حزام ناسف في مدينة الصدر
ميادة العسكري Iraq4Iraqis@googlegroups.com
"شمالك يا وطن ما بيك
مثل حسين
وما لازم حسين
إمبارك خياله
رب البيت ساكت
والحرامي يبوك
وخاف البيت
يطلع تالي مو ماله "
جاءت هذه الابيات التي قالها الشاعر الشعبي علاء آل ياسين على بالي وانا احاول ان اكتب في مذكرتي الشخصية عن انطباعاتي حول صولة الفرسان وما حدث بعدها في مدينة سماحة السيد الصدر..
كانت يومها الطائرات تغير على اهلنا في تلك المدينة ولا تفرق بين رضيع ينام في حجر امه وبين كل ما غير ذلك ..
وتذكرت هاتف فهد فجر ذاك اليوم .. الفرق في التوقيت بين فهد وبيني ساعة
كانت الساعة عندنا هي الرابعة صباحا وكنت جالسة وقتها انتظر اذان الفجر ..
جاء هاتف فهد وقال لي: إتريدين تسمعين الطيارات
عرفت قصده فورا .. قلت له: اي اريدن اسمعها
سألته : وين انت؟
قال: بالبيت
سألته: وبيها خطورة اذا طلعت كدام البيت
قال: الحافظ الله
اغمضت عيني وجاءت ابيات آل ياسين مرة اخرى مع اصوات مدافع الطائرات ..
"أهل يا ليتنا ....
ولو جنتو وي إحسين
جان ذبحتوا كِل
البقوا من اعيالة
إذن يا ليتكم ما جنتوا موجودين
جان محد
اتجرأ
يلمس اترابه"
سؤالي اليوم بعد مرور شهر على هدوء البنادق، وصمت سبطانات المدافع والدبابات ، وبعد ان حطت طائرات الاخوة الاميركان في جحورها ...
اين صارت مدينة الصدر اليوم؟
حوالي الساعة الواحدة والربع بتوقيت بغداد، او قبلها بقليل انفجر حزام ناسف بالقرب من ساحة مظفر، واستشهد الناس كالمعتاد ولا حول ولا قوة الا بالله
اتصلت بفهد الذي قال لي: حزام ناسف .. شفتي من جانت بيد (....) هم جانت احزمة ناسفة؟
سالته: فهد، هم جوكم وبنوا التفلش؟
ضحك فهد وقال: عمي، غير كنسة الشوارع ما شفنا وعلي
شوارع خربة، تسكنها عوائل ، كانت ساحات معارك ، والأبنية لا تزال مهدمة تذكرنا بالاطفال الذين تم انتشالهم من بين الانقاض، وتذكرنا "كوشم على ظاهر اليد" بقصف الطائرات والدبابات ..
زالت الحواجز التي كانت منتشرة على المداخل وفي الأزقة مع استمرار وجود تمثال جديد للقائد الضرورة .. عبارة عن جدار اسمنتي يفصل المدينة وللمرة الأولى في تاريخها الى نصفين.
والمرارة مع الجدار بقيت في النفوس ..
"من يأمن شرك يا يزيد .. وان قتلت حسين بالامس.. هل اسلم لك اولادي.. هل اصدق وعودك ؟؟ هيهات .. "
وعلى ذكر الوعود، متى سيتم تنفيذها؟
كتب الاخ عواد الموسوي يتساءل حول نفس ما يدور في خلدي قائلا:
"إن الحكومة لها من القدرة المالية و الإمكانيات التي تمكنها من إعادة ما تم تخريبه و لكن نتساءل ماذا لو لم يكن مثل هذا الخراب قد وقع وإن ما سيصرف الآن لإعادة الأمور إلى وضعها قبل شهرين كان من الممكن إنفاقه لتطوير المدينة و توفير الخدمات لأهلها ؟"
واقول: متى سيبدا الاعمار ؟ ماذا تنتظرون؟ الاموال موجودة، القدرات البشرية موجودة، كلها موجودة، الا امر واحد واتمنى ان اكون " غلطانة" :
والامر في تقديري يتعلق بالنية والعزم..
ترى هل النية متوفرة، ام لا؟
العودة الى الصفحة الرئيسية
في بنت الرافدينفي الويب