملة حقهافي استخدام قانون النقض (الفيتو) وقد ادانت محكمة العدل الدولية واشنطن مرات عدة ,بسبب اعمالها العدوانية ,من هذا المنطلق فان عقد اتفاقية بين هذه الدولة القوية والجمهورية العراقية لا يستند على شرعية دولية وهذه الاتفاقية بادرة عبودية طويلة الامد مع الدولة التي لم ولن تحترم حق الشعب العراقي في السيادة الوطنية وكانت عملية غزو العراق احادية لم تحصل على موافقة مجلس الامن الدولي , اذ لا يوجد قانون يبيح غزو دولة ضعيفة لمجرد الاشتباه بامتلاكها اسلحة دمار شامل ,او لان الحكم فيها ديكتاتوري اذ ان من المعروف بان امريكا ترتبط بعلاقات ودية مع كثير من الدول الديكتاتورية في العالم , 2 ان عقد اتفاقية بنودها لا زالت سرية لم تظهر الى العلن الا تسريبات صحفية وبعض المقتطفات يدل دلالة قاطعة على وجود اتفاقية غير عادلة وفي النية الغدر بالشعب العراقي وسيادته الوطنية ,لقد صرح السيد نوري المالكي في عمان بان الجانب الامريكي قد قدم شروطا مخلة بالسيادة الوطنية ولهذا رفض المفاوض العراقي هذه الشروط وارجعها طالبا تعديل بعض الفقرات الخاصة بذلك , ان السؤال الذي يطرح نفسه كيف تستطيع جمهورية مثل العراق وقعت تحت حكم الاحتلال الامريكي نتيجة غزو ,ان تتفاوض مع الدولة التي دخلت البلاد عنوة متحدية القوانين والاعراف الدولية ؟وخاصة بان المسؤولين الامريكان قد صرحوا سابقا وعلى سبيل المثال لا الحصر وزير دفاعها السابق وليام كوهين عام 1999 بان بلاده ستستخدم القوة احاديا للدفاع عن المصالح الحيوية التي تشمل ضمان الدخول غير المقيد الى الاسواق العالمية ومصادر الطاقة والمصادر الستراتيجية , يضاف الى هذا وذاك بان الاكتشافات الاخيرة تدل على وجود احتياطي من النفط يفوق الاحتياطي السعودي ,وان امريكا غزت العراق لتحقيق اهدافها الاقتصادية والتوسعية وتمرير سياسة الشرق الاوسط الكبير للسيطرة على المنطقة برمتها ,ان سرية المفاوضات وسرية الشروط والعجلة في تمرير وعقد هذه الاتفاقية قبل عرضها على مجلس النواب بالرغم من الضعف الذي عليه هذا المجلس يدل على الخوف من المراقبة الشعبية والرفض الشعبي لمثل هذه الاتفاقية الجائرة , ان العراق بلد محتل ولا يملك صلاحية توقيع اتفاقيات طويلة الامد التي سوف تكون اكثر ظلما وتعسفا من السياسات الكولونيالية التي مورست في بداية القرن العشرين الا ان احفاد الشهداء ممن انتفضوا على معاهدة بورتسموث التي سالت فيها دماءهم أنذاك واستطاعوا اسقاط المعاهدة الجائرة سوف يرفضون الاتفاقية طويلة الامد مع امريكا , لقد حان الاوان لقيام جبهة وطنية تدعو جميع القوى الخيرة من عمال وفلاحين ورؤساء عشائروقوى ديمقراطية وقومية شريفة لتكون نواة مصالحة وطنية شعارها جدولة خروج الاحتلال ,والقضاء على العنصرية والطائفية من جذورها وارجاع الملايين المهجرة الى بيوتها وارجاع الكوادر العلمية للقيام بحملة مكافحة الارهاب والامية واعادة اعمار العراق
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |