في مسلسل قدمته قناة الشرقية العراقية عن أزمة الكهرباء،قام أحد أبطال المسلسل بسرقة خط كهربائي من أحد أعمدة الكهرباء الوطنية المخصصة للطوارئ،فكانت الكهرباء تنقطع بين دقيقة وأخرى،وعندما تتبع مصدر التيار ظهر أنه قد ربط خطأ على خط الترفك لايت،فكانت كهربائه تعمل وفق نظامه المعروف،واعتبرت هذا المشهد الكوميدي في وقتها من المبالغات المعروفة عن الشرقية،ولكن ظهر لي أن لا مبالغة ولا هم يحزنون،فقد اعتمدت كهرباء بابل على هذا المسلسل وربطت خطوط النواحي والقرى على هذا الخط،وهذا ما حصل لنا في مدينتنا الصابرة،فقد كانت الكهرباء الوطنية التي تتكرم المحافظة مشكورة بإعطائها لنا بمعدل ساعتين في اليوم الواحد فقط كانت تتقطع بين دقيقة وأخرى مما يعني أنها قد ربطت عمدا على هذا الخط المتقطع،وقد أدى هذا الاهتمام المنقطع النظير من الكهرباء اللاوطنية إلى إحراق الكثير من الأجهزة الكهربائية،ودفع ببعض العائلات الكريمة إلى قطع التيار الوطني نهائيا والاعتماد على الخطوط القومية الأخرى.

أن الكهرباء الوطنية في العراق تمثل خير تمثيل وطنية وزير الكهرباء العراقي الذي لا أدري من أين جلبته لنا الحكومة العراقية،فهل وجدته في (الملاقط) حتى تتحفنا بهذا التحفة الذي مضت ثلاثة سنوات على وزارته المباركة دون أن يقدم شيئا يستحق الإشارة إليه،لعدم قدرته على توفير الكهرباء أو تحسينها،بل أن الأزمة تفاقمت أكثر خلال هذه السنوات العجاف،لأن الوزير الهمام يتمتع بحصانة من السماء، جعلته بمنأى عن المحاسبة والعقاب،فقد استدعاه مجلس النواب الموقر قبل أكثر من عام،لمحاسبته عن تقصيره في توفير الكهرباء،فأدعى حينها أن السبب الأول هو الإرهاب الأعمى ووزارة النفط،وأن ما بين حانه ومانه ضاعت الكهرباء،ثم ضحك على جماهير شعبنا الأبي وممثليهم الأشاوس عندما وعد بأن الكهرباء ستستقر خلال ستة أشهر،وها هي سنة ونصف مرت على استدعائه الأول دون أن يتحرك خطوة واحدة لتحسينها،أو ينبري أحد لمحاسبته عن تقصيره وتقاعسه،لأسباب لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم،فيقال أنه من التكنو قراط غير المحسوبين على أي طائفة أو قومية أو مذهب،فإذا كان هكذا التكنو قراط فالأمر يستحق البكاء والعياط،لأن العراق لا ينفعهم أوتوقراط أو سقراط ويبقى طول العمر بالعف وال..آط.

أقول هذا بعد المعاناة الشديدة التي نواجهها نحن عباد الله المساكين الذين نعيش في العراق الجديد،فانا أسكن في ناحية من أكبر النواحي العراقية،إلا أنها مبتلاة بسبب تاريخها الأسود في مقارعة الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة،مما دفعهم لإهمالها وتهميشها،وسأزعج القارئ الكريم بلمحات عنها،فالمدينة سميت نسبة للقاسم أبن الكاظم(ع)،وتأتي في الترتيب الخامس بين المدن المقدسة ذات القباب الذهبية،وكانت الناحية الوحيدة في بابل التي خرجت فيها المظاهرات المناوئة للحكم الملكي العميل،،وبعد ثورة تموز المجيدة كانت من قلاع الثورة،فاستباحها الحرس القومي في شباط المشئوم،وامتلأت السجون بأبنائها في عهد العارفيين البغيض،وبعد انقلاب تموز سعى البعث لتغيير أسمها لاعتقاده أنها سميت باسم زعيم البلاد قاسم،ولكن أنكشف له ما كان يجهل ،فكانت من المدن المعلمة بالخط الأحمر في خرائط البعث،ولم يجري فيها أي بناء أو أعمار أسوة بالمدن المجاورة التي سارت في خط الثورة،وبعد سقوط النظام البائد جرى فيها بعض الإصلاح إلا الكهرباء التي يهيمن عليها رجال العهد القديم،فتنعم المدن المجاورة بساعات من الكهرباء فيما تعيش هي في ظلام دامس،وتم سد حلوق المسئولين الجديد بخطوط الطوارئ ليترك الآخرين إلى جهنم وبؤس المصير، وعدنا لذاك الطاس وذاك الحمام،فالحكومة الجديدة مارست معها ذات الإجحاف ،وخصوصا من قبل كهرباء بابل الفاسدة،التي تركتها مدينة أشباح يلفها الظلام الدامس،وتأتيها الكهرباء اللاوطنية لدقائق لتنقطع وتعود بعد دقائق وهكذا تنتهي الساعة المقررة لها كل يوم بالقطع والإعادة،ولنا أن نتساءل،هل مصدر الكهرباء هو الترفك لايت كما تقول الشرقية،أم أن لوزارة الكريمة عينت موظف خاص بغلق الأزرار عشوائيا كما يفعل عازف البيانو ليقضي وقته،لأنه على ما يظهر خال من أي عمل عدى اللعب بالأزرار،أم أنه أمر مقصود لإيذاء المواطن الكريم وتعطيل أجهزته الكهربائية حتى تعمل الماكينة الاقتصادية لتجار النظام الجدد الذين هيمنوا على الأسواق العراقية(ولعبوا بيها شاطي باطي)أم الغرض أخبار المواطن أن الكهرباء متوفرة ولكنهم عامدين على قطعها،أم هناك أهداف لئيمة لمن يسير أمور البلد من وراء ستار،لا أدري وربما غيري يدري،ولكن ما أصبح يقينا ثابتا عندي أن الشعب العراقي يستحق أكثر مما جرى عليه لأنه أختار بوعي أو بدونه هؤلاء وسلطهم عليه،ولا زال يلهث ورائهم طامعا بجنات النعيم،...قاطعني سوادي الناطور(أقبض من دبش،يا هو اليقره يا هو اليكتب،خابصين رواحكم ومدوخين روسكم تكتبون كالت الكهرباء وحجت المجاري،وزاد الفساد..و...و،لكن من يسمع ،كل الحجي هواء في شبك،والجماعة سدوا أذانهم،وفكوا أجيوبهم،وشركاتهم البره تخليهم يعيشون مئات السنين بفلوس الأزواج،وإذا شافوا الشغلة انلاصت،شعدهم بالعراق حتى عوائلهم أبلاد بره،مثل ما يكولون المصريين،وجناسيهم هولنديه وبلجيكيه وسويديه وانكليزية وأمريكية،والهم حقوقهم التحميهم من القانون،قابل همه من ولد الملحة ألما يحميهم لا قانون ولا فافون،بس الضيم والقهر على ولد الخايبات،اللي طول أعمارهم يركضون والعشا خباز،ولا ثوب كطني ولا ترس بطني،وعوافي للي يجيب نقش،صارت أبخت أهل الشهادات المزورة،وأهل الشهايد الصدك يشتغلون أبسطيات سوك جماله،وهاي ما أدري قسمة الله لو قسمة أفنيخ: عشره يشاركها برحل أوحده مطي ينطيها..!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com