سعدي يوسف بين الولي الفقيس بوش والولي الفقيه باراك اوباما

 

مثنى حميد مجيد

alsadizxc@hotmail.com

من أوليات التحليل الماركسي في السياسة أن الديمقراطية البرجوازية هي ديمقراطية شكلية في جوهرها وعند تطبيق هذه المقولة على النظام السياسي الرأسمالي الأمريكي نجدها تصح عليه أكثر من أي دولة رأسمالية أخرى فالحزبان الرئيسيان، الجمهوري والديمقراطي اللذان يتداولان السلطة في الولايات المتحدة ما هما إلا وجهان لعملة امبريالية واحدة تتحكم بها الشركات الإحتكارية والإخطبوط الإعلامي الأمريكي وما منصب الرئاسة الأمريكية إلا منصب وظيفي تنفيذي وخدمي محدود الصلاحيات ينفذ وينسق الأوامر والتعليمات التي يتلقاها من أجهزة النظام المختلفة كالكونغرس والبنتاغون والمخابرات.بكلمة لا يجد المحلل الماركسي أي فرق يذكر بين بوش وأوباما إن خلفه في الرئاسة فالثاني لن يكون أكثر من موظف يستمر على خطى الأول وإن بدا مختلفآ معه ظاهريآ فما بوش وأوباما وماكين وكلنتون ومن سبقهم إلا براغ صغيرة جدآ في الجهاز الرهيب لرأس المال.هذا الكلام بسيط جدآ ومفهوم لأي مبتديء حقآ في الماركسية والتحليل الماركسي لكننا نجد أن الشيوعي الأخير سعدي يوسف يغفل عنه أو حتى لا يعرفه وهو ما تفصح عنه مقالته الأخيرة التي يمتدح بها ضمنيآ أوبامآ مبشرآ به قائدآ، أو وليآ للفقيه تصح ولايته شرعآ، سينتخبه الشعب الأمريكي لتحرير العراق.

نعم، في نظر الشيوعي الأخير المدجج بالماركسية باراك أوبامآ والمبشرون به طبعآ هو المحرر المنتظر أما بوش فهو الولي الفقيس وهو ما تبين أخيرآ وبجلاء له من خلال بسطاء الأمريكان الذين سينتخبون أوباما أبو فسوة.

كتب سعدي يوسف ـ من زياراتي المتعددة للولايات المتحدة، وأحاديثي مع الناس العاديين، وسواهم، لمستُ، بوضوحٍ، الحرجَ الأخلاقي الذي يحسّ به المواطنُ الأميركي إزاء العراق .

وقد وضُحَ الأمرُ، أكثرَ، مع تصويت الشعب الأميركي لصالح الديمقراطيين، وتمكينهم من السيطرة على الكونغرس .

وكم من مرةٍ قال لي مواطنون بسطاء في نيويورك : لا ندري كيف انتُخِبَ بوش ـ.

والسؤال الذي نوجهه لسعدي يوسف لماذا لم تجب على تساؤل هؤلاء البسطاء من المواطنين الأمريكان عن سبب إنتخاب بوش وأنت الشيوعي المدجج بالماركسية.هناك إحتمالان لموقفك هذا.أما إنك تداري وضعك الشخصي وإقامتك الدائمة في روما العم سام وإمكانية تعرضك للمضايقة أو المساءلة فتتبع الإسلوب الإنتهازي ـ تكسر وتجبر ـ كما يقول المثل العراقي أو إنك، وهو الإحتمال الثاني تؤمن فعلآ بولاية الفقيه باراك أوباما وتميزه عن الولي الفقيس بوش على حد قولك في مقالة سابقة.

أما إحتمال كونك لا تفهم أوليات التحليل الماركسي فهو غير وارد إطلاقآ لا لأنك لم تدرس الماركسية بل لأنها لم تعد أصلآ من الأوليات التي تقيم عليها مواقفك.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com