هزيمة المنتخب العراقي .. والحرس القديم

 

سهيل أحمد بهجت

sohel_writer72@yahoo.com

لعل البعض يستغرب عن كتابتي موضوعا يتعلق بخسارة منتخبنا الوطني أمام فريق البداوة "القطري" وظهور منتخبنا بمستوى هابط؟ إذ عادة ما أكتب في السياسة واللاهوت، لكنني وجدت نفسي وفي خضم خيبة الأمل الكبيرة التي تسبب بها عدنان حمد للجمهور العراقي الذي يحلم بأن يرى أبناءه يلعبون في كأس العالم بأن من الضروري أن نتوصل إلى أسباب الهزيمة ولا نكتفي بتفسير كل شيء بعقلية المؤامرة والأكاذيب.

لا شك أن كل المؤسسات العراقية، بما فيها الرياضية، ينخر فيها الفساد والعقل القديم الذي هونتاج البعث الهالك، فبدأ بالمدرب عدنان حمد ومرورا بأعضاء الاتحاد الكروي العراقي وانتهاء بالعاملين في القسم الرياضي في تلفزيون العراقية والرياضية التابعة أيضا لشبكة الإعلام العراقي، كل هؤلاء يتعاملون مع الرياضة عموما وكرة القدم خصوصا بعقلية البعث وثقافة الشعارات الوطنية والقومية البالية ويهمشون الجانب العلمي والواقعي، ولا استبعد أن أشخاصا مثل السيد حسين سعيد وأحمد راضي هما من المسؤولين عن إفشال المنتخب الوطني وإيقاف تطوره.

تصور معي عزيزي القاريء معلقا رياضيا عراقيا يعلق في قناة الرياضية معلقا على أسباب فشل الكادر النرويجي الذي أُزيح عن إدارة الفريق واستبدل بعدنان حمد، علل فشل المدرب النرويجي بأنه: عديم "الغيرة"..))!! وكأن كرة القدم هي لعبة ظهرت في جزيرة العرب والبادية والمجتمعات القبلية.. وهذا التعليل الغريب كان سببا كافيا في إقناع حسين سعيد ـ وهوابن المدرسة البعثية ـ واتحاد الكرة بالإتيان بمدرب "وطني"!! من سكنة الأردن وضيف البعثيين في المنافي، وكانت نتيجة هذه العقلية "البدوية" هوخسارة المنتخب لعدة مباريات واستمرار العقلية "القديمة" في إدارة الفريق.

حينما فاز المنتخب العراقي ببطولة آسيا بقيادة المدرب البرازيلي ((جيوفاني فييرا)) فإن العراق كمنتخب كان مختلفا كليا عن هذا المنتخب المهزوز والفوضوي رغم أن غالبية اللاعبين هم أنفسهم دون تغيير، لكن ثقافة "الغيرة" و"الحماسة" و"الهوسات" هي التي دمرت كرة القدم العراقية وعلى الأرجح لن يكون هناك تغيير حقيقي في لعب ومستوى الفريق ما لم يتعامل العراقيون مع الرياضة والسياسة وكل مجالات الحياة بمنطق العلم والتجربة والخبرة ولا ننكر أهمية الغيرة والحماسة لكنهما ثانويان جدا إذا ما قورن بالجانب العلمي.

وحينما خسر المنتخب العراقي أمام قطر وتحدث المدرب السابق "فييرا" عن حزنه وألمه لخسارة المنتخب العراقي، راح معلق القناة الرياضية وبالأصح أحد محلليها الرياضيين يحمل المدرب السابق جزءا من المسؤولية عن الخسارة لفييرا كونه "حضر هذه المباراة"!! وكان على أحدهم أن يسأله: ولماذا كان عدنان حمد عديم الشخصية إلى حد أن يتأثر المنتخب بحضور مدربه القديم.."؟ هذا إن صح هذا القول، ببساطة إنها عقلية البعث المهزوم الذي يكره كل ما هوغربي ويمجد كل ما هو"وطني"!! وإن كان أسوأ الأشياء.

ويا ترى هل كان القطريون بمدربهم الأجنبي واللاعبين المستوردين أكثر "قيرة ـ الغيرة بلهجة البعض" من العراقيين؟ أم أنهم بحثوا في الأسباب العلمية والعملية للفوز؟ ولا أقول أن علينا أن نستورد لاعبين من الخارج لأن العراق يمتلك مواهبه الكافية لكن لماذا نستمر في تسليم مقاليد الأمور إلى الحرس "البعثي" القديم وبالتالي يمنعنا هؤلاء من الاستفادة من الخبرات العالمية والخبرة البرازيلية والأوروبية خصوصا في هذا المجال؟.

أترك الجواب للحكومة واتحاد الكرة وقبلهم للجمهور العراقي الكريم.

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com