ســـــــفــير المــــــوت
 

 

سهيل أحمد بهجت

sohel_writer72@yahoo.com

شاهدت حلقة "الاتجاه المعاكس" والتي استضاف فيها فيصل القاسم السيد آدم إيرلي المستشار الثقافي لسفارة الولايات المتحدة في بغداد مواجها السفير "البعثي" السابق صـلاح المختار لمناقشة قضية الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة، والحق يقال أن كليهما عكس بوضوح طبيعة العقل والثقافة التي يمتلكانها، ففي الوقت الذي كان صلاح المختار يُمجد بالقتلة و"المقاومة" اللا شريفة ويراوغ متهربا من الحقائق، كان السيد إيرلي يُمثل بكل وضوح ثقافة الشعب الأمريكي القائمة على التسامح والصراحة والبساطة وقبل كل شيء الديمقراطية.

لكن ما أراحني وجعلني سعيدا رغم تقززي من اللهجة البعثية التي ذكرنا عبرها المختار بأيام الطاغية المقبور، أن لهجته رغم كل ما فيها من عنجهية وتحدي وجلاميد عقلية إلا أنها بدت لي لغة ميتة قد عبر عليها الزمان وأن عصر البعث "فعلا" قد أصبح طي التاريخ وجزءا من الماضي الأسود الذي عاشه العراقيون، لكن السيد إيرلي ولأنه أمريكي فقد بدا لي صاحب لغة بسيطة وأن لغة أخرى أكثر تحديا كان ينبغي لها أن تواجه ذلك البعثي.

لكن من المفيد لنا كعراقيين أن نتذكر ذلك الديناصور البعثي الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة مع كل يوم يقضي فيه العراقيون على الإرهاب، فمن الخطأ الفادح أن ننسى ما ارتكبه البعث المجرم بحق العراقيين وتقسيمه للعراقيين على أساس قومي وطائفي، فحين نستطيع أن نفهم طبيعة النظام الذي كان يمزق العراق ويهين كرامته سوف نستطيع أن نتجاوز التركة الثقيلة للبعث، صحيح أن هناك أحزابا قومية لا تختلف عن البعث من حيث الشوفينية وهيمنة العائلة لكن النظام التعددي الديمقراطي كفيل بإفشال مخططات هؤلاء.

ذهب ذلك العصر الذي كان العراقيون فيه يخشون حتى مجرد التفكير وإبداء الاعتراض، فسواءٌ تمت الاتفاقية ولم تتم فإن الشعب العراقي هوالمسئول عن قراراته ومصيره بينما في الماضي كان الدكتاتور هوالذي يقرر كل شيء وكأنه الإله الأوحد، فالبعث مهما زعم من أن له "شعبية"!! فإن الكم الهائل من الأحزاب والتنظيمات ووسائل الإعلام الحرة تفضح أُكذوبة البعث ومزاعمه فلا المقاومة الإرهابية ولا الدعم العربي للإرهاب في العراق سيمنح للبعث ولوحتى مجرد الحلم بأن يعود إلى الحكم، وحتى لواستطاع بعض البعثيين التسلل فإن تقسيم السلطة والدستور والجيش كفيل بإفشال كل مؤامرات البعث.

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com