|
الحقبة المالكية
يوسف جمال-كاتب وصحفي عراقي مر العراق على مر العصور بحق تاريخية مظلمة عاش فيها الانسان العراقي الويلات والمصائب والكوارث البشرية والاقتصادية والاجتماعية الا انه في كل مرة من هذه المرات ينهض كالعنقاء من بين الرماد متحديا بطش وظلم الطغاة والعملاء والخونة الذين يعيثون بارض العراق فسادا وهي ارض المقدسات الطاهرة التي تجد في ابنائها خير من يدافع عنها في وجه هؤلاء الخونة والعملاء. واذا كان التاريخ قد تناسى الحقب المظلمة في تاريخ العراق وآخرها حقبة الغزو التتري للعراق على يد المغولي هولاكو فان مغول اليوم هم اشد فتكا وايذائا بالشعب العراقي واكثر امعانا في سفك دم ابناء هذا الشعب ارضاء لاسيادهم واولياء نعمتهم الذين اجلسوهم على الكراسي حتى ينفذوا برامجهم التي ترمي الى المزيد من نهب الثروات وتمزيق وحدة هذا الشعب الابي الاصيل. اليوم يلهث المالكي وراءه سيده بوش على تكبيل العراق باتفاقية انتداب قانونية دولية معترف بها ولسان حاله يقول انه يريد ان يخرج العراق من بنده السابع ويؤيده بذلك الحكيم الملائي الذي طبل لهذه الاتفاقية من قبل اي بمعنى قبل ان تاتي الايعازات من ايران للتظاهر الشكلي ضد هذه الاتفاقية لان واقع الحال تريد ايران ان تكون شريك اقليمي فاعل من وراء هذه الاتفاقية الاستعمارية الانتدابية الطويلة الامد. كل هذا يجري علنا امام انظار العالم والحكومة العراقية والبرلمان والانظمة العربية جميعا وعراب ومروج هذه الاتفاقية هو المالكي ذاته بمباركة الملك عبدالله الثاني في لقاء بوش المالكي في ايلول العام الماضي واليوم يتحدث الجانب الامريكي عن اتفاق امني بموازة اتفاق اطار الشراكة الاستراتيجية وهذا الاتفاق عرابه الكردي برهم صالح الذي يدير الحوار عن الجانب العراقي تصوروا ان الاتفاق الامني واطار الشراكة الاستراتيجية الطويلة الامد مع العراق وامريكا هو اتفاق متكافئ بين طرفين او دولتين متكافئتين ذات سيادة واستقلال تام. من بغداد تنطلق المظاهرات الايرانية تندد بالاتفاقية وتعدها مصدر خطر على امنها واستقرارها واستقلالها ويذهب الوفد العراقي برئاسة المالكي الى ايران لطمئنة الجار العزيز ولي النعمة وماوئ ذئاب عراق اليوم وقبل سفرة يلقنه سيده بوش بما سيقوله للنظام الايراني عبر دائرة تلفزيونية مغلقة ومن ايران يذهب المالكي الى الاردن نقطة انطلاق المعاهدة. انظروا كيف تدور الامور ومن اين منطلقها ومنتاها ولاتتصوروا ان منطلقها عمان او بغداد او طهران او واشنطن كلا ان هذه الاتفاقية منطلقها من تل ابيب ولحماية تل ابيب وعزل العراق عن محيطه العربي وتسليمه مناصفة بين امريكا وايران حتى يدرك الحكام العرب ان هذا العصر هو عصر صهيوني بحت شاءوا ام ابوا وان عاصمة اسرائيل الجديدة هي واشنطن وليست تل ابيب.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |