المجتمعات كيانات فعالة مترابطة عضويا  وتديمها قيم ومعايير تساهم في تحقيق الفائدة العامة لها. وعندما نتأمل مجتمعاتنا ونقارنها بغيرها من المجتمعات المتقدمة عليها , نرى عناصر حضارية مفقودة وذات أهمية فعالة في الحياة , والتي بسبب غيابها تحققت التفاعلات السلبية في واقعنا. وهذه بعض القيم التي تساعد على تقدم المجتمعات وبناء وجودها القوي  :

 أولا : القيادة

هي القوة التي تبني وتهدم المجتمع. ولكي يحافظ المجتمع على وجوده القوي , لا بد له من تحديد معالم ومعاني ومفردات وخواص قياداته وأن يحكم سلوكها بدستور يحقق أهدافه ومصالحه العامة.

 ثانيا: العمل الجماعي

المجتمع قوة مجموع وليس قوة مفردة , لأن المفرد ضعيف والمجموع قوي, وكلما ازداد تفاعل المجموع وحدد معايير السلوك الاجتماعي وضوابطه , كلما أصبح أقوى وأقدر على المواصلة والمعاصرة والعطاء والتقدم والنماء.

 ثالثا: التطوع

المجتمعات الحية تميل إلى نشاطات التطوع, التي يقوم بها أفرادها من أجل سعادة وسلامة المجموع العام. فالأعمال التطوعية من ضرورات قوة المجتمعات وعافيتها الحضارية.

 رابعا: المساهمة

المجتمع بأعضائه يجب أن يشيع قيمة المساهمة في الحياة, أي أن على كل فرد فيه أن يجد ويجتهد من أجل أن يساهم في المسيرة الإيجابية لمجتمعه , لكي يشعر بالفخر والاعتزاز بنفسه وبمجتمعه.

 خامسا: الإبداع

الإبداع الحضاري في معظمه إبداع فردي يخدم المجتمع. ولهذا فأن قيمة الإبداع لها الأثر الكبير في نقل المجتمعات من حالة إلى أخرى. والاهتمام بالمبدعين من القيم الاجتماعية التي تصنع القدرة الحضارية وترسي دعائم القيادة الإنسانية.

 سادسا: الانتماء

الشعور بالانتماء من الطاقات المهمة في بناء المجتمعات لأن الفرد لديه طاقة بقائية للانتماء, وبدونها يشعر بالعزلة والوحدة والضعف. فالانتماء قوة , لأنه يصنع نهر الأجيال الجاري في روافد الزمن والذي يسقي دوحة الحضارة. والمواطنة من أهم العناصر التي يتحقق فيها التعبير الأمثل عن الانتماء والتفاعل الخلاق في الحياة.

 سابعا: التقدير

قيمة التقدير في الحياة الاجتماعية, تعبر عن اعتزاز المجتمع بأفراده وعدم إهماله لجهودهم, وإنما يظهرها كمثل للآخرين لكي يمضوا على هديها ويقدموا ما عندهم من الطاقات ذات الأثر الإيجابي في صناعة المعاني المميزة لمجتمعهم.

 ثامنا : العدالة

العدالة عماد القوة الاجتماعية . وعندما يفقد المجتمع هذه القيمة , فأنه يتمزق وتضيع جهود أبنائه ويتحول إلى موجود ضعيف تهب عليه عواصف الغزوات والهجمات , ويعيش بائسا مدحورا في وديان الظلم والامتهان والعناء.

 تاسعا: التضحية المتواصلة

بناء المجتمعات يستدعي تضحيات فردية وجماعية متواكبة مع عصرها , ترسي دعائم القوة والتواصل الناجح في الحياة, وتكون التضحية بالوقت والتفكير والعمل والجد والاجتهاد وكذلك بالنفس. فلا يمكن للمجتمع أن يكون سليما إذا غابت قيمة التضحية وضعفت في حياة أبنائه.

 عاشرا: المصلحة العامة

المصلحة الفردية يجب أن تكون مقترنة بالمصلحة العامة . تكون مصلحة الفرد من صلب مصلحة المجتمع , عندما ترفده بالقوة والقدرة الكبيرة على الانطلاق الأبعد إلى حيث تريد مسيرته وتشير أهدافه, عند ذاك يجد الفرد القوة والاندفاع الكافيين من أجل الوصول بمجتمعه إلى أعلى ما يستطيع لأن في ذلك تجسيد لمصلحة الفرد.

 حادي عشر: الحماسة

هي طاقة الشد إلى الأمام والاندفاع الإنساني الواعي نحو تحقيق الغايات المفيدة للمجتمع , وبدون الحماسة المتوقدة خصوصا لدى الشباب, فأن المجتمعات تتحول إلى عروش خاوية لا دور لها ولا قيمة للحياة فيها.

 ثاني عشر: المستقبل الجمعي

ربط مستقبل الفرد بمجتمعه من القيم الأساسية في شد آصرة المجتمع وربط كيان أفراده ببعضهم وبمجتمعهم العام. فالمجتمع المشدود إلى مستقبله , يكون مصدرا كبيرا للنماء الإنساني والإبداعي لأفراده وفيه يتم بناء الكيانات الخلاقة.

 ثالث عشر: قيمة العمل

عندما يكون للعمل قيمة  وأهمية عليا في حياتنا نكون من الذين يسيرون في دروب التقدم. العمل الذي يوفر متطلبات العيش ويمنح الإنسان القدرة على تحقيق ما يريده في حياته. ولا يهم نوع العمل بقدر ما يجب أن يكون الأجر الذي يحصل عليه العامل متفقا ومستوى المعيشة في المجتمع. ففي العالم المتقدم للعمل قيمة كبيرة في حياة الفرد والمجتمع وله دور أساسي في تحقيق الآمال والطموحات, وعليه أن يكون كذلك في المجتمع الذي يريد التقدم.

 رابع عشر: قيمة الجمال

الجمال حاجة فكرية ونفسية وروحية تتفوق على متطلبات حاجات البقاء البشري. وإعلاء قيمة الجمال في حياة المجتمعات يشير إلى أنها ترتقي وتتواصل مع عصرها , ولها القدرة العالية على تحقيق وجودها الإنساني المتطور.

 وهكذا عندما ندرك مفهوم المجتمع على أنه مؤسسة اجتماعية عليها أن تتطور وتنمو وتمتلك القوة الكافية لبقائها وبسط نفوذها فوق الأرض التي تنتمي إليها, عندها فقط نصنع المجتمع المتقدم ونتخلص من عاهة التأخر ونكون.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com